أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2020

عائلة غزّية تضاعف إنتاج الأعلاف لماشيتها بإمكانيات متواضعة

 الأناضول: وفرّت المزارعة كريمة النجار على نفسها كثيراً من المال الذي كانت تنفقه لشراء الأعلاف الجاهزة، اللازمة لغذاء الماشية التي تربيها بمساعدة أسرتها، بعد ان أقامت مشروعها الخاص بذلك.

فقد أقدمت على إنشاء مشروع «الشعير المستنبت»، الذي يقوم على مبدأ «الزراعة المائية» قبل عدّة أشهر، بهدف توفير أعلاف بكميات أكبر وقيمة غذائية عالية، بتكاليف متواضعة. وعلى مساحة أرضية صغيرة، تقع غربي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تنشغل السيدة يومياً برفقة زوجها في متابعة إنتاج المشروع، الذي يتميز باستخدام أدوات متواضعة أهمها حاوية الإنتاج التي تم تصميمها من قِبل مهندسين مختصين، لتساعد في تسريع عملية النمو وتوّفير كميات أكثر بجودة أفضل.
 
مساعدة من «أوكسفام»
 
ويأتي مشروعها ضمن مشروع «بناء صمود الرجال والنساء الأشد احتياجا في قطاع غزة»، الذي ينفذه مركز العمل التنموي غير الحكومي «مَعاً»، بالشراكة مع مؤسسة «أوكسفام» الخيرية العالمية، وبإشراف وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، وتمويلٍ من «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة.
وتقول النجار في مقابلة أن تلك التقنية التي تعتمد على المياه فقط، يمكن أن تنتج الشعير بشكل مضاعف بحوالي عشر مرات، مع الحفاظ على القيم الغذائية.
وتضيف أن التحاليل المخبرية أظهرت أنّ نسبة البروتين في الشعير المستنبت تساوي 16 في المئة، وهي النسبة نفسها الموجودة في المكملات الغذائية مرتفعة الثمن.
يقول الزوج، حسام النجار، أن مراحل الاستنبات تبدأ بتجفيف الشعير وتنقيته من الشوائب، وبعدها يتم وضعه في إناء مليء بالكلور لمدة 12 ساعة، قبل أن ينتقل إلى المرحلة التالية التي تتمثل بالإنبات المباشر.
وتستغرق العملية من الوقت حوالي 14 يوماً في فصل الشتاء، و7 أيام فقط في فصل الصيف، وذلك تِبعاً لدرجة الحرارة والرطوبة في الجو التي تشكل عاملاً مهماً في تحسين جودة الإنتاج.
وتتم تلك العملية داخل حاويةٍ صغيرة مكونة من عدة طبقات، ومُصنعة من الحديد والبلاط ومغطاة بأقمشة مبللة بالمياه، لتساعد على توفير الجو المناسب لعملية الإنبات. وتُوضع حبات الشعير داخل أوعية بلاستيكية خاصّة، وكل طبقة من طبقات الحاوية تضم شعيراً بأعمارٍ مختلفة. وفقاً لحديث النجار.
ويتابع الزوج «تلك التجربة مهمة على الصعيدين المادي والغذائي، فمن ناحية تعمل على توفير كميات كبيرة من الشعير مقابل مبالغ بسيطة، ومن الأخرى تعمل على توفير طعام للمواشي بقيم غذائية عالية، تساهم في تحسين جودة اللحوم، ورفع مستوى إنتاج الحليب وجودته».
وينوه إلى أنّ كل أفراد أسرته، بما فيهم زوجته، يتناوبون على الاهتمام بالمشروع، الذي شكل واحداً من المشاريع الريادية في القطاع.
ويقول أن مشروعهم «يتجاوز التفاصيل المُكلفة، التي كانت تُتبع لاستنبات الشعير، حيث أنّ الأمر كان يحتاج لغرفة كبيرة وإضاءة ومعدات باهظة الثمن».
وبدأت تجربة زراعة الشعير المستنبت في العالم سنة 1930، حين بدأت مجموعة من العلماء بتجريب زراعة النباتات دون تربة، بالاعتماد على المواد الغذائية الذائبة في الماء، وخلال تجاربهم وجدوا أنّ التربة غير ضرورية إلا لتثبيت جذور النباتات.
وحسب المراجع العلمية فإن أساس استنبات الشعير دون تربة هو عملية النقع، حيث يتم تنبيت البذور داخل غرف محكمة الغلق لها جو يماثل الجو الطبيعي لزراعة الشعير. ومن خلال التحكم في درجة حرارة المكان ودرجة الرطوبة والإضاءة، تتحرر الإنزيمات وينبت الجنين وتتضاعف الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
وبدلا من الأسمدة الطبيعية والكيميائية تذاب المواد اللازمة لتغذية النبات، والتي كانت توفرها الأسمدة، في الماء المستعمل بدلا من التربة.
وتحتاج النبتة الواحدة من الشعير المستنبت إلى عدة أيام، لتكون عناصرها الغذائية الكاملة قد توافرت بصورتها العظمي، حيث تصير جاهزة لتكون مصدراً حيويا وطازجا للبروتين والإنزيمات والفيتامينات، ولتصبح طعاما بسيطا سهل الهضم يحتوي على قيمة بيولوجية عالية.
وتنبع أهمية التجارب المتنوعة التي شهدتها الساحة الفلسطينية من كون قطاع المواشي في الضفة الغربية وقطاع غزّة، أصبح مهدداً بالتراجع خلال السنوات الماضية، بسبب التوسع العمراني، الذي نتج عنه تقليص مساحة الأراضي المزروعة والأراضي.
ولتعويض ذلك التراجع، يلجأ مربو المواشي لاستيراد الأعلاف الجاهزة، التي لا تحمل غالباً الخصائص الغذائية الطبيعية، أضافة إلى أنها مرتفعة الثمن. لذلك فإن اللجوء إلى خيار الشعير المستنبت يمكن أن يحل تلك المشكلة، كون تكاليفه منخفضة ويمكن توفير متطلباته محلياً وبسهولة، وفقاً لحديث النجار.
 
تقليص استيراد أعلاف المواشي
 
ووفق بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء يبلغ استهلاك السوق الفلسطينية من أنواع الأعلاف المختلفة (حسب آخر إحصائيات متوفرة تعود إلى 2015- 2016) ما معدله 945.298 ألف طن، يغطي إنتاج مصانع الأعلاف الفلسطينية 40% من هذه الاحتياجات، والباقي يتم توفيره من الخارج.
ويشير النجار إلى أنه عمل على نقل تجربته إلى عدد من المزارعين في منطقته خلال الفترة الماضية، وإلى أن كثيراً منهم بدأوا إنتاج الشعير المستنبي بكميات أكبر، بعد أن تبينت لهم مزاياه الكثيرة، مما أدى فإلى رفع مستوى إنتاج مواشيهم، وبالتالي زيادة دخولهم وتعزيز صمودهم، لاسيما في ظل ما يواجهونه من تحديات وعقبات بسبب الحصار الإسرائيلي.
ويحلم الرجل الثلاثيني بأن يكون قادراً في المستقبل القريب على توسيع المشروع الأسري، من خلال زيادة أعداد رؤوس الأغنام التت يمتلكونها، بعد توسيع حاوية الاستنبات، لتكون قادرة على إنتاج كميات أكبر.