أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2017

د. فيصل مرزا: الثقافة النفطية يجب ألا تكون نخبوية.. وقناة بنما ستخدم صادرات الغاز لا النفط الأمريكية
أرقام - 
إذا كان هناك وصف لهذه المقابلة، فيمكن أن تكون من النوع "التثقيفي" بعيدا عن رصد التطورات الحاصلة فضلا عن التوقعات، وذلك انطلاقاً من رؤية "أرقام" بضرورة إتاحة الفرصة أمام متابعي الأسواق، ولا سيما النفط بمعرفة المعنى والمدلول وراء بعض المسميات.
 
لهذا حاورت الخبير في الطاقة وتسويق النفط ومدير مركز دراسات الطاقة في "أوبك" سابقا الدكتور "فيصل مرزا" الذي ألقى الضوء على مدلول بعض المفاهيم، مشددا على ضرورة وجود إعلام نفطي عربي مستقل عن التبعية للغرب في هذا المجال. 
 
 
 
 
 
* من أين تبدأ تجارة النفط عالميا.. وكيف تسير العملية بما فيها من تفاصيل وصولا إلى المستهلك؟
 
- تختلف تجارة النفط على حسب عقود النفط، فهناك عمليات بيع للنفط عن طريق عقود نفطية تلقائية التجديد سنويا، وهو ما تتعامل به غالبية شركات النفط الوطنية في الخليج العربي، حيث تضمن المصافي توريد النفط بصفة دورية وتضمن من جهة أخرى شركات النفط الوطنية بيع كميات بصفة دورية على حسب عقود النفط حيث توضيح الكميات بالألف برميل يوميا وهذه طريقة غالبية تجارة النفط في شركات النفط الوطنية في الخليج العربي، حيث يتم تحديد الكميات شهريا عند الإعلان عن فروقات أسعار النفط بحسب فروقات الأسعار الشهرية بناء على حساب هوامش أرباح مصافي التكرير.
 
 
 
وهناك طريقة تجارة النفط الفورية التي لا تحبذها شركات النفط الوطنية ولا غالبية المصافي ولكن يتداول بها وسطاء تجارة النفط لتغطية الحاجة الفورية لطلبات مصافي التكرير على كميات محددة في أوقات محددة من التكرير وترجع بشكل أساسي إلى اقتصاديات مصافي التكرير، ومن البديهي أن تكون براميل النفط المبيعة بالطلب الفوري أغلى ثمنا من المبيعة بصفة فورية وذلك لحاجة المصافي الماسة.
 
 
 
* من المعلوم أن السياسة تتغير لكن الجغرافيا لا ينطبق عليها ذلك.. ما الذي ستقدمه قناة بنما بعد توسعتها لصادرات النفط الأمريكي مستقبلا مع الغاز للجيران في أمريكا اللاتينية وأيضا لآسيا التي يركز عليها العالم في هذا الصدد؟
 
- لا أعطي أهمية كبرى لقناة بنما من ناحية التأثير على الحصص التسويقية لأن كميات النفط المصدرة من أمريكا لا تزال قليلة نسبيا وفقط من النفط الصخري الخفيف جدا.
 
 
 
آسيا قد تكون وجهة رئيسية، خاصة بعد الانتهاء من التوسعة الضخمة لقناة بنما التي سوف تفتح المجال واسعا أمام تصدير النفط الامريكي الخفيف إلى آسيا عبر المحيط الهادي، حيث ستساعد على استيعاب ناقلات النفط العملاقة المحملة إلى آسيا والمبحرة غربا عبورا بالمحيط الهادي حتى تصل إلى اليابان التي تتكيف مصافيها مع الزيت الأمريكي الخفيف.
 
 
 
 لكن لا بد أن نعي أن ذلك قد لا يكون عمليا لمصافي التكرير الآسيوية التي تستخدم ناقلات نفط عملاقة للتحميل من أكثر من ميناء في الخليج العربي. ومن وجهة نظري فإن قناة بنما ستخدم الصادرات الأمريكية من الغاز أكثر من صادرات النفط المحدودة نسبيا.
 
 
 
* إلى أى مدى سيتضرر مالكو ناقلات النفط العملاقة، التي ناهزت تكلفة ايجارها اليومي 45 ألف دولار تقريبا في 2016 من اتفاق أوبك وكبار المنتجين خارجها مع توقع تراجع الطلب على التخزين؟
 
- لا أعتقد شركات نقل النفط ستتأثر من اتفاقية أوبك ولكن الذي سيتأثر هي الناقلات العملاقة العائمة، التي غالبا ما تكون قديمة نسبيا وقربت من مرحلة السكراب،  فتستخدم كناقلة عائمة لمدة حتى يتم بيعها كحديد، ولعل هذا الموضوع يذكرنا بكميات النفط العائمة عند إيران، لا أتوقع أن تدفع ذلك الكم الهائل من المبالغ الهائلة لكل ناقلة 45 ألف دولار كإيجار يومي، لذلك فهي تستخدم الناقلات القديمة كمخازن عائمة. 
 
