«القدس العربي» من محمد علي عفيفي:واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه مجددا في مصر أمس الإثنين، ليكسر حاجز الـ18 جنيها ليبلغ 18.15 جنيه للشراء من السوق السوداء، بينما بلغ سعر البيع 17.90.
ويثير ارتفاع الدولار، أو انخفاض الجنيه (لأنهما نفس الأمر) مخاوف كثيرين من الخبراء الاقتصاديين، الذين برى بعضهم أن ما يحدث هو كارثة بكل المقاييس، حيث لم يعد هناك أي قدرة على كبح ارتفاع الورقة الخضراء.وما يزيد الأمر سوءا ان هناك من يتنبأ بمزيد من ارتفاع الدولار ليصل الى 22 جنيها خلا أسبوع.
ولهذا دعا العديد من خبراء الاقتصاد إلى توجيه نداء عاجل إلى الحكومة المصرية والجهات المعنية بسرعة التدخل وإيجاد الحلول قبل انهيار الاقتصاد المصري كليا.
واستنكر عدد من الخبراء والمستثمرين الصمت غير المبرر من قبل البنك المركزي أمام الارتفاع الجنوني للدولار في البلاد، والذي دفع أسعار السلع بأنواعها كافة والخدمات إلى ارتفاعات غير مسبوقة.
وكان المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أكد أنه يتم حاليا التنسيق مع البنك المركزي لحل أزمة الدولار، خاصة وأن البنك لديه العديد من الإجراءات لحل هذه المشكلة.
وأضاف رئيس  الوزراء خلال مؤتمر صحافي «أن الحكومة تتخذ التدابيرالمناسبة بهدف التعامل مع هذا الأمر». وأشار إلى أن الحكومة تتعامل مع كافة القضايا الاقتصادية، فليس هناك ما يقلق على الإطلاق بالنسبة للقضايا الاقتصادية.
وقال المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال اجتماع لجنة الطاقة والبيئة في مجلس النواب أمس الأول «إن إحدى المشاكل التي تواجه قطاع الكهرباء هي تأثير تغير سعر الصرف علي قيمة الدعم»، لافتاً إلي «أن كل جنيه زيادة في سعر صرف الدولار يكلف الدولة 5 مليارات جنيه سنويا، لاسيما أن ثلث الوقود المستخدم يتم استيراده من الخارج ومعظم الاستثمارات المطلوبة في القطاع بالعملة الأجنبية.»
وأضاف شاكر «أن تغيير سعر صرف الدولار مقابل الجنية يؤدي إلي زيادة حجم الفجوة بين سعر بيع الطاقة الكهربائية والالتزمات المالية المطلوب سدادها».
وقال مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، ان الأزمة تزداد داخل الجهاز المصرفي بسبب الارتفاع في سعر الدولار»، مشيرا إلى أن الدولار سيواصل ارتفاعه طالما المواطنون يحجمون عن وضع أموالهم في البنوك.
وخلال مداخلة هاتفية له في برنامج «صوت الناس» على قناة (المحور)، طالب البنوك برفع الفائدة على الدولار لتشجيع المواطنين على وضع ما لديهم في الجهاز المصرفي.
وأشار إلى أن مبالغة بعض وسائل الإعلام في نشر سعر الدولار بزيادة كبيرة هي سبب الأزمة، مناشدا المسئولين في وسائل الإعلام «مراعاة ربنا في اقتصاد البلد»، مؤكدا أن أن هناك تراخ من الحكومة في مواجهة الأزمة، وإيجاد حلول سريعة.
وقالت الإعلامية لميس الحديدي خلال برنامجها «هنا العاصمة» على فضائية (سي بي سي) «الجميع يتوقع بين ليلة وضحاها حدوث تعويم للجنيه»، مشددة على ان القضية في كيفية تطبيق التعويم حتى لا يهرب الدولار إلى رقم غير مسبوق.
وأكد محمود محيي الدين، وزير الاستثمار الأسبق ان «أزمة سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني في السوق السوداء ستنتهي قريبًا».
وتابع خلال لقائه مع برنامج «هنا العاصمة» أن «حزمة القرارات التي اتخذت في الوقت الحالي للتعامل مع هذه الأزمة الاقتصادية ستعمل على حل أزمة الصرف»، مشيرا إلى أن «أزمة الصرف التي تعرضت لها مصر في الوقت الراهن تعرضت لها من قبل»، ولافتا إلى «أن هذه الأزمة حدثت في أواخر الثمانينات ونجحت مصر في تخطيها».