أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2018

توقع أزمة إقتصادية عالمية جديدة*محمد مثقال عصفور

 الراي-تداهمنا بين الفينة والاخرى تصريحات لخبراء افتصاديين عالميين مفادها ان هناك ازمة اقتصادية عالمية جديدة سوف تعصف بالاقتصاد العالمي وسيكون لها تداعيات سلبية على الانتاج والتوزيع والاسعار والبطالة والفقر وهم في الواقع يقفون عند حدود هذا التصريح دون ان تقدم الدلائل والمؤشرات على منطق توقعاتهم، والواقع ان المتابع للشأن الاقتصادي العالمي يستطيع ان يمسك بعدة خيوط يمكن أن تقوده الى استنتاج مفاده ان ازمة اقتصادية عالمية قادمة، وهنا نود ان نسلط الضوء على بعض مواطن الضعف التي يمكن ان تقود الى هذا الاستنتاج كما يمكن ان يبين طبيعة الازمة الاقتصادية العالمية المتوقعة من خلال رصد بعض التطورات الاقتصادية التي باتت تأخذ موقعها على خارطة الاقتصاد العالمي بحيث يمكن التكهن بسمات وطبيعة الازمة القادمة. فهناك اسباب بنيوية رأسمالية داخل الاقتصاد الغربي الاميركي والاوروبي، وان هذه الاسباب البنيوية فرضت نفسها من خلال سياسات جمركية او اجراءات ضريبية كسرت منطق التجارة الحرة وادخلت الاقتصاد العالمي في مرحلة من افساح هوامش كبيرة لاجراءات مماثلة تعمق حالة الارتباك وتؤول في بعدها النهائي لان تتعاظم كرة الثلج بشكل يصبح فيه منطق "دعه يعمل دعه يمر" مجرد يافطة جوفاء مفرغة من مضامينها فتعود منظمة التجارة العالمية لتعاني كما كانت تعاني منظمة اتفاقية الجات للتجارة التي أنشأت بعد الحرب العالمية الثانية ولم تر النور بفعل هيمنة الحرب الباردة.

 
ان ما قامت به امريكا من فرض ضرائب جمركية على سلع هامة تستوردها من أوروبا ومن الصين وكذلك ما تقوم به اوروبا من سياسات مماثلة هو في النهاية حالة ارباك للاقتصاد الغربي كذلك فان الاجراءات التي تمضي بها دول البريكس ومنظمة شنغهاي من اقامة بنك أسيوي دولي ومن تغيير منظومة الدفع بين الدول باستخدام العملة الوطنية تمهيداً للانتقال الى قاعدة الذهب وكذلك حالة التشبيك التي تشهدها دول آسيا بدءاً من الصين مروراً بالباكستان ودول أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا وايران وتركيا والعراق وسوريا وصولا الى المياه الدافئة على البحر المتوسط وايضا الربط الحديدي في السكك الواصل من الصين الى اوروبا، اضافة الى دخول الغاز كطاقة جديدة وفي مناطق جديدة اضف الى ذلك توجه الصين لان تنعش الطلب الفعال على منتجاتها من خلال ما يقدر بحوالي (400) مليون صيني يعيشون بالارياف وهم بحاجة الى كل انواع وانماط الاستهلاك المتوفرة الامر الذي يشكل طلباً كبيرا على المنتجات الصينية يخفف من أثر ان تكون الولايات المتحدة هي التي تتحكم بتجارة الصين الخارجية، اي في الوقت الذي يدخل فيه نصف العالم الآسيوي مرحلة تقوده الى الانتعاش والانطلاق فإن نصف العالم الغربي يدخل مرحلة هي أقرب الى التراخي الاقتصادي الذي يقود الى كساد كبير أو أزمة بنيوية حقيقية.
 
هذه الاسباب وغيرها هي التي تبني التوقعات بان ازمة اقتصادية قادمة لكن هذه المرة لن تكون فيها الصين منقذاً للاقتصاد الغربي كما حدث عام 2008 بل ستكون طرفاً مهما في أن تجنب نصف الكرة الآسيوي هذه الأزمة لتفتح الطريق واسعاً نحو نظام إقتصادي عالمي جديد.