 
 
* وعلى ذكر ناقلات النفط.. هل تتفضل بتوضيح أنواعها المختلفة وحمولات كل نوع لقارئنا غير المتخصص؟
 
- أكثر الناقلات المستخدمة في نقل النفط الخام هي الناقلات العملاقة وتسمى VLCC وتستطيع حمل 2 مليون برميل، وكانت هناك ناقلات عملاقة جدا كانت تسمى ULCC تحمل 3 ملايين برميل ولكنها انقرضت ولم يعد لها وجود إلا القليل منها كناقلات عائمة.  
 
 
 
هناك أيضا ناقلات نفط تحمل مليون برميل وتسمى سويس ماكس لأنها تستطيع عبور قناة السويس وهي محملة بالكامل وتحمل مليون برميل وهو ما لا تستطيع الناقلات العملاقة ذات مليوني برميل فعله بأن تعبر قناة السويس وهي محملة بالكامل. ولكن لا يجدي اقتصاديا أن تستخدم المصافي الآسيوية ناقلات  مليون برميل فقط لرحلة تأخذ 20 يوما إلى اليابان أو كوريا أو الصين من الخليج العربي، لذلك فإن غالبية السفن التي تستخدم في نقل النفط الخام هي الناقلات العملاقة التي تحمل مليوني برميل.
 
 
 
* من المعلوم أن هناك أنواعا عديدة من النفوط وبأسعار مختلفة.. كيف يمكن أن تؤثر فوارق الأسعار بين خامات النفط على حركة تجارته واتجاهها؟
 
- هناك الخام الخفيف والخفيف جدا والخفيف جدا جدا القريب من المكثفات، وهناك الخام المتوسط وهناك الخام الثقيل، وكل هذه الأنواع الخمسة تنتجها المملكة العربية السعودية. وهناك تنافس بين أنواع الخام وما ينتج مشابه له، فمثلا، الخام الأمريكي الخفيف الحلو منخفض الكبريت (Light Sweet) يتنافس مع أشباهه من نفط بحر الشمال النرويجي، ونفط ليبيا، نفط الجزائر، وخصوصا نفط غرب أفريقيا.
 
 
 
ويصدر الأمريكان النفط الخفيف الحلو الخالي من الكبريت ويستوردون النفط الأثقل والأكثر حموضة عالي الكبريت وبذلك يتحقق هامش ربح عند بيع النفط الأمريكي الخفيف منخفض الكبريت (Light Sweet) الأغلى ثمنا، وغير المرغوب فيه من المصافي الأمريكية المتطورة، والمعقدة والمصنوعة لتكرير النفط الثقيل الحامض عالي الكبريت (Heavy Sour) الأرخص ثمنا الذي يتم استيراده بدلا من النفط الخفيف من الخليج العربي، والمكسيك، وفنزويلا. حيث إن أمريكا تتمتع بمصاف تتميز بإزالة الكبريت (desulfurization capacity) وتكرير النفط الثقيل جدا (deeper conversions).
 
 
 
ولعلي هنا أذكر أن التسعيرة الشهرية لشركات النفط الوطنية في الخليج العربي كلها تستطيع أن تسعر تنافسيا، حيث يتسنى لها ذلك بعد إعلان تسعيرة النفط الشهرية من "أرامكو السعودية" قبل الجميع، والأرقام كلها موجودة ومعلنة، مثلا الخام الإيراني الثقيل فقط، الذي له مواصفات مقاربة مع خام البصرة الخفيف العراقي، حيث ينتج بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية وكلاهما قريب من مواصفات الخام العربي المتوسط، الذي تنتجه السعودية ولكن تختلف الأسماء.
 
 
 
الخام الإيراني الثقيل، المشابه لمواصفات الخام العربي المتوسط، ولكن تختلف الأسماء كما أسلفت، قد تم ضبطه بسعر تنافسي رقيق Slightly Competitive يتراوح بين 5 و30 سنتا للبرميل أقل من خام العربي المتوسط في السعودية خلال الـ 20 شهرا الماضية لجذب العملاء، مع أنهم يجهلون أن السعودية لا يمكن أن تتأثر بهذه التنافسية الرقيقة في تسعيرة النفط لأن السعودية لا توجد لديها حساسية من تسعيرة النفط أو كما يسمى Price Sensitivity، حيث إن صناعة النفط في السعودية، ديدنها هو: احترام الشفافية عند ممارسة النشاطات وتقديم الخدمات المتميزة لعملائنا مع الموثوقية Reliability التي لا تضاهى.
 
 
 
* بعد إسدال الستار على استخدام "ياهو ماسنجر" كمنصة لمجالس صفقات النفط ومشتقاته وكذلك سماسرة تأجير ناقلاته .. هل استقر المقام في "سكايب" أم هناك منصات أخرى محتملة؟
 
- لو سألتني هذا السؤال قبل 10 أعوام لكان جوابي مختلفا لأنني في ذلك الوقت ما كنت قد أجد منصة أخرى، ولكن بعد هذا الكم الهائل من منصات التواصل، لا يوجد هناك إشكالية أبدا فلكل منتج ولكل تجار ومتداولين للبراميل الفورية منصة مختلفة وفي النهاية لا توجد إشكالية في كيفية التواصل هذه الأيام. 
 
 
 
* ألا ترى ضرورة لوجود بورصة لخامات النفط في منطقتنا خصوصا أنها لاعب رئيسي في الإنتاج العالمي؟
 
- منذ عام 1986، يتم تحديد أسعار النفط في السعودية مرجعيا إلى النفط القياسي في الأسواق العالمي (برنت ووست تكساس وأسكي أخيرا، ومتوسط خامي عمان ودبي) وبالتالي، فإن السعودية تتبع النفط القياسي العالمي وتكون بذلك Price Taker وليست متحكمة في أسعار النفط Price Sitter مع أن إنتاج السعودية من النفط العربي الخفيف وحده يفوق بكثير إنتاج النفط القياسي العالمي مجتمعاً عندما نتحدث عن الإنتاج الفعلي وليس الورقي في أسواق مضاربة النفط، ولو أن السعودية أرادت التحكم في أسعار النفط لفعلت ذلك، حيث إن السعودية تملك كل الإمكانات، ولاستطاعت استثمار مضاربات مالية على إمكانات المصب بإنشاء أسواق مضاربات للنفط أقوى وأكثر شفافية من أسواق مضاربات النفط العالمية، التي لا تمثل الواقع الحقيقي الملموس لبراميل النفط المضاربة.
 
 
 
عام 2016 شهد الكثير من الأحداث والكثير من أساسيات السوق المتقلبة التي استخدمها الإعلام النفطي الغربي ليخلق توتراً في الأسواق، إذاً ما الذي ينقصنا لتكون لنا الريادة في بلورة المعلومة النفطية وتحديد الأسعار، ما يجعلنا صانعين للمعلومة النفطية. أليس من الواجب أن نكون مصدرا للمعلومة المتعلقة بالمنتج الذي نعد أكبر مصدر له؟! هل ما زال من المقبول أن ننتج وننتظر من غيرنا تقييم الأسواق ووضع التسعيرة النفطية لها؟! لماذا لا نبدأ بالعمل لإنشاء أسواق للمضاربات النفطية، ما يجعلنا نقود العالم في تسعير نفطنا كنفط قياسي، بدلا من متابعة النفوط القياسية العالمية المتحكمة في الأسواق؟! إلى متى نعتمد على قراءاتهم وتوقعاتهم؟! على الرغم من تناقضها وعلمنا اليقيني أنهم إنما صاغوها لمصالحهم الضيقة؟! إلى متى ونحن نقبلها كما هي دون أدنى شك مهما أوقعتنا في حرج بسبب ضعف مصداقيتها؟! اليوم لدينا كل ما نحتاج لنعد دراسات تؤمن لنا توقعات آمنة، بل ستكون لنا المبادرة بالتحكم في وضع الإطار المناسب للتوقعات وكما هو معلوم، فإن من يضع الإطار يتحكم بالنتائج، ولكن سيكون تحكمنا منصفا من غير تسييس.
 
 
 
* ما تأثير انتخاب دونالد ترمب على صناعة النفط الأمريكية والعالمية؟
 
- شهد عام 2016 انتخاب دونالد ترمب رئيسا لأمريكا والذي من المتوقع أن يدعم صناعة النفط الأمريكية بعيدا عن قيود الطاقة النظيفة وأن يضرب عرض الحائط باتفاقية باريس لتغيير المناخ، حيث من المتوقع أن يأتي باستقلالية لسياسات الطاقة الأمريكية والقضاء على خطة الطاقة النظيفة.
 
 
 
وأهيب بالجميع الإحاطة بمعلومات النفط وأسواقه والعوامل المؤثرة في أسواق النفط الخام، التي من أهمها قياس معنويات السوق Market Sentiment، حيث إن أسعار النفط الخام لا تتغير اعتباطا، وإنما هي انعكاس لأحداث تغير تلك المعنويات المؤثرة في توازن العرض والطلب. ومن أهم العوامل المؤثرة في معنويات السوق هي الموسمية Seasonality، حيث يأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية الموسمية، وذلك لأن المناخ يؤثر بقوة في معدلات استهلاك منتجات معينة وتغيير مخزوناتها، وبالتالي في إجمالي طلب النفط ومنتجاته. وعلى سبيل المثال، في الشتاء يزداد الطلب على وقود التدفئة، بينما يزداد في الصيف الطلب على وقود المحركات عند موسم الإجازات وزيادة السفر البري