الراي-أحيل الغارقين اليوم في تحليل خطوات الأردن نحو المستقبل في ظل التحديات والأخطار المحيقة وفي ظل تبدل الأولويات الى رسائل الملك النقاشية وأنتقي منها  تعريفها لـ «المواطنة».
دعونا نعود إلى حيث البدايات , عندما بدأت الدولة مدنية صهرت في بوتقتها كل الهويات والانتماءات وعندما كانت المعارضة والموالاة لأجل البناء وعلى الأساس الغرم قبل الغنم.
عرّف الملك في قراءة سابقة على الأحداث المواطنة بدءا بالوحدة الوطنية والإخلاص للبلد الذي يسمو فوق كل اختلاف، سواء أكان في العرق، أو الأصل، أو الدين بعروة وثقى تجمع الأردنيين على أساس احترام الإنسان وكرامته.وخلص إلى أن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة.
قدمت الأوراق النقاشية المواطنة على أساس «المواطن الفعال» وهو الفرد الذي يبادر إلى المشاركة بالرأي والفكرة حيال كل قضايا المجتمع , بشكل بناء بعيدا عن العدمية والرفض لذاته والهدف هو رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل والإنتاج
تروق هذه المبادىء لدعاة «الدولة المدنية» على أساس تعميم الغنم والغرم معا ومن الطبيعي أن لا ترضي من توقفوا عند مفهوم دولة الغنم دون الغرم باعتبار أن المكاسب حق يقترن فقط بالولاء المجرد.
مثل هذه الصور موجودة , فالموظف الذي يرفض إتمام معاملة مواطن بحجة إنتهاء ساعات دوامه , هو المنتمي لفئة «الغنم» بينما المواطن الذي يتطوع في الجيش واضعا حياته في المقابل فقد إختار الغرم قبل الغنم.
ما زلنا نرفع شعارات وندندن مع سيل من الأغاني والقصائد جلها تحوم حول المواطن والوطن والإستعداد للتضحية وبذل الثمن مهما كان غاليا حتى بالمال والبنون , وما بقي هو وضع كل هذه العواطف المعنوية في الاختبار !!.
في نقاش يكاد يكون متكررا , كان هناك من يقول دائما أن المواطن شريك في التنمية والثروة والعمل وحرية الرأي والتعبير , لكن بالمقابل كان الثمن المقابل لذلك كله يختصر بكلمة واحدة هي «الولاء» الذي يستحق نيل كل الحقوق , لكن أحدا لم يتوقف للحظة ليسأل.. هل ما قدم كان تعبيرا عادلا لمفهوم المواطن الفعال وهل هو ترجمة حقيقية لمفهوم الولاء ؟.