أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2019

الحاجة إلى رأسمالية جديدة!*د.عدلي قندح

 الغد-بدأنا نسمع في السنوات القليلة الماضية أصواتا عالية في الغرب وفي العديد من الدول الرأسمالية تدعو إلى البحث عن رأسمالية جديدة على الرغم من القناعة التامة لدى تلك الأصوات بأن الأسواق الحرة هي التي خلقت الصناعات الحديثة والمتطورة في مختلف القطاعات وهي التي أدت إلى اكتشاف العلاجات والأدوية الفعالة التي حمت حياة الملايين من الناس من الأمراض وأخرجت المليارات من سكان الكرة الأرضية من دوائر الفقر.

كتب مارك بنيوف رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة سيلزفورس ومؤلف كتاب ” الريادة …قوة الأعمال المنصة الكبرى للتغيير ” كتب مقالاً في جريدة نيويورك تايمز الأميركية يوم الاثنين 14 تشرين الأول 2019 في ذكرى يوم كولمبس، قال فيه ان الرأسمالية كما يتم ممارستها في العقود الحديثة – وبإصرارها على تعظيم الأرباح – أدت إلى ظهور فجوة كبيرة من عدم المساواة بين الناس. يقول بنيوف أن أغنى 26 شخصاً في العالم يملكون ثروات تعادل ما يملكه 3.8 مليار شخص في العالم. كما أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون من الصناعات يعمل على احداث تغيير مناخي كارثي. ففي الولايات المتحدة الأميركية، وصلت درجة عدم المساواة إلى أعلى مستوياتها منذ 50 عاماً.
ويوجه السيد بنيوف في مقالته رسالة الى زملائه أصحاب الأعمال والأغنياء بأنه لا يمكن غسل أيدينا من مسؤولية ماذا يعمل الناس مع منتجاتنا. ويضيف انه “صحيح ان الربح مهم ولكن المجتمع أهم”. من وجهة نظره، فان طلاب المدارس والمشردين في منطقته هم شركاء رئيسيون في شركته. ولحسن الحظ، فان اكثر من 200 مدير تنفيذي ألزموا شركاتهم بهذه المبادئ في آخر اجتماع على طاولة مستديرة عقدت اخيرا.
يقول بنيوف، ان الوقت حان لإيجاد رأسمالية جديدة مستدامة مبنية على العدالة والمساواة وتعمل لمصلحة الجميع. فعلى أصحاب الأعمال التركيز ليس فقط على المساهمين shareholders في شركاتهم، وانما على الشركاء أصحاب المصالح stakeholders ، وهم العمال والموظفون والمستهلكون والمجتمع والبيئة.
ومن وجهة نظره، فان هذه المبادئ لن تنتشر ولن تطبق مالم تصبح جزءا من التشريع الذي يحكم الشركات. ويجب أن تقتنع بها الهيئات الرقابية.
ومن الجدير ذكره، أن كل الأصوات التي تطالب بالشكل الجديد للرأسمالية لديها قناعة أن هناك أصواتا أخرى تعارض هذه المطالب. لكن الجواب على الأصوات المعارضة قدمته مراكز الأبحاث التي أثبتت أن الشركات التي وضعت سياسات ورؤية ورسالة جديدة تأخذ بنظر الاعتبار وبشكل واضح مصلحة كافة الشركاء أصحاب المصلحة أصبح أداؤها أفضل من الشركات الأخرى ونمت بشكل أسرع وحققت أرباحاً أعلى.
فالسؤال الذي يُطرح هو: هل ستصبح هذه المطالب حقائق وسياسات على أرض الواقع لكافة الشركات التي تعمل في الدول الرأسمالية؟ نطرح هذا التساؤل ونتركه للمستقبل للإجابة عليه.