أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2021

رمضان.. لماذا لا يقلص الحظر الليلي وتفتح قطاعات؟*فارس الحباشنة

 الدستور

اطباء وخبراء اوبئة يتحدثون عن تحسن في الوضع الوبائي، وبلوغ الموجة الاخيرة من الفايروس ذروتها، وتسطيح لارقام ومعدلات الاصابة ومؤشرات الاصابة الايجابية اليومية. الدكتور سعد الخرابشة عضو لجنة الاوبئة توقع ان ينحدر المؤشر الايجابي ل5% في غضون الايام القريبة المقبلة.
 
فهل سيتغير موعد اطلاق صفارات الانذار في رمضان؟ وهل سيكون الاردنيون على موعد رمضاني مع اجراءات مختلفة، وتراعي تغيرات وتطورات وتحسن الوضع الوبائي؟
 
الحظر الليلي المعمول به حاليا.. والذي يبدا من الساعة 6 مساء للمنشات وال7 للافراد اثبت عدم نجاعته، وارباكه لحياة الناس في الايام العادية، فما بالكم في شهر رمضان، و المواعيد الثابتة والمحددة سواء اذان المغرب، وصلاة المغرب والاوقات النهارية ما بعد انتهاء الدوام لموظفي القطاعين العام والخاص والتسوق، وقضاء الحاجات اليومية الرمضانية الرئيسية.
 
حقا،تعليق الدكتور عزمي محافظة عضو لجنة الاوبئة حول اللحظر الليلي المعمول به حاليا والحظر الشامل يوم الجمعة واقعي ومنطقي لحد كبير. وبكل التقديرات والحسابات الوبائية بظاهرها وسرها، فان الحظر لم يعلب دورا في خفض اعداد الاصابات ولا تحسين الوضع الوبائي، بل العكس انه عامل محرض ومحفز في خلق ازدحامات بشرية وصور يومية حية وماثلة لاختراق وعدم احترام اوامر الدفاع الصحية : تباعد اجتماعي وعدم التجمهر وارتداء الكمامة ومعايير وشروط الصحة العامة. فماذا استفدنا اذن؟
 
نعم، لتقليص ساعات الحظر الليلي وفتح قطاعات قبل حلول شهر رمضان. وثمة مؤشرات صحية عامة «تسطيح معدل وارقام الاصابات « تدفع لاتخذ اجراءات بهذا لخصوص، والى جانب ان سياسة الحظر والاغلاق لم تجنِ اي ثمار حقيقية في مواجهة الفايروس على اختلاف موجاته وتحوراته وتقلباته.
 
ولماذا لا يكون رمضان هذا العام بصلاتي التروايح والفجر ؟ فما الجدوى والمانع من استمرار حرمان المؤمنين في الشهر الفضيل من اقامتها ؟ فلم يعد من مبرر صحيا وووبائيا باستمرار اغلاق المساجد والكنائس.. اتركوا المؤمنين يبحثون عن الشفاء والنجاة بالدعاء والابتهال والتقرب الى الله.
 
وما لا يدركه اصحاب القلوب الجافة من صناع القرار الصحي ان الناس تعبت وارهقت نفسيا، وان الناس مصابة بتوتر وعقد نفسية، وان امراض كورونا ليست فايروسية وفيسولوجية بقدر ما هي نفسية وعصابية.
 
الناس ممزقون نفسيا ومتوترون وخائفون ومرعوبون من المستقبل. وصاحب القرار عليه ان يفكر في حال المجتمع والافراد النفسي والعصابي. الناس خسروا وظائفهم واجورهم الشهرية قضمت، وقطاعات انهارت وافلست والديون تراكمت، وتراكم المخالفات والاعباء المالية، وتحويشة العمر تم انفاقها، ومشاكل اجتماعية متراكمة، وخوف من عدم القدرة على تحمل نفقة العلاج اذا ما المرض قد هبط العائلة.
 
اقرا يوميا تعليقات لزملاء وكتاب وسياسيين وخبراء صحة واوبئة متطرفين ومتشددين في الراي الصحي. وانا اعرف اوضاعهم واحوالهم وظروفهم لا تقتطع من رواتبهم اقساط للبنوك وشركات التمويل، ولا يدفعوز اجور بيوتهم، ولا يدفعون فاتورة علاج ومحروقات، وانترنت وكهرباء ومياه.
 
يعني، يعيشون في نعيم وترف وبحبوبة..و لا يفكرون في الاخرين.. ولو يفكر احدهم مثلا في غيره دقيقة واقل.. لقال ودعا بصوت عال لفتح كل القطاعات وتقليص ساعات لحظر الليلي والغاء حظر الجمعة.
 
واكرر ان فرصة الاردن الحقيقية بمواجهة كورونا في جلب اللقاحات، والتوسع في عملية التطعيم والوصول الى العتبة المطلوبة في خلق مناعة مجتمعية ذاتية بفعل المطعوم والاصابة بالفايروس.
 
فكيف يمكن ان نقطع الطريق على كورونا ان تهتك بما تبقى من حياتنا وعيشنا وقدرتنا على التحدي والصمود والمقاومة. الناس ارهقوا وتعبوا واستنفروا نفسيا واقتصاديا ومعيشيا.
 
شهر رمضان فرصة حقيقة ليكون اختبارا لعودة الحياة، ولتكن العودة بداية لاعلان تعافي الاردن من كورونا، ومناسبة روحية لتضميد اوجاع وجراح الفايروس النفسية والاجتماعية والانسانية والاقتصادية.