أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2015

الوزن النسبي لسعر السهم يشوه مؤشرات الأسواق... على عكس معظم المؤشرات، "داكس 30" الألماني يتضمن أرباح الأسهم، مثلما هو الحال في مؤشر بوفيسبا البرازيلية
فايننشال تايمز - تاريخ البورصات ينطوي على طفرات جامحة، وإخفاقات مذهلة، واحتيال واسع النطاق. لكن رغم الأخطاء الغبية الواضحة، من الصعب التغلب على إعلان بورصة فانكوفر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1983 أن الخطأ التقريبي يعني أن مؤشرها الذي ظل موجودا منذ 23 شهرا ينبغي أن يكون ضعف ما كان عليه.
 
مشاكل البورصة التي كانت فيما مضى سيئة السمعة بسبب عمليات الاحتيال ومشاريع التعدين الفاشلة، نابعة من خطأ صغير في حسابات المؤشر في كل مرة تحدث فيها عملية تداول، لتتضاعف وتصبح واحدا من أكبر الإخفاقات في تاريخ أعمال المؤشرات العالمي.
 
في ذلك الحين ـ لم تبدأ المؤشرات بالوصول إلى الاحتراف إلا أخيرا ـ كان يتم حسابها سابقا بقلم الرصاص، ما يضمن وقوع عدد من الأخطاء الطفيفة، مثل عدد الأسهم الخاطئ، أو خطأ في وقت متأخر من الليل عند طباعته.
 
اليوم، تريليونات الدولارات تتعقب المؤشرات من خلال المشتقات والصناديق، وكل نقطة مهمة. الأخطاء مثل أخطاء فانكوفر لم تتكرر. لكن ينبغي للمستثمرين أن يكونوا حذرين من المشاكل واسعة النطاق للمؤشرات، التي تدعو إلى التشكيك في كثير من المقارنات، خاصة عند محاولة استخلاص الدروس من التاريخ.
 
المشاكل الأكثر وضوحا تتعلق بأقدم المؤشرات: مؤشر داو جونز الصناعي في أمريكا وحتى شقيقه الأكبر، داو جونز لشركات النقل، يتم قياس وزنها من حيث السعر، كما هي الحال مع مؤشر نيكاي 225 في اليابان. الشركات ذات أسعار الأسهم الأعلى ينتهي بها الأمر إلى إحداث تأثير أكبر في المؤشر، ولهذا السبب فإن المعيار الحديث هو قياس وزن الشركات من حيث القيمة السوقية. لكن بالنسبة للصحافيين في الأعوام الماضية، حساب متوسط السعر كان أسهل بكثير.
 
قياس الوزن النسبي لسعر السهم يؤدي إلى نتائج غريبة. جولدمان ساكس هو العضو الـ 15 الأكبر في مؤشر داو جونز من حيث القيمة السوقية، لكن ارتفاع سعر أسهمه يعني أنه يملك الوزن الأكبر في المؤشر. وشركة أبل تساوي سبعة أضعاف ذلك، لكنها لا تملك سوى أكثر من نصف الوزن بقليل. ومؤشر نيكاي أكثر تشوها بكثير: شركة فاست ريتيلينج تشكل أكثر من عشر المؤشر، في حين أن شركة تويوتا، التي تساوي خمسة أضعاف شركة فاست، تشكل 1.5 في المائة فقط.
 
ديفيد بليتزر، رئيس لجنة المؤشرات في مؤشرات داو جونز ستاندرد آند بورز، يقول إن مؤشر داو جونز يعتبر بمنزلة "مفارقة تاريخية مجيدة". قبل أن تشتري شركة ستاندرد آند بورز أعمال مؤشر داو جونز، اعتاد أن يصفه بـ "مؤشر التلفزيون"، لأن مقدمي برامج التلفزيون وحدهم من كان يهتم به. نحو 50 مليار دولار فقط تتعقب مؤشر داو جونز، مقابل تريليوني دولار تتعقب مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
 
لكن مؤشر داو جونز يملك تاريخا طويلا، الأمر الذي يسمح للمستثمرين بالبحث في فقاعة عام 1929 أو أزمة عام 1973 من أجل دروس يمكن تطبيقها اليوم. لكن هذه التواريخ مليئة بالسلبيات.
 
لازلو بيريني، مؤسس شركة بيريني أسوشييتس الاستشارية، يشير إلى المثال الأسوأ، وهو توسع مؤشر داو جونز في عام 1916 من 12 إلى 20 سهما (أصبح 30 سهما في عام 1928). وتمت إعادة حساب المؤشر عند إعادة فتح السوق في كانون الأول (ديسمبر) 1914، بعد توقف أعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى. لكن لم تتم إعادته بما ينسجم مع قيمته السابقة، ما جعله يبدو كما لو أنه تراجع بنسبة 24 في المائة عند إعادة الافتتاح، في حين أنه في الواقع ارتفع بنسبة 4.4 في المائة. عند تصحيح ذلك وغيره من الأخطاء الأقل خطورة التي حدثت منذ عام 1901، فإن مؤشر داو جونز سيكون في يومنا هذا أعلى بنسبة 50 في المائة تقريبا.
 
ربما الأسوأ حتى من ذلك، أن تعديل مؤشر داو جونز لإصدارات الأسهم الجديدة أو تقسيمات الأسهم لم يتم حتى العشرينيات؛ وغالبا ما كانت التقلبات اليومية تفشل في الدلالة على تجربة المستثمرين.
 
المقارنات التاريخية للمؤشرات الأكثر احتراما موضع شك هي الأخرى. مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لم يشمل الأسهم المالية إلا عند منتصف السبعينيات، و400 شركة كان لا بد أن تكون شركات صناعية حتى أواخر الثمانينيات، عندما لم يتمكن من العثور على ما يكفي وتخلص من ذلك الشرط.
 
جنسية الشركات في المؤشر تعتبر مشكلة بالنسبة لكثير من المؤشرات، على رأسها مؤشر فاينانشيال تايمز 100. لقد تم إنشاء المؤشر في الأصل ليكون الأساس للمشتقات.
 
وتم إضافة اسم فاينانشيال تايمز عليه في اللحظة الأخيرة، لأنه كان من المؤكد أن يحل المؤشر محل مؤشر فاينانشيال تايمز 30، وهو مؤشر غريب بقدر داو جونز. وتتطلب قواعد "فوتسي" من الشركات المدرجة في المؤشر أن تكون شركات بريطانية، لكن بعد إدراج الشركات الأجنبية الكبيرة في لندن إقدام بعض الشركات البريطانية على الانتقال فنيا إلى إيرلندا أو أي مكان آخر، لأسباب تتعلق بالضرائب، تم تخفيف هذه القواعد.
 
يقول كريس وودز، رئيس الحوكمة والمخاطر والامتثال في مجموعة المؤشرات فاينانشيال تايمز رسل، وهي جزء من بورصة لندن: "في الأيام الماضية، بريطانيا كانت بريطانيا. الآن أصبح أصعب بكثير القول ما هي الشركة البريطانية، بسبب العولمة".
 
مؤشر فاينانشيال تايمز 100 هو مقياس رديء للشركات البريطانية المساهمة، لكن يتم معاملته من قبل المتداولين باعتباره وسيطا. البلدان الأخرى من الصعب مقارنتها؛ مؤشر داكس 30 الرئيسي في ألمانيا، مثلا، يتضمن أرباح الأسهم، على عكس معظم المؤشرات، كما هي الحال في مؤشر بوفيسبا في البرازيل.
 
رغم كل العادات الغريبة للمؤشرات، ربما الأكثر غرابة هي واحدة يتجاهلها مديرو الصناديق. يقول بليتزر: "اخرج إلى العالم وستجد أن ثلثي المديرين النشطين لا يستطيعون التغلب على مؤشر ستاندرد آند بورز 500. إذا لم يكن ذلك غريبا بعض الشيء، فأنا لا أعرف ما الذي يمكن أن يكون غريبا".