أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Oct-2014

الشركات العائلية .. لا يمكن قول «لا» لما يريده الأكبر سنا
فايننشال تايمز - ربما يبدو الطلب من عائلتين كبيرتين من ذوات الأصول اللبنانية تعلم الرقص الشعبي الاسكتلندي في الصحراء المصرية شيئا غريبا، ولكن كانت هذه هي الطريقة المرحة التي أرادتها هاتان العشيرتان، عند تشكيل مجموعة الوادي لتقوية الروابط بينهما.
 
فقد اجتمع في أوائل هذه السنة ثلاثة أجيال من عائلتي الفريجي ونصر الله في خيمة بيضاء كبيرة، نصبت على مزرعة لأشجار الزيتون للاحتفال بعلاقتهما الجديدة في مجال الأعمال، كما بدت عليهم السعادة وهم ينقلون خطواتهم المدروسة بعناية من خلال الرقص الاسكتلندي الأصيل.
 
كان ذلك أبرز ما حدث في جمعية العائلة التي استمرت ثلاثة أيام لمجموعة الوادي، الشركة الزراعية متعددة الأنشطة الموجودة في مصر، التي تشمل شركة الوادي للأغذية التي تبلغ مبيعاتها السنوية 350 مليون دولار.
 
تعود جذور هذه الشركة إلى التعاون الذي حدث في ستينيات القرن الماضي في لبنان بين فيليب نصر الله وموسى فريجي، الأبوين الكبيرين لكلا العائلتين.
 
تقول هالة فريجي رئيسة "مجلس العائلة" للمجموعة، "يا إلهي، كم ضحكنا من هذه الرقصة". يتم انتخاب هذا المجلس من أعضاء من العائلتين، وهو يدير المعلومات التي تنتقل بين أعمال وأكثر من 45 شخصا من بينهم أزواج وزوجات وأطفال شركاء في هذه الأعمال.
 
وتضيف هالة قائلة: "لقد كنا سعداء للغاية، كل واحد منا يحب الرقص والغناء. وهذه المناسبات توجد الكثير من الروابط بيننا".
 
الجمعية والمجلس هما من بين عدد من إجراءات حوكمة الأعمال التي تتبناها مجموعة الوادي، تحت إشراف مؤسسة التمويل الدولية، وهي ذراع القطاع الخاص التابع للبنك الدولي، الذي يتعاون مع أعمال في الدول الناشئة، منها الشركات العائلية. والفكرة التي تكمن وراء ذلك هي جعل الشركة مستدامة أثناء توسعها وتحضير أفراد من خارج العائلة لتولي أدوار إدارية رئيسة فيها.
 
يقول رمزي نصر الله، نائب الرئيس وكبير الإداريين الماليين في المجموعة: "كنا ننمو بسرعة بالغة، وأصبحنا نعرف أن التحديات تزداد لكي نحافظ على بقائنا عندما بدأنا النمو بتلك السرعة، ومن ثم التحرك في الجيل الثاني ثم في الجيل الثالث".
 
هذه المجموعة تشغل 3600 عامل وتمتلك 16 فرعا وتقف وراء منتجات مثل الدجاج والأعلاف الحيوانية وزيت الزيتون والخضار العضوية.
 
وهو يقول إن شركة الوادي تخطط لاستثمارات بقيمة 130 مليون دولار لتنفذها حتى عام 2016.
 
ويقول نصر الله: "يجب عمل شيء حيال تنظيم العائلة والعمل على استمرارية التوريث، ورسم سياسات توظيف لتحديد من له الحق بالانضمام لأعمالنا. كما أن هناك إحساسا خاطئا يأتي من أنه إذا كنت عضوا في أعمال العائلة، فإن ذلك يعني أن لك الحق في الانضمام والحصول على أعلى الأجور فيها".
 
المؤسسة المالية الدولية في العقد الماضي قدّمت المساعدة إلى أكثر من 230 من الأعمال الصغيرة والمتوسطة في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بغرض تحسين الحوكمة في الشركات المتعلقة بقضايا مثل توظيف المديرين المستقلين، وإنهاء التداخل بين مجالس الشركات وإداراتها ومعالجة تحديات أخرى مثل التوريث والاعتماد على عدد قليل من الأفراد الرئيسيين، الذين يكونون عادة من المؤسسين لهذه الأعمال.
 
يقول يحيى الحسيني، المسؤول عن حوكمة الشركات في المؤسسة المالية الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن ذلك غالباً ما يكون عملية طويلة.
 
تشتمل التحديات على تشجيع الجيل الأكبر، الذي يكون عادة من المؤسسين، على قبول تغيرات يمكن أن تجلب غرباء إلى مجلس الإدارة، أو إلزام رئيس مجلس الإدارة بالتخلي عن إدارة الأعمال اليومية للشركة.
 
ويضيف الحسيني: "عندما يجلس الشخص الأكبر سنا في مجلس الإدارة، يقدم الأعضاء الآخرون من العائلة احتراما زائدا له ولا يمكنهم قول كلمة لا لما يريده. وعند ذلك يصبح المجلس مجلس قول نعم دائماً".
 
وهو يضرب مثلا على ذلك برئيس شركة تتعامل معه، تردد بالسماح بانضمام عضو مستقل إلى مجلس الإدارة لأنه لن يثق بغريب (من خارج العائلة) لكي ينظر في دفاتر الشركة.
 
وهو يقول: "ربما يعتقد ذلك الرئيس "أن هذا العضو سيعترض بعد تعيينه على إبقاء كبير الإداريين الماليين نفسه لمدة 20 عاما بحجة أنه يفتقر إلى الكفاءة، لكنه موالٍ لي".
 
شملت التغيرات التي أدخلت على مجموعة الوادي عملية إعادة هيكلة لمجلس الإدارة لجلب أعضاء من خارج العائلة، وإدخال نظام تدقيق ولجان فرعية للحوكمة في مجلس إدارة الشركة.
 
كما أصبح في المجموعة مجلس تنفيذي منفصل مسؤول عن إدارة العمل يوما بيوم ترأسه طوني فريجي، الرئيس التنفيذي، ويحتوي هذا المجلس على أفراد من خارج العائلة، وهي تغيرات يتوجب على العائلة والموظفين الآخرين التعود عليها. يقول نصر الله: "كان صعبا على أفراد العائلة تقبل المشاركة في السلطة، كما وجد بعض الموظفين صعوبة في التعامل مع أي فرد من غير أفراد العائلة.
 
ويضيف أن القرارات كانت تتخذ في السابق خلال جلسات الغداء التي كانت تعقد في نهاية الأسبوع، حيث اعتاد التنفيذيون – وجميعهم من العائلتين - مناقشة سير الأعمال بشكل غير رسمي: "لم يكن بالإمكان الاستمرار بمثل هذا النوع من اتخاذ القرارات لأن الأعمال كانت تنمو بسرعة، وكان ذلك يعني أن القضايا التي لم تكن ملحة بقيت عالقة دون اتخاذ قرار بشأنها".
 
كما رسمت مجموعة الوادي سياسة توظيف لحل قضايا مثل من يحق له العمل في الأعمال. والآن يستطيع الأفراد الأصغر سنا في العائلة الحصول على وظائف في الشركة، إذا كان لديهم سنتان من الخبرة خارج الشركة، وتوجد شواغر ويملكون التعليم والمهارة اللازمين للوظيفة. وتقول فريجي: "لم تعد المسألة متعلقة بكونك فردا من العائلة أو أن يكون مديرك هو أبوك أو عمتك".
 
وتضيف أن بعض أفراد العائلة تحدوا السياسة الجديدة، خاصة صغار السن منهم. واستجابة لذلك أعددنا صياغة عملنا وأضفنا عناصر لجعله أكثر عدالة لكي نشجع أفراد العائلة على الانضمام إلى العمل - وفي النهاية نحن مهتمون بضمان استمرار عمل الشركة، وهذا هو ما تسعى إليه عائلة الوادي واللجنة على حد سواء.
 
وتقول فريجي إن أحد فوائد مثل هذه الهياكل، مثل جمعية أو مجلس العائلة، هو جعل الجيل الأصغر يعرفون المزيد عن الشركة ومديريها. وهي تستخدم الوسائط الإعلامية والمدونات لإبقاء كل فرد على علم بالأحوال أولا بأول. ويعقد هذا المجلس جلساته كل 18 شهرا، بالتناوب بين مصر ولبنان.
 
ومن الأعمال الأخرى التي عملت مع برنامج حوكمة الشركات التابع لمؤسسة التمويل الدولية "سابيس للخدمات التعليمية"، وهي مجموعة تعليم لبنانية تشغل مدارس خاصة مدعومة من الدولة وتخدم 63 ألف طالب في 15 دولة في أنحاء الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. وقد أسست هذه المجموعة في عام 1886 في لبنان، وهي التي يديرها الآن الجيل الرابع من عائلتي سعد والبستاني.
 
يقول جو أشقر، عضو مجلس الإدارة الذي جاء من خارج العائلة، والمسؤول عن الحوكمة في أعمال العائلة وتنفيذها في الشركة، كانت هذه التغيرات ضرورية لضمان استمرار أعمالها. ويقول: "هذه الأعمال تبدأ بالتعقيد بعدما يصبح لديك من 20 إلى 30 فردا من الجيل التالي. وعليك أن تسأل فيما إذا هم يعملون لصالح الشركة أم لا. وأيضا سيكون من السهل اجتذاب تنفيذيين من خارج العائلة للمساعدة في نموها إذا كانت الأدوار والهياكل محددة".
 
لا توجد حاليا خطط للطرح العام لأسهم شركات سابيس ومجموعة الوادي، ولكن تذكر هاتان الشركتان أن التحسينات التي أجريت على الحوكمة، وضعت البنية التحتية المؤسساتية الضرورية لعمل ذلك.
 
يقول نصر الله: "فكرت مجموعة الوادي مرارا في إدراج أسهم الشركة للتداول، ولكن لم يوجد التوقيت أو الأسباب التي تدفعنا لعمل ذلك، ولكننا نعرف أن كل شيء نفعله الآن سيضعنا في موقع أفضل أو أكثر استدامة لو قررنا عمل ذلك".