الكرك –الراي - نسرين الضمور - شهدت اسواق مدينة الكرك انفراجا مع صرف رواتب موظفي الدولة بعد ان عانت ركودا واضحا في معظم ايام شهر رمضان المبارك.

واوضح مدير صناعة وتجارة الكرك جمال الصعوب، ان حركة السوق شهدت انفراجا ملحوظا مع صرف رواتب الموظفين حيث نشطت الحركة في كافة المحال التجارية التي عانت من ركود واضح خلال شهر رمضان، مبينا ان السلع الرمضانية وغير الرمضانية كانت متوفرة طيلة الشهر الفضيل وفي كافة اسواق المحافظة باسعارها المقبولة حيث لم يكن هناك أي ارتفاعات في اسعار كافة السلع التجارية بما في ذلك اللحوم البلدية والمستوردة ولحوم الدواجن وغيرها من المواد الغذائية.

ونوه الصعوب، ان مراقبي الاسواق لم يسجلوا اية مخالفات بحق التجار من حيث مواصفات ومقاييس بضائعهم او التلاعب بالاسعار.

فيما ردّ مهتمون بالشأن الاقتصادي سبب الركود، الى ان الغالبية العظمى من مواطني المحافظة يعيشون على الرواتب الشهرية التي يتقاضونها من القطاع العام او من القطاع الخاص، حيث تم انفاق هذه الرواتب لتأمين مستلزمات الشهر المبارك المختلفة اضافة الى تخزين كميات كبيرة من السلع الغذائية، ما ادى الى نفاد تلك الرواتب في وقت مبكر اضافة الى كون معظم الرواتب التي تصرف تكون مجزوءة في الغالب لترتب دفع اقساط السلف البنكية عليها.

ويقول تجار بقالة، انه لم يحدث أي تغيير على سقف مبيعاتهم اليومية التي شهدت تراجعا ملحوظا على حد وصفهم خلال شهر رمضان بعد ان تم صرف رواتب موظفي الدولة. 

واوضح التاجر محمد محمود، ان قسما كبيرا من المتسوقين من متجره يتعاملون بطريقة الدفع الآجل حيث يسددون ما عليهم في نهاية كل شهر، معتبرا ان تجار البقالة بشكل عام لن ينتفعوا من حركة التسوق الجارية حاليا لانها تتركز على سلع محددة وابرزها لوازم العيد ومتطلبات الاطفال من البسة واحذية والعاب وسواها، مبيدا تخوفه من ان يتخلف الزبائن عن سداد ما عليهم من ديون كما هو متفق عليه كون الرواتب المسلمة للموظفين ستصرف كلها لقضاء متطلبات العيد من اغذية واكسية وحلوى وعيديات نقدية للارحام.

 ولفت التاجر محمود الذي ايده في ذلك عدد اخر من التجار، الى ان معاناة تجار البقالة مع الركود ستتواصل لمدة طويلة بعد ان ينفق الموظفون رواتب الشهر الحالي في الايام الاولى من الشهر، ما يعني انهم سيعمدون الى تأمين متطلبات اسرهم المعيشية اليومية لما تبقى من الشهر من خلال التوسع في الشراء بطريقة الدفع الاجل.

وعبر اصحاب محال قصابة في مدينة الكرك، عن عدم تفاؤلهم بتحسن يذكر على مستوى الحركة التجارية في محالهم ابان الحركة النشطة في الاسواق حاليا وذلك لعزوف الناس عن شراء اللحوم الحمراء وحتى المستوردة منها بالنظر لارتفاع اسعارها النسبي مقارنة مع اسعار لحوم الدواجن او اللحوم المجمدة التي تباع في بعض محلات السوبر ماركت.

وقالت المختصة ببيع ملابس وحاجيات الاطفال ام محمد، ان ما نشهده كتجار لبيع مستلزمات الاطفال بعد صرف رواتب موظفي الدولة هو بمثابة تعويض لنا عن معاناة طويلة في حجم مبيعاتنا منذ بدء شهر رمضان المبارك وما سبقه من اشهر.

وتعمد غالبية من المتسوقين الى تأمين مستلزمات الاطفال للعيد من البسطات التي راجت تجارتها في هذه الايام، كون هذه البسطات تبيع سلعا متدنية الثمن ولو على حساب الجودة.

وقالت متسوقة من احدى بسطات بيع ملابس الاطفال ام ياسين، انها مضطرة لتقليص نفقات العيد الى حدودها الدنيا بما يتلاءم والراتب الذي يتقاضاه زوجها الذي يعمل موظفا حكوميا براتب شهري 450 دينارا والذي ينفق على اسرة لديها اربعة اطفال جميعهم على مقاعد المدرسة، وما نحسب له هو كيف سنتدبر امر نفقات الاسرة في الايام المتبقية من الشهر فالراتب الذي يتقاضاه الموظفون محدودو الدخل سيذهب كله لتأمين متطلبات العيد وفي الايام الاولى من الشهر.