أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Mar-2019

الرويعي: العلاقات الأردنية البحرينة توأمية وثرية بالكثير من أوجه التعاون

 الدستورر- نيفين عبد الهادي

ليس قربا جغرافيا فحسب، إنما هو قرب لحدّ الشبه الكبير بكافة القضايا والتفاصيل السياسية والعلمية والإقتصادية، والإجتماعية، هكذا يصف سفير مملكة البحرين لدى الأردن أحمد بن يوسف الرويعي العلاقات الأردنية البحرينية، جاعلا منها علاقة توأمة تغيب وتذوب بها أي حواجز أو حدود.
السفير البحريني لدى الأردن، يرى أن أوجه التعاون الثنائي هي الأعمق والأكثر قوة، بين الدول العربية، وتعدّ عمليا نموذجا يحتذى في العلاقات المثالية والنموذجية، على الصعد كافة، ومستوى التنسيق العالي جدا بينهما، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجلالة الملك عبد الله الثاني، لتبدو هذه العلاقة متميّزة وثرية بالكثير من أوجه التعاون.
 
السفير البحريني في حديث خاص لـ»الدستور» أكد قوّة ومتانة العلاقات الثنائية، حيث تؤطرها (14) اتفاقية، و(14) مذكرة تفاهم، فيما تستضيف الجامعات الأردنية مئات الطلبة البحرينيين، فضلا عن التعاون العسكري المميّز بين البلدين، والتعاون السياحي حيث يستقبل الأردن خلال فصل الصيف المئات من مملكة البحرين، فيما تستقبل البحرين مئات الأردنيين للعمل في قطاعات مختلفة أبرزها التعليم والصحة.
وفي إشارة لمزيد من عمق العلاقات الثنائية، قال الرويعي ان هناك مئات البحرينيين المتزوجين من الأردن، هناك حالات نسب عديدة، اضافة لحديثه عن فترة دراسته في الأردن حيث درس العلوم العسكرية وتخرج من هذا البلد الذي يرى به الوجه الآخر لوطنه البحرين.
السفير البحريني الذي تحدث للدستور لأكثر من ساعة، استعرض عددا من المشاريع التي يستثمرها مواطنو بلاده في الأردن، في مجالات متعددة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري يقدّر بالملايين بين المملكتين، فيما ينتظر أن يرتفع خلال العام الحالي، بمزيد من أوجه التعاون الإقتصادي تحديدا.
وأعرب السفير البحريني عن تضامن بلاده مع الأردن بعد الجريمة الإرهابية في مسجدين بنيوزيلندا، وعزائه لذوي الشهداء، مطالبا في الوقت ذاته، بضرورة محاربة الإرهاب بكل أشكاله، والقضاء عليه بأدوات عملية تحمي الأرواح البريئة، وتمنع أي جرائم من تلك التي تسرق أرواحا لا ذنب لها ولا حول ولا قوة.
وفيما أكد السفير البحريني مشاركة بلاده في مؤتمر «دافوس» الذي سيعقد في منطقة البحر الميت في الأسبوع الأول من نيسان المقبل، كشف عن أن الوفد البحريني سيرأسه وزير الخارجية.   
 السفير البحريني في حديثه لـ»الدستور» لم يقف عند أي سؤال، إنما سعى لوضعنا بصورة كافة الأحداث والمستجدات سواء كان بالعلاقات الثنائية، أو في الأحداث الإقليمية والدولية، في الحوار التالي نصّه:
 العلاقات الأردنية البحرينية
نموذج ثري للتعاون العربي العربي
- الدستور: بداية، كيف تصفون العلاقات الأردنية البحرينية الثنائية خلال الفترة الحالية، وكيف تقرأون طبيعتها؟.
الرويعي: العلاقات الأردنية البحرينة تعتبر نموذجا يحتذى للعلاقات المثالية والنموذجية العربية العربية، فهناك علاقات مميزة وتاريخية بين البلدين.
وطالما كانت العلاقة بين الأردن والبحرين مميزة، خاصة التي تربط بين قيادتي البلدين ممثلة بجلالتي الملك عبد الله الثاني، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، فهناك علاقات خاصة بين البلدين تنعكس على الشعبين والدولتين، وهناك تنسيق مستمر ما بين الدولتين، على مستوى الحكومتين، لبعض القضايا التي تخص الأردن والبحرين على المستوى الثنائي، وكذلك تلك التي تخص الوطن العربي، فهناك تنسيق وتفاهم على كافة القضايا.
وبشكل عام يمكن التأكيد أنها علاقات مميزة بينهما، وتعدّ نموذجا يحتذى، لما تتمتع به من متانة ومبنية على أسس صحيحة وعملية، وهي دون أدنى شكّ نموذج للعلاقات الثريّة العربية العربية.
- الدستور: ما هي أبرز أشكال هذا الثراء في العلاقات الثنائية الأردنية البحرينية؟.
الرويعي: لعلّ أبرزها ما نشهده من تسهيلات أردنية ضخمة وتعاون من الجهات الرسمية في تسهيل أي مهام بحرينية بالأردن، تحديدا في الجانب التجاري والإقتصادي، والتعليمي، حيث تستضيف الجامعات الأردنية مئات الطلبة البحرينيين يجدون أفضل رعاية ومعاملة.
وبطبيعة الحال هناك تميّز كبير في طبيعة العلاقات السياسية بين المملكتين، بتنسيق عالي المستوى بين صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني وحمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وسعيهما الجاد لخلق نمط في العلاقات مميزا وثريا.
وهناك أيضا تميّز في العلاقات التجارية، والإقتصادية، المؤطرة بعدد من العقود والمذكرات الثنائية، فالعلاقات مع الأردن قوية جدا، تحديدا في التبادل التجاري الضخم بين البلدين الذي يقدّر بملايين الدولارات، خاصة فيما يخص المعاملات البنيكة والتجارة الحرة بين البلدين، فضلا إلى أنه لا يوجد بين الأردن والبحرين ضرائب جمركية، بالتالي فإن حجم التبادل التجاري ضخم بين البلدين ومميز.
وهناك أوجه تعاون مختلفة ومتعددة ما بين الدولتين، في المجال التعليمي والثقافي، والإقتصادي، والصناعي، وعلى مستوى الطلبة في الجامعات، اضافة لمجال السياحة.
التعاون التعليمي والصحي والعسكري 
الأكثر بين الأردن والبحرين
- الدستور: أين ترون أكثر أوجه التعاون الثنائي الأردني البحريني؟.
الرويعي: من أكثرها في التعليم بوجود أعداد من الطلبة البحرينيين يدرسون في الجامعات الأردنية، يليها العلاقات الصحية، فهناك مئات البحرينيين يتعالجون في الأردن، بمختلف المستشفيات.
 ومن أوجه التعاون الهامّة جدا أيضا التعاون العسكري، فهناك أعداد من البحرينيين يتعاونون مع الجيش العربي بحضور الضباط وضباط الصف لدورات عسكرية، وتأهيلهم بالعلوم العسكرية، اضافة لتمارين مشتركة بين البلدين الشقيقين.
وما أريد الوصول له هنا أن الأردن والبحرين علاقتهما، توأمية، فقد تجاوزنا أي حدود أو مفردات نمطية وتقليدية، فالأمر يصل إلى تعاون جذري وصل لدرجة النسب، والتعليم والتنسيق بمختلف القضايا الثنائية والإقليمية، والدولية.
 وزير الخارجية في عمّان مطلع نيسان.
- الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة مشاركة مملكة البحرين في مؤتمر «دافوس» الإقتصادي الذي يستضيفه الأردن مطلع نيسان المقبل؟.
الرويعي: بالطبع ستشارك مملكة البحرين في المؤتمر الإقتصادي دافوس، وسيرأس الوفد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، الذي سيزور الأردن مطلع نيسان القادم، مترئسا وفد بلاده في المؤتمر «دافوس».
وبطبيعة الحال سيشارك أيضا في المؤتمر عدد من الوزراء ممن لهم علاقة بالشأن الإقتصادي، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين، ووفد بحريني كبير، حيث وجهت دعوات رسمية خاصة للمشاركة.
 جريمة نيوزلندا تحتم محاربة الإرهاب بحزم
- الدستور: هل يمكننا معرفة موقف بلادكم من الجريمة الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي في مسجدين في نيوزيلندا، وراح ضحيتها عشرات المسلمين بينهم أربعة أردنيين؟.
الرويعي: بداية، أعزي الأسرة الأردنية بشهداء هذه الجريمة، وأعزي أسر الشهداء، الذين راحوا ضحيتها، وهم في بيت من بيوت الرحمن.
ودون أدنى شك، فإن هذه الجريمة مدانة ومستنكرة ومرفوضة، جدا، حصلت لأشخاص مقيمين في نيوزيلندا ومسلمين وهم كذلك في بيت من بيوت الرحمن، هي مسألة مرفوضة، ولا شك أنها قدمت ارهابا تجاوز كل ما سبقها من جرائم وأعمال ارهابية، فلم يحدث أن شهدنا هذا المشهد البشع ولمسلمين يصلّون بقتل جماعي كما شاهدناه في هذه الجريمة.
وللأسف فإن الجريمة، رافقها تقصير من بعض الجهات المسؤولة في نيوزيلندا، ذلك أنه كان يمكن توفير حماية للمساجد بشكل أكثر.
ويمكن القول أن ما حدث في نيوزيلندا غاية في الإجرام، ويدفع باتجاه محاربة الإرهاب بشكل أكثر حزما، بشكل يحمي المدنيين العزّل، ولو كان ما حدث لم يصل ل (10%) من العمليات الإرهابية التي شهدها العالم في أوقات سابقة، وألصق بعضها في الإسلام.
تعاقدنا مع مدرسين نهاية العام الماضي
- الدستور: عودة للعلاقات الثنائية، هل ستكون هناك لجان تعاقد بحرينية قريبا في الأردن لغايات التعاقد مع أردنيين للعمل في بلادكم؟.
الرويعي: قبل أشهر كانت هناك لجنة تعاقدات بحرينية قد زارت الأردن وتعاقدت مع عدد كبير من الأردنيين للعمل في قطاع التعليم بالبحرين.
هذه اللجنة تحديدا كانت نهاية 2018 الماضي، حيث تم التعاقد مع مجموعة من المدرسين، وهناك لجان تصل الأردن على مدار السنة لذات الغاية، فقطاع التعليم هو من أكثر القطاعات التي يتم بها تشغيل أردنيين بالبحرين.
استثمارات ضخمة في المجال العقاري
- الدستور: ما هي أبرز أوجه الإستثمار البحريني في الأردن؟.
الرويعي: أكثر أوجه الإستثمار، خلال الفترة الأخيرة، كانت في مجال العقارات، فهناك أعداد كبيرة من البحرينين، قاموا بشراء وتمّلك شقق وفلل ومزارع في الأردن، في عمّان وفي محافظات متعددة بالمملكة.
ما أريد قوله هنا، أن الأمور طيبة بشكل كبير بين الأردن والبحرين، نتيجة للتسهيلات الكبرى التي تقدّم للبحرينيين، وذلك على المستوى الرسمي وكذلك للمواطن الذي بات يشعر أنه يعيش في بلده ولا يشعر بأي غربة، فهناك حالة شبه فريدة من نوعها بين بلدينا، فنحن ننتمي لذات الثقافة والتعليم والنهج السياسي.
- الدستور: كم يصل عدد الطلبة البحرينيين الدارسين في الجامعات الأردنية؟.
الرويعي: عددهم كبير، وهناك تعاون وتنسيق مميز بين الأردن والبحرين فيما يخص التعليم، وبطبيعة الحال هناك طلبة وطالبات من البحرين يدرسون في الجامعات الأردنية.
وما أؤكده هنا، أنا الطلبة البحرينيين لا يقتصرون على الجامعات، إذ أن الجامعات وكذلك المعاهد الأردنية تستقبل أعدادا ضخمة، من الطلبة والطالبات البحرينيات على مقاعدها وبتخصصات مختلفة.
- الدستور: تؤطّر العلاقات الثنئاية دوما باتفاقيات ومذكرات لتعزيز التعاون وتعميقه، هل يمكن وضعنا بصورة مذكرات التعاون الأردني البحريني؟.
الرويعي: يربط المملكتين (14) مذكرة تفاهم، و(14) اتفاقية، كلها تصب بمصلحة البلدين، وتعزيز كافة أوجه التعاون بينهما، وتعميقه، بكافة أشكاله الإقتصادية والتجارية والصناعية، والعسكرية.