هبوط يعقبه ارتداد
- يقول محللو مصرف "جولدمان ساكس"، إن تداولات الأسواق بعد تفشي الوباء، ترتبط بشكل كبير بعدد الحالات التي يتم الإبلاغ عنها يوميًا، حيث تتراجع بشدة تزامنًا مع تسارع وتيرة تسجيل الإصابات الجديدة، وتصل القاع بمجرد تباطؤ هذا المعدل.
- عوضت الأسواق الثلاثة، الصيني والأمريكي وهونغ كونغ، جميع خسائرها بحلول الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية القضاء على تفشي "سارس"، علمًا بأن الأسواق في أوائل 2003 كانت لا تزال تعاني من آثار انفجار فقاعة "دوت كوم" والأزمة المالية الآسيوية.
- خلال العام الماضي، ارتفعت أسواق الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ بشكل كبير، وبدأت العام الجديد مع المزيد من المكاسب، هذا يجعل الأسواق مستعدة لمثل هذه الأنواع من الصدمات، بحسب محللين.
- الأسهم الخاسرة في الثلاثة أسواق هذا الأسبوع، تؤكد أهمية المستهلكين الصينيين للاقتصاد العالمي، خاصة أن السنة القمرية الجديدة تعد موسم السفر الأكثر ازدحامًا وأكبر مناسبة للهجرة البشرية سنويًا على مستوى العالم.
- بالنسبة لحالات تفشي الأمراض الأخرى، بما في ذلك إنفلونزا الطيور والخنازير، والإيبولا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وزيكا، فكان تأثيرها على الأسواق أقل من سارس، وبحسب "كابيتال إيكونوميكس"، نادرًا ما كانت هناك حالات وباء مؤثرة بشكل ملحوظ في الأسواق المالية العالمية.
التداعيات لن تطال أسواق المال فقط
- الشفافية في التعامل مع مثل هذه الأحداث مهمة للغاية، وحال ما تطور الأمر إلى تعطيل الرحلات الجوية وانتشار مناطق الحجر الصحي بغزارة، فقد يهدد ذلك التجارة الآسيوية بشكل خطير، وبطبيعة الحال سيضع الاقتصاد العالمي في مشكلة.
- على سبيل المثال، وباء سارس قتل مئات الأشخاص، وهو معدل منخفض كثيرًا عن عشرات الآلاف الذين يموتون بسبب موسم الإنفلونزا العادية في أمريكا، ومع ذلك، سجلت الاقتصادات الآسيوية آنذاك خسائر بنحو 40 مليار دولار.
- مقارنة بعام 2003، تمتلك آسيا اليوم سوق سياحة وحركة تنقل أكبر بكثير، إضافة إلى العديد من المطارات الحديثة، وبعبارة أخرى، فهي أكثر عرضة للخطر إذا تكرر هذا السيناريو، ناهيك عن أن العولمة الاقتصادية تواجه بالفعل مخاطرها الخاصة وليست بحاجة لوباء يزيد أعباءها.
- يرى مراقبون أن الوباء قد لا يصبح خطيرًا لدرجة كبيرة، لأن مستويات التغذية الجيدة والرعاية الصحية أفضل بكثير مما كانت عليها في العصور السابقة، وهو في الحقيقة تصور متفائل للغاية.
- خلال الفترة بين عامي 1918 و1919، انتشر شكل قاتل للغاية من أشكال الإنفلونزا في الولايات المتحدة، وتسبب في مقتل مئات الآلاف من الأمريكيين، رغم أن معظم السكان كانوا في حالة صحية جيدة، وعلاوة على ذلك، هناك مدن كبرى اليوم، مثل لاجوس وكراتشي، تبدو مهيأة لتفشي العدوى أكثر من السابق.