أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2018

مناقشات الموازنة ... تقاطعات غير مفهومة *احمد حمد الحسبان

 الدستور-تعتقد رئاسة مجلس النواب ان أسلوب مناقشة الموازنة العامة للدولة لسنة 2018 قد كشف عن نضوج للعمل» الكتلوي»، ويستدل رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونة على ذلك بان غالبية النواب اكتفت بمطالعات الكتل النيابية حول الموازنة، وبالتالي فقد تم اختصار الوقت من عدة أيام كما درجت العادة الى ساعات فقط.

وتلتقي رئاسة الحكومة مع الفكرة نفسها، إذ يرى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ان هناك اطارا مؤسسيا في المناقشات وصولا الى ابراز» الكتلوية» في عملية المناقشة والاقرار للموازنة، والتي يجمع المتابعون لتفاصيلها انها الموازنة الأصعب في تاريخ المملكة، وانها تضمنت الكثير من العناصر التي تحتاج الى بحث معمق، والى نقاش مفصل.
في ابرز عناصر الموازنة رفع الدعم عن الخبز، وتقديم دعم نقدي لفئات من الاسر، ومن ابرز العناصر أيضا رفع ضريبة المبيعات على سلع كثيرة، والسؤال الذي يطرح هنا هل اشبعت الكتل النيابية هذه العناصر بحثا؟ وهل المت بكل تفاصيل الموازنة، وبكامل المفاصل الصعبة فيها؟ .
وبصيغة أخرى، هل عرف النواب ـ كتلا وافرادا ـ ما هي تفاصيل الدعم؟ وما هي الأسعار الجديدة للخبز؟ وهل سيتم تعويم أسعاره؟ ام انها ستكون محددة؟ وهل سيجري تعديلها  دوريا تبعا لتعرفة المحروقات؟ وأسعار القمح العالمية؟ .
وبالتوازي، ما هي السلع التي سيتم اخضاعها لضريبة المبيعات او رفع الضريبة عليها؟ وكم النسبة؟ .
اللافت هنا ان الكثير من النواب ليسوا على علم بكل تلك التفاصيل؟ وان كل المواطنين لا يعلمون شيئا عنها حتى اللحظة، وهناك تساؤلات كثيرة يطرحها المواطن ـ المستهلك ـ ما تزال دون إجابة. 
في سياق المناقشات، ودون أي تشكيك في وجهتي النظر الحكومية والبرلمانية بخصوص الأداء الكتلوي، وخلافا لما درجت عليه العادة، غابت احدى الكتل المعارضة بشكل كامل عن جلسة الموازنة، وسط اتهامات لها بان غيابها اسهم في تمرير الموازنة وتسهيل مهمة الحكومة في الحصول على إقرار برلماني لاجراءاتها، وغاب نواب افراد عن الجلسة ما سهل عملية الإقرار أيضا. 
هنا لا بد من التأكيد على انه لا احد يقر الأسلوب الذي كان سائدا في مناقشة الموازنة، حيث يصر كل النواب على القاء كلمات تتحدث عن كل شيء ما عدا الموازنة ذاتها، وتركز كلماتهم على المطالب الخدمية لمناطقهم وليس على السياسات المالية والاقتصادية. 
وبالتوازي، فهناك الكثير من التحفظات على أسلوب المناقشة الأخير، حيث اقرت الموازنة دون ان تعرف الغالبية تفاصيلها، وتصدى نواب للدفاع عن الإجراءات الحكومية بينما لاذت الحكومة بالصمت واكتفت بدفاعات المتحمسين من النواب. 
فهل هذا هو العمل الكتلوي؟
 قد يكون الامر بحاجة الى توضيح..