أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Aug-2017

باحثون أمريكيون يتوقعون فرصا هائلة للزراعات المائية للأسماك والرخويات في عرض البحر

د ب أ: توقع باحثون من الولايات المتحدة أن يساعد التوسع في الزراعات المائية في عرض البحار مستقبلا في تلبية حاجة البشرية المتزايدة من الغذاء.
ووفقا لتقديرات فريق الباحثين الأمريكيين فإنه من الممكن مستقبلا زراعة أكثر من 11 مليون كيلو متر مربع بالأسماك بالإضافة إلى زراعة حيوانات رخوية على مساحة 1.5 مليون كيلومتر مربع.
ونشر الباحثون الذين عملوا تحت تحت إشراف ريبِكا جينتري، من جامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا باربارا، دراستهم أمس الاثنين في مجلة (نيتشر إيكولوجي اند ايفولوشن)، وجاء فيها انهم يتوقعون مضاعفة إنتاج الأغذية البحرية بواقع 100 ضعف عما يتم استهلاكه في الوقت الحالي.
ورأى خبير ألماني أن الدراسة هي بادرة علمية نظرية جيدة درست بشكل متفائل جدا فرص الزراعة المائية في البحر. ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى الكثير من المشاكل التي تعترض هذه الزراعة الواسعة، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية. وتنبأ أصحاب الدراسة أن يصل عدد سكان العالم إلى عشرة مليارات نسمة بحلول عام 2050، وقالوا ان هذا العدد يسبب ضغطا هائلا على المسؤولين لضمان توفير الغذاء اللازم لهم، خاصة وأن صيد الأسماك قد بلغ طاقة قصوى حاليا، ولأن التوسع الكبير في الزراعة يتسبب في مشاكل بيئية هائلة.
وتنتشر الزراعات المائية حاليا على اليابسة بشكل خاص أو في البحار على مقربة من السواحل «ولكن مشاكل مثل استنفاد الثروات الطبيعية وتلويث البيئة وتدميرها أضرت بسمعة الزراعة المائية في الكثير من البلاد».
وأكد الباحثون أن إقامة مزارع مائية للأسماك والرخويات في عرض البحار هو الأنسب، ولكن فرص هذه المزارع لم تُقَيَّم بشكل مناسب حتى الآن. وهذا ما فعله الباحثون أصحاب الدراسة من خلال أنظمة يتم فيها إما تغذية حيوانات بالأعلاف أو تربية حيوانات رخوية تدبر غذاءها بنفسها. وقارن الباحثون خلال الدراسة العوامل البيئية مثل درجات الحرارة في مساحات واسعة من مياه البحر، ومدى ملاءمتها لاحتياجات 120 نوعا من الأسماك والحيوانات الرخوية، ذوات الصدفتين.
ثم أعد الباحثون مؤشرا لنمو هذه الأنواع في البيئات البحرية التي تلائمها، واستبعدوا المناطق غير الملائمة مثل المناطق التي يزيد عمقها عن 200 متر، وهي المناطق التي لا يمكن أن تمتد المزارع السمكية إلى أعماقها.
قال الباحثون إن هناك مساحة أكثر من 11.4 مليون كيلومتر مربع مناسبة لتربية الأسماك، وأكثر من 1.5 مليون كيلومتر مربع مناسبة لتربية ذوات الصدفتين، مما يعني إمكانية إنتاج 15 مليار طن من الأسماك سنويا بهذه الطريقة، أي أكثر 100 مرة من إجمالي استهلاك البشر الحالي من الغذاء البحري. وأوصى الباحثون باستبعاد المناطق الحساسة أو المناطق ذات التنوع المرتفع من الأنواع البحرية مثل مناطق الشعب المرجانية.
كما أكد الباحثون أن المناطق ذات المنافع الأخرى مثل مناطق استخراج النفط هي مناطق غير مناسبة، وقالوا أنه لذلك فإن المساحات القابلة للاستخدام بالفعل أقل من المساحات التي قدرتها الدراسة. وحسب الباحثين فإن الكثير من الأماكن الأكثر ملاءمة تقع في المناطق المدارية على سواحل إندونيسيا والهند وكينيا والدول الجزرية في المحيط الهادي.
وقال الباحثون ان دولا قليلة فقط هي القادرة حتى الآن على تطوير زراعات بحرية من بينها النرويج والصين، وأنه إذا استفادت إندونيسيا من 1% فقط من مساحتها البحرية المناسبة للزراعة البحرية فإنها ستصبح قادرة على إنتاج 24 مليون طن سنويا من الأسماك من هذه الزراعة.
وقالوا الباحثون أنه من الممكن زراعة كمية من الأسماك تساوي جميع ما يستخرجه الإنسان صيدا في مساحة لا تجاوز مساحة بحيرة ميشيغان الأمريكية (58 ألف كيلومتر مربع).
وبذلك يمكن حسب الباحثين وضع 30% على الأقل من البحار والمحيطات تحت الحماية.
وعبر راينهولد هانيل، رئيس معهد تونين للبيئات السمكية في مدينة هامبورغ الألمانية، عن تشككه من نتائج الدراسة، وقال أنه لا جديد فيما جاءت به الدراسة فيما يتعلق بتربية الأسماك «حيث ان واحدة من كل سمكتين يستهلكهما البشر مصدرها مزارع مائية، أغلبها مياه عذبة».
وأشار الخبير الألماني إلى صعوبة الظروف التي تربى فيها الأسماك والطحالب وذوات الصدفتين في مزارع صناعية. وأشار إلى أن أسماك السلمون المستزرعة تتعرض للأمراض في تشيلي وللحشرات المتطفلة مثل حشرة السلمون في النرويج. كما قال أن الطحالب و زهور قناديل البحر هي مشاكل أخرى تواجه هذه الزراعة نتيجة زيادة المواد الغذائية التي تصل إلى هذه المساحات البحرية المفتوحة وكذلك التقلبات الجوية مثل العواصف.
وأضاف «إن إنتاج كميات كبيرة من الأسماك في مساحات صغيرة صعب من الناحية العملية.. إنه محفوف بالمخاطر حيث يمكن أن يفقد المربون جميع الأسماك بين عشية وضحاها».
كما أشار إلى وجود معارضة من قبل السكان لهذه التربية في كثير من الأماكن، مما جعل البعض يفكر في نقل التربية المائية في البحار إلى أنظمة متكاملة على البر حيث يمكن السيطرة على ظروف التربية وإن كانت تكلفة ذلك باهظة.
وأكد الخبير الألماني أن النظرة تختلف هنا لتربية الرخويات ذوات الصدفتين والطحالب التي يتم التوسع كثيرا في تربيتها في آسيا، مما يمكن أن يساهم في خفض الأضرار البيئية الناجمة على سبيل المثال عن المواد الغذائية التي تستخدم في هذه المزارع المائية. ورغم ذلك فإن هانيل يؤكد إمكانية مساهمة التقنيات الحديثة مستقبلا في حل الكثير من مشاكل التربية المائية، ويقول «نحن لا نعلم ما الذي سيحدث خلال 50 عاما.. والسؤال الآن عما هو مجدٍ بيئيا واقتصاديا». وأضاف «سيظل صيد الأسماك والكثير من أشكال الزراعة المائية يتعايشان مع بعضهما البعض، وسيتضح من الأكثر ميزة عن الآخر».