أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2018

عواقب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين (1/2)*رامي خليل خريسات

 الراي-قليلون هم من توقعوا ان ينفذ ترمب وعوده الانتخابية بفرض رسوم بنسبة 25% على السلع المستوردة من الصين والمكسيك.

 
وعد بتخفيض الضرائب ونفذ، وبدأ في تنفيذ وعده الثاني بفرض رسوم على السلع المستوردة من الصين، بعد أن أحاط نفسه بمستشارين يشاركونه التخوف من تنامي القدرة الاقتصادية الصينية، بما يخدم تعزيز قاعدته الانتخابية من الطبقة الوسطى الأميركية التي عانت من فقدان بيوتها وتورطها بالقروض نهاية 2008، ولجأت لترمب الذي وعدها بالحماية والعمل تحت عنوان أميركا أولاً، حيث الوظائف والمصانع يجب أن تعود إلى أميركا.
 
ترمب أراد تخفيض العجز التجاري السنوي الذي هو لصالح الصين بواقع 370 مليار دولار ليصبح 170 مليار دولار، أي تخفيض المستوردات الصينية بما مجموعه 200 مليار دولار، وطبعاَ استبدالها بمنتجات أميركية تصنع محلياً، الأمر الذي ظاهره براق.
 
لكن هل كل الأميركيين مع فريق ترمب؟ وهل كل الصينيين مع فريق الصين؟ في أميركا الطبقة الوسطى والعمال مع ترمب وهم الأغلبية، وبما لا يتجاوز 1% مع الصين وهي الفئة المستفيدة من الاستيراد من الصين تجارياً وممن لديهم استثمارات فيها، أما في الصين فكل الصينيين مع الصين.
 
الحجة أن الصين تتلاعب بعملتها بتخفيضها بأقل من قيمتها الحقيقية، وهذا صحيح وقد بدأته الصين في التسعينيات حيث قامت وفي شهر واحد بتخفيضها بنسبة 50%، واستمرت منذ ذلك الحين بالمحافظة على قيمتها الرخيصة من خلال الشراء المستمر للدولارات بعملتها المحلية، لكن كيف يتم ذلك؟
 
ببساطة البنك المركزي الصيني يطبع العملة المحلية –اليوان - ويشتري بها دولارات باستمرار لتحقيق زيادة في سعر الدولار الذي يرتفع سعره بسبب الطلب المتزايد لشرائه، بينما ينخفض اليوان الذي سيكون معروضا للبيع باستمرار وبكميات كبيرة، فكانت الحصيلة شراء 4 ترليون دولار بـ 28 تريليون اليوان تستثمرها الصين في شراء سندات الخزانة الأميركية بالدولار، أي تقرضها للولايات المتحدة الأميركية مقابل فائدة تتقاضاها الصين.
 
انