أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2018

ليرة «أردوغان»* صالح الشايجي
الأنباء -
أن يصل الأمر بالبعض إلى القول جهرا ودون خجل ولا وجل «إن دعم الاقتصاد التركي واجب شرعا على المسلمين ويعتبر من الجهاد»!!
ففي ذلك استهانة واستصغار لعقول المسلمين واستغلال للسذج والعوام ومحاولة التأثير عليهم من أجل غرض دنيوي، تحوطه الشبهات والشوائب من كل صوب.
إقحام الدين في شأن دنيوي خاضع لقواعد وأنظمة يحددها الإنسان وقابل للعلو والانخفاض والتأرجح ذات اليمين وذات اليسار، هو نوع من التدليس واستغلال للدين في أمر مكروه ومشبوه، الأولى تنزيه الدين عنه، لا إقحامه والزج به من أجل فلوس تركيا!
ولماذا تركيا بالذات وليس غيرها؟
لماذا لا يكون وجوب الدعم للاقتصاد المصري أو الصومالي أو الإيراني أو العراقي أو أي من اقتصاديات البلاد الإسلامية التي تعاني من مشاكل اقتصادية أكثر مما يعانيه اقتصاد تركيا؟
ما الذي يجعل تركيا في نظر أولئك المطالبين بدعم اقتصادها، أولى من غيرها بالدعم، وهي البلاد العلمانية التي لا تعمل وفق النهج الإسلامي، فضلا عن كونها بلادا منفتحة اجتماعيا وثقافيا وهي أقرب إلى النمط السلوكي والحياتي والاجتماعي الأوربي.
فلماذا هي أولى في نظرهم من بقية الدول؟
لماذا لم تكن تركيا محل سخط أولئك النفر المدلسين والجائرين على الدين، وهي على ما هي عليه من انفتاح يلامس حدود التفسخ والانفلات!
إنه أمر يدعو إلى الريبة ويلقي بظلال شكه على أولئك القائلين وكل من سار في ركبهم أو استجاب لدعواهم الباطلة المريبة.
إننا نتمنى أن تخرج تركيا من محنتها وأن تتجاوز أزمتها الاقتصادية وأن يلتفت رئيسها الذي باتت كل مقاليد البلاد بيده إلى داخل بلاده ويتخلى عن كبريائه الكاذب وعن سعيه في طريق الزعامة التي تتجاوز حدود بلاده ليبسط هيمنته على العالم الإسلامي كما يخطط ويهدف.
إن أحلام الرئيس التركي وطموحاته ومغالطاته في شأن سياسات بلاده الاقتصادية، هي التي تسببت في تدهور الاقتصاد التركي والهبوط الحاد لليرة التركية.
تلك هي الأسباب الحقيقية لأزمة تركيا الاقتصادية لا كما يقول الأدعياء بأنها حرب أميركية تشن على الاقتصاد التركي.
وعلى الذين يريدون نجدة الاقتصاد التركي، أن يعترفوا بالأسباب الحقيقية لانهياره إن كانوا حريصين على إنقاذه، وأن يبتعدوا عن خلط الأوراق وحشر الدين حيث لا يجب ولا يجوز.