أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2014

خبراء يدعون لإعادة تدوير إطارات السيارات المستعملة لتلافي التلوث البيئي

 

عمان- أجمع فنيون وخبراء بيئة على أهمية تدوير إطارات السيارات المستعملة؛ اذ ان فيها مواد تستخدم بعد تدويرها، كزيت للوقود، وفي صنع ارضيات ملاعب صناعية (الاتارتان)، وبلاط المنازل، والحدائق، بدلا من ان يتم طرحها او حرقها عشوائيا لما لها من آثار سلبية على البيئة والسلامة العامة. 
وطالبوا بضرورة دعم التدوير بشكل عام واعادة تدوير الاطارات بشكل خاص، مشيرين الى ان تفاقم مشكلة الإطارات التالفة يؤثر على سلامة البيئة، فهي مرتع للحشرات مثل “الفئران والبعوض” وانتشار العديد من الأوبئة والامراض، وفي الوقت ذاته فان هذه الإطارات قابلة للاشتعال وفي حال اشتعالها تنبعث منها غازات سامة وخطرة. 
احد بائعي الاطارات قال لـ”بترا” إن الاطارات المستعملة يتراوح سعر الواحد منها بعد اصلاحه بين 10 و 15 دينارا، وصلاحيته تستمر بين شهر وشهرين على ان يتم قيادة السيارة عند تركيبه بها بتمهل وعدم السير بها بسرعات عالية.
المتخصص بـ( بودي السيارات) احمد ابو الرز قال ان سائق احد الباصات راجعه لاصلاح باصه الذي تعرض لحادث جراء انفجار اطار العجل الامامي المستعمل المنتهي الصلاحية، الذي وقع عند التفاف الباص في احد الشوارع ما ادى الى اصطدامه بالجزيرة الموجودة بقربه. 
متخصصون في مجال اصلاح المركبات قالوا ان الاطارات المستعملة التي يتم اصلاحها اما ان تكون- مفتولة او مثقوبة او يابسة او بحاجة الى انبوب - ويتم اصلاحها وكأنها جديدة مع انها غير صالحة للاستخدام.
رئيس الجمعية التعاونية لأصحاب مصانع تلبيس الاطارات، طلال الحرباوي، قال ان مصانع التلبيس في المملكة في طريقها الى الاغلاق نظرا لارتفاع قيمة ضريبة مبيعاتها خلال السنتين الماضيتين، اذ كان المصنع الواحد منها يقوم بتلبيس 5 الى 6 آلاف إطار سنويا، أما الآن فان العدد انخفض الى الثلث، ما أدى الى هجرة العديد من المصانع الى الخارج، مبينا ان عددها حاليا في المملكة يبلغ ستة مصانع فقط.
مدير مبيعات احدى شركات إعادة التصنيع، جميل الداوود، قال انه يتم الاستفادة من الاطار بعد معالجته أوتوماتيكيا ليتحول إلى حبيبات بمختلف المقاسات وفقا للطلب، وبالتالي يستعمل في عدد من الصناعات منها أرضيات الملاعب الصناعية ( الاتارتان )، وصناعات السيارات ولوازمها والخلطات الإسفلتية والصناعات المطاطية والبلاستيكية والنجيل الصناعي وكمادة مانعة للصدمات والتزحلق والسلامة العامة، وتدخل في مشروعات البناء والعزل وأرضيات المباني موضحا ان الاسلاك المستخرجة من الاطار تباع للمصانع المتخصصة بصهر الاسلاك واعادة تدويرها.
واضاف ان عمليات حرق الاطار في الاغوار في الشتاء تتم لغايات تدفئة البيوت البلاستيكية، وهناك من يقوم بجمع الاطارات المستعملة وحرقها لاستخراج الاسلاك منها وبيعها، ما يؤدي الى الاضرار بالبيئة ,ويتسبب بالاختناق والاغماء وبما يؤدي الى الوفاة احيانا. 
مدير احدى شركات اعادة تدوير المطاط محمد ياسين طالب بايجاد الدعم الكافي لعملية تدوير الاطارات ، اذ ان عملية تدويرها معقدة ، تتطلب فصل جميع المكونات للحصول على المكون الرئيسي واعادة تدويره مجددا. 
وقال ان مصنع الشركة هو أول من حصل على ترخيص من وزارة البيئة لاعادة التدوير وتحويل الاطار من مادة صلبة الى زيت صناعي ومواد نفطية؛ اذ ان الفكرة فيها جانب استثماري جيد، لكن من الصعب الحكم عليها صناعيا وتطبيقيا ذلك ان عددا من المصانع تعثرت جراء ذلك ما ادى الى اغلاقها. 
واشار الى تعاون الشركة مع وزارتي البيئة والطاقة والثروة المعدنية بخصوص مشروع الشركة باعادة تدوير الاطارات مبينا ان العام المقبل سيكون انطلاقة تجارية للمشروع، وكون الطاقة عالية الثمن، فقد آن الاوان لاستخدام بديل لها في العديد من القطاعات الصناعية والتجارية، حيث تقوم الشركة باعادة الاطار الى اصله الحقيقي وهو زيت الاطار الذي يستخدم عادة للتدفئة والتطبيقات الصناعية.
وبين ان ناتج عملية التدوير يستخدم في عدة تطبيقات ومنها الاحبار، كما ان بالإمكان استخدامها مجددا في صناعة الاطار مع المطاط . 
وقال المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية، المهندس أحمد الكوفحي، إنه وقبل عدة سنوات كان يتم حرق الاطارات لاستخدامها كوقود، مستذكرا ما كان يقوم به البعض بوضع براميل الاسفلت على جانبي الشارع ليتم حرق الاطارات المستعملة فيها , مع اضافة (الزفتة) اليها ليتم غليها واستخدامها مجددا كمادة اسفلتية في الشارع ، مبينا ان هذه الظاهرة بدأت تقل منذ 15 سنة حيث تم سن العديد من القوانين البيئية.
واشار الى ان ظاهرة تراكم اكوام كبيرة من الاطارات المستعملة بات موجودا في العديد من الاماكن، خاصة في محافظة العقبة؛ حيث يعمل منسق الجمعية في العقبة الدكتور يوسف حجازين على مناقشة ومتابعة الموضوع مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وكيفية التخلص من الاطارات من خلال الاستفادة منها. 
وقال: لا يوجد في العالم شيء اسمه نفايات , ففي الدول المتقدمة يعاد تدويرها، ونحن في الاردن يجب ان يكون لنا دور في عملية اعادة تدوير الاطارات والاستفادة منها , وبصفته عضوا في لجنة تقييم الاثر البيئي اشار الى دراستين بهذا الخصوص لمصنعين لتدوير الاطارات لغايات استخراج مادة بترولية للاستفادة منها في الطاقة , وايضا كمادة وقودية ونسبتها عالية جدا.
وقال ان الاطارات المستعملة لا تطمر كونها لا تتحلل، وفيها مواد ذات قيمة يجب الاستفادة منها ، ومن الضروري ايجاد مكان لتجميعها لفترة قصيرة، ذلك انه لو تم تجمعيها لفترات زمنية طويلة واحترقت فانها تظل ستة اشهر مشتعلة نظرا لوجود كمية من المواد البترولية وطاقة حرارية عالية جدا فيها داعيا الى ايجاد ادارة بيئية سليمة للاطارات المستعملة ومعالجتها. 
فيما قال رئيس قسم تقييم الاثر البيئي في وزارة البيئة، المهندس عبدالكريم الشلبي، ان مادة المطاط من مكونات الاطار الرئيسة اذ تتراوح نسبتها فيه بين 47 و 48 بالمئة، كما ان من مكوناته الكربون الاسود والاسلاك والحديد وانسجة الكتان والكبريت واكسيد الزنك، وبعض الاضافات الاخرى.
واشار الى ان من بين مكونات المطاط المعادن الثقيلة من مركبات النحاس والزنك والكادميوم والرصاص مبينا ان الاطار المستهلك تكون له قيمة حرارية عالية تضاهي قيمة الفحم والخشب، ومع تطور التكنولوجيا اصبح هناك اهتمام اكبر في المحافظة على البيئة من خلال استغلال الاطار واستخدامه في مصانع الاسمنت ومصانع انتاج الجير كبديل للوقود. 
وقال الشلبي انه عند استخدام الاطارات في المصانع يجب الاخذ بعين الاعتبار انبعاث الغازات والادخنة الى الهواء المحيط جراء احتراق هذه الاطارات، موضحا انه عند الحرق العشوائي تظهر كميات كبيرة من الدخان الاسود المحمّل بأكاسيد الكبريت والنيتروجين والمواد الهيدروكاربونية، التي تؤثر على الصحة وتتسبب بالامراض ومن بينها السرطان. 
وبين ان من خاصية المعادن الثقيلة انه اذا استنشق الانسان هذه المواد فان لها تأثيرا تراكميا، بحيث اذا تعرض لها في اوقات معينة فانها تتراكم , ولحد معين فانها تسبب امراضا سرطانية، كما ان عملية الحرق العشوائي تؤدي الى انبعاث اول اكسيد الكربون وهو غاز غير مكتمل الاحتراق وسام وخطورته تكمن عند اتحاده مع هيموجلوبين الدم حيث يتسبب بحدوث تسممات، والاشد خطورة انه عند رمي الاطار فان تجويف الاطار يكون بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الحشرات والبعوض.
وقال انه وعلى غرار الكثير من الدول، فان الاردن لا يستورد الاطارات المستعملة حتى لا تنتقل الحشرات الينا، موضحا انه تم الاشتراط على اصحاب المصانع استخدام الاطارات المحلية المستعملة ، خوفا من انتقال الحشرات الينا وبالتالي منعا لحدوث الامراض والاوبئة.
وبين انه بسبب القيمة الحرارية للاطارات فان بعض مصانع الاسمنت تستخدمه كبديل للوقود ، مشيرا الى انه بموجب قانون حماية البيئة ونظام تقييم الأثر البيئي رقم37 لسنة 2005 فإننا نطالب المصانع باجراء دراسة تقييم اثر بيئي، وعند اجراء الدراسة تغطي الجهة الاستشارية المؤهلة جميع الجوانب من حيث توفر الشروط البيئية والصحية ، والدراسة ملزمة للتقيد بها ، وتتضمن برنامجا لمراقبة الملوثات، كما تعمل الوزارة على اجراء القياسات اللازمة والمراقبة المستمرة مشيرا الى ان بعض المصانع متصلة مع الوزارة بشكل الكتروني مباشر. 
واشار الشلبي الى انه يتم استخدام حبيبات الاطار المجروش في الزراعة من خلال وضعها حول الاشجار خاصة في المناطق الصحراوية لحفظ الرطوبة ومنع اشعة الشمس من تبخير المياه، كما انه يتم تشكيلها كحواجز على الرصيف لمنع اصطدام السيارة به.
واوضح ان هناك عدة مصانع حصلت على موافقة وزارة البيئة بعد إجراء دراسات تقييم الأثر البيئي التي تعمل على اعادة تدوير الاطارات المستعملة بتقنية التحلل الحراري لانتاج الزيت الصناعي .
وقال المدير التنفيذي للمناطق والبيئة في امانة عمان الكبرى المهندس عماد الضمور ان الاطارات المستعملة لدى الامانة يتم وضعها في مستودع خاص بها وبيعها وفق الانظمة والقوانين.
واشار الى انه لا يوجد مكب خاص للاطارات، وانه يمنع حرقها لغايات انتاج مادة الزفتة أو من يعبثون بها لاستخراج الاسلاك، ويتم اتخاذ الاجراءات القانونية لمن يقوم بمثل تلك الاعمال ، اما بالانذار او مخالفة المتسبب بذلك لما فيه من تأثير ضار بالبيئة.
رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات قال ان الاطارات المستعملة مسموح بتداولها واستخدامها شريطة ان يعرف المستهلك نوعية وجودة الاطار الذي يشتريه، ومن حقه معرفة مدى صلاحية الاطار ومدى جودته. 
ورأى انه من المفترض على مؤسسة المواصفات والمقاييس ان تفحص الاطار لدى محلات بيعه , كما يقع على عاتق دائرة السير المتابعة والمراقبة للاطارات في هذه المحلات والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام. 
واوضح ان المصانع التي تقوم بعملية تلبيس الاطار من الضروري ان تعمل على وضع بطاقة على الاطار الذي تم تلبيسه لغاية معرفة مدى قوته وصلاحيته وسعره باشراف المؤسسة والدائرة ايضا.
وأشار مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن ان هناك العديد من الشكاوى ترد الى المؤسسة بخصوص الاطار المستعمل خاصة بعد استخدامه اسبوعا او اسبوعين , اذ انه ينفجر موضحا ان العديد من الدول تأخذ بعين الاعتبار سنة تصنيع الاطار عند استيراده . .- ( بترا- من بشرى نيروخ )