أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2020

حرب من نوع آخر*عصام قضماني

 الراي

يعتقد كثيرون، إن حالة التوتر الراهنة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران سوف تتحول إلى حرب لها امتدادات إقليمية.
 
هذا الاعتقاد وجد ما يبرره بعد إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه قواعد عسكرية فيها تواجد أميركي في العراق لكن. الحملات الإعلامية لا تزال هي المعركة الحقيقية.
 
هناك معركة من نوع آخر تدور في ذات الأجواء لكنها تسير بنعومة وهي الأخطر، إنها حرب الغاز!!.
 
لا شك أن في الأفق معركة غاز تطبخ على نار ليست هادئة، مركزها وميدانها منطقة الشرق الأوسط، وهو ما كان أشار إليه نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في واحد من خطاباته.
 
على نحو سريع نشطت كارتيلات بدأت تتشكل غرباً وفي أقصى الشمال، وأقصد، تل أبيب قبرص واليونان، من جهة وموسكو وتركيا من جهة أخرى على خط الصراع من أجل الغاز.
 
المنطقة مشحونة بمجموعة متناقضة من المؤامرات والتطلعات والطموحات, ليس فقط السياسية والعسكرية بل إن الأهداف الاقتصادية في مقدمتها، الجديد هو تدشين خط غاز روسيا–تركيا ومنه إلى أوروبا , لكن ماذا بالنسبة لطموحات إسرائيل ومجموعتها نحو ذات الأهداف.
 
سجل الروس هدفا في معركة الغاز وقادت تشكيل حلف طاقة جديد، عبر تركيا لكن ثمة حلفا آخر يتم بناؤه كخيار آخر وبديل للغاز الروسي الذي تمد به موسكو أوروبا، وهو الخيار الذي بات ملحا جدا في ضوء تطورات الأوضاع في المنطقة ليبدو أن أنقرة حسمت خياراتها وواجهت الممانعة الإقليمية والأميركية، اصبحت أراضيها في نهاية المطاف حجر زاوية لحلف الغاز الروسي
 
ليس لدى غاز حوض المتوسط زبائن فاعلون سوى مصر والأردن وكلاهما ارتبطا باتفاقيات طويلة الأمد لاستيراد هذا الغاز، لكن بالنسبة للكميات التي زعم اكتشافها في حوض المتوسط لمجموعة الدول ما عدا سوريا ولبنان فإن مثل هذه الاتفاقيات لا تكفي حتى أنها لا تلبي الطموح التجاري.
 
واشنطن تسعى لفرض تصنيف جديد للعلاقات الاقليمية، إسرائيل جزء لا يتجزأ من أية منظومة إقليمية مقبلة وكارتيلات الغاز أهم محاورها.
 
هناك حرب مفتوحة، عنوانها «الغاز» وهذه الحرب لا تتوقف عند هذا الحد ويمكن بوضوح رؤية ملامحها في التحرك الروسي والإيراني عبر المتوسط وتركيا وأوروبا.
 
كان يفترض بأن يشكل الغاز المصري مشروعاً عربياً وقد حمل فعلاً اسم المشروع العربي لكن الطموح تحول إلى كابوس وبات مهدداً فمصر تعاني نقصاً حاداً ومشروعها بوصول غازها إلى أوروبا عبر تركيا تقلص إلى أن اختفى وها هي تتحول من بائع للغاز إلى مشتر.