أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2018

معبر جابر – نصيب*م. فواز الحموري

 الراي-عقب إغلاق لسنوات تم إعادة فتح معبر جابر- نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا الأمر الذي ينعش الآمال من جديد ويفتح المجال لعودة تجارة الترانزيت وتصدير البضائع بين البلدين والتي تراجعت خلال السنوات الماضية.

 
عودة الحياة لمعبر جابر- نصيب يبعث الأمل للعديد من المهتمين بتوطيد التعاون المثمر بين الأردن وسوريا والعلاقة التي حرص الأردن على الدفاع عنها والوقوف إلى الجانب السوري، مؤمنا دوما بسيادة وخصوصية كل دولة واحترام القرارات المتخذة والالتزام بموقف ثابت تجاهها وكم دفع الأردن ثمنا لذلك سواء مع سوريا والعراق والدول المجاورة الأخرى ولم يدخر جهدا من اجل وحدة الصف والدفاع عن القضايا العربية وحقوق الآخرين ومنها العيش بسلام وأمان.
 
حين كنا ننظر لمعبر جابر-نصيب على انه البوابة العربية، لم نكن نفكر أبدا إلا بصالح انتقال البضائع والمصالح والمنافع لصالح البلدين والأشقاء العرب، ولم نفكر يوما بمبدأ الربح والخسارة؛ بل كرر جلالة سيدنا وفي أكثر من مناسبة بان حل الأزمة في سوريا ينبغي ان يقوم على أساس الحل السلمي وضمان سلامة الشعب السوري الشقيق واحترام شرعية النظام وبناء الأمل للأجيال القادمة للعبور إلى المستقبل بثقة واطمئنان.
 
ولا يخفى على احد أبدا الأعباء الإضافية التي تحملها الأردن نتيجة تدفق اللجوء السوري إلى المملكة واستضافة جميع من احتمى بالأردن بترحاب وأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها في بلدانهم مهما طالت الفترة الزمنية، وعلى العكس تماما رفض الأردن اعتبار اللجوء حلا للازمات وطالب وفي المنابر الدولية باعتماد القرارات الدولية وتنفيذ بنودها وسيلة للحوار والمطالبة والتسوية بعيدا عن إراقة الدماء.
 
معبر جابر –نصيب هو عنوان للصمود والالتزام بالموقف والبقاء على الوفاء لشعبين تربطها أواصر النسب والشراكة الحقيقية ونافذة نطل من خلالها إلى العالم الأوسع والذي يربط بين المعابر السورية مع الدول المجاورة لها.
 
لم يتعامل الأردن مع الأزمة السورية سوى من خلال احترام البعد الإنساني وتوفير الخدمات الإنسانية أيضا للاجئين السوريين على ارض المملكة ومنحهم حق الحصول على التعليم والصحة وفرص العمل المناسبة وفق الأصول المتبعة.
 
في اليوم الأول لافتتاح معبر جابر –نصيب بلغت اعداد المغادرين إلى سوريا وبحسب إحصائيات لوزارة النقل 162 مواطنا أردنيا و37 مواطنا سوريا وأجنبيا واحدا، مقابل عدد القادمين من سوريا 32 مواطنا أردنيا و16 مواطنا سوريا في حين بلغ عدد السيارات المغادرة إلى سوريا 70 سيارة مقابل 10 سيارات قادمة ،وهذا يدلل رغبة الجميع في إعادة شريان الحياة لتدفق البضائع بين الأردن وسوريا.
 
ومن الدلالات الأخرى لفتح المعبر المساهمة الايجابية لنتائج الاجتماعات الأردنية الرسمية وكذلك الاجتماعات الخاصة من قبل رجال الأعمال والاقتصاد في البلدين لما فيه المصلحة المتبادلة وفتح مجالات التواصل مع الدول العربية الأخرى ومن ضمنها العراق على وجه الخصوص ودول الجوار الأخرى.
 
ان منع سيطرة العصابات الإرهابية على الحدود للمعبر فيه من الأثر الواضح لحرص البلدين على تذليل العقبات وفتح المجال أمام الجهود المبذولة لتوفير شروط الأمان اللازمة وضمان حرية النقل وهنا تجدر الاشارة ان قرارا لفتح المعبر من الجانب الاردني سوف يحمله الكثير من الاعباء الامنية ومواجهة مخاطر تسلل الارهابيين لتنفيذ اجندتهم السوداء لا قدر الله وهذا الموقف يحسب للأردن بتقديم التضحية وتحمل مسؤوليات جسام للتنفيس ومساعدة ابناء الشعب السوري وإعادة اعمار بلادهم وإتاحة الفرصة لهم للرجوع لبيوتهم وأراضيهم والأبعد من ذلك كله حل الأزمة السورية بالطرق السلمية وعودة الحياة الى طبيعتها بعد سنوات الدمار وإعادة اعمار سوريا بكل أمل ورجاء.
 
اللهم احفظ لنا امن الاردن وقيادتنا الهاشمية وشعبنا الوفي لامته واحفظ لنا العزم والهمة لمساعدة الاشقاء العرب والوقوف كما كنا دوما معهم والى جانبهم على مر المراحل الصعبة والدقيقة، اللهم بارك في الجهود كافة لزرع البسمة والأمل للأجيال القادمة ولمستقبلهم والوفاء بحقهم في الحياة الكريمة دون خوف وتشرد وعنف!