أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2019

كيف طورت "مايكروسوفت" استراتيجيتها ونجت من مصير "ياهو" و"بلاكبيري"؟
أرقام -
على غرار قطاعات أخرى، شهدت صناعة التكنولوجيا تساقط شركات كبرى من "إيه أو إل" و"ياهو" إلى "بلاكبيري" نظراً لحاجتها الملحة إلى إصلاح وتطوير، وتحدث تقرير لـ"الإيكونوميست" عن كيفية نجاة "مايكروسوفت" من مثل هذا التداعي والسقوط.
 
منذ عشر سنوات، توقع كثيرون أن ينتهي الحال بـ"مايكروسوفت" إلى نفس المصير، ولكن شركة البرمجيات الأمريكية طورت من نفسها وعادت إلى تفوقها حتى أصبحت أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية التي تجاوزت تريليون دولار.
 
تحول مصيري
 
- بوجه عام، نتج نجاح "مايكروسوفت" عن تحولها بعيدا عن نظام التشغيل "ويندوز" إلى التركيز على خدمات الحوسبة السحابية "أزور" التي أتاحت تشغيل برمجيات الشركة على جوالات عاملة بنظام "أندرويد" ونظام "iOS" من "آبل".
 
- رغم ذلك، تطلبت عودة "مايكروسوفت" (MSFT.O) تغيير ثقافتها بشكل كلي حيث إن التحول نحو خدمات الحوسبة السحابية يعني جني إيرادات من طريق مختلف مقارنة بالطريقة القديمة التي اعتمدت على شراء المستهلكين برمجيات بعقد ثابت، ومن هنا تجني الإيرادات فقط بعد إتمام الصفقة وكفى.
 
- أما الحوسبة السحابية، فلا يمكن لـ"مايكروسوفت" جني إيرادات منها إلا بعد استخدامها من جانب العملاء، وهو ما تطلب تبني فريق المبيعات في الشركة نهجاً جديداً.
 
- كان التحول مصيرياً، فهناك ما يقرب من 40 ألف موظف في "مايكروسوفت" اضطروا لتغيير طريقة أداء وظائفهم، واعتمدت الشركة على ثلاثة محاور مهمة أولها فهم الموظفين لطريقة استخدام العملاء لخدمات الحوسبة السحابية من أجل تشجيعهم على استخدامها، وتطلب ذلك توظيف خمسة آلاف شخص متخصص.
 
- المحور الثاني كان السماح لموظفي المبيعات الموجودين بالفعل – ليس الجدد – بالتركيز على جذب العملاء خصيصاً للحوسبة السحابية مع إعفائهم من بعض المهام القديمة كإعداد التوقعات بشأن المبيعات.
 
- تم أيضاً تقليل الاجتماعات الدورية الداخلية في "مايكروسوفت" وتم التركيز على عدم إهدار وقت الموظفين في أمور ثانوية غير مجدية.
 
- أما العنصر الثالث، فهو حاجة موظفي المبيعات لحوافز لوضع العمل والمهام والخدمات الجديدة نصب أعينهم والتركيز عليها، وتطلب ذلك من "مايكروسوفت" زيادة مكافآتهم ورواتبهم.
 
الثقافة
 
- هذه هي "مايكروسوفت"، نموذج للتكنولوجيا الذي يواكب العصر، فقد عملت إدارة الشركة على كافة المحاور في نفس الوقت ولم تهدر جهد الموظفين الذين ركزوا بشكل كبير في مهامهم الأساسية بعيدا عن كتابة رسائل البريد الإلكتروني وحضور الاجتماعات.
 
- كان على المديرين في الشركة اللحاق بركب التغيير أيضاً حيث طرحت "مايكروسوفت" برنامجا يسمى "Reimagine Managers" أي إعادة اكتشاف المديرين، وكان يهدف لبناء منهج أفضل لقيادة الموظفين نحو المزيد من التطور والنجاح.
 
- استعانت "مايكروسوفت" بالتكنولوجيا – ولا عجب في ذلك فالشركة من أبرز نجوم هذه الصناعة – حيث تخلصت من المهام الروتينية المهدرة للوقت والجهد.
 
- كان ذلك بمثابة تغير جذري لثقافة الشركة، ولم تكن المهمة سهلة، بل حولت الموظفين من مجرد عقول "جامدة" غير مبدعة إلى عقول "مرنة" يمكنها استيعاب التطور والتغيير وقادرة على الإبداع.
 
- ركزت "مايكروسوفت" على التغيرات العملية اللازمة لتحويل دفة الشركة، وهو ما أنقذها من السقوط في فخ الدمار الخلاق الذي تعرضت له شركات – كانت في الماضي من الكبار – أمثال "ياهو" و"بلاكبيري".
 
- لم تكن "مايكروسوفت" وحدها التي اتخذت هذا المنحى، بل كانت أيضاً "آي بي إم" التي تحولت بنجاح من تكنولوجيا الـ"هارد وير" إلى الخدمات في تسعينيات القرن الماضي، لكنها واجهت مشكلة في زيادة الإيرادات أو رفع سعر سهمها في السنوات الماضية.
 
- لا يقتصر نجاح "مايكروسوفت" على تنفيذ صفقات استحواذ ناجحة كشراء موقع التواصل المهني "لينكد إن"، بل أثبتت كونها مؤسسة ضخمة يمكنها الخضوع لتغير جذري في ثقافتها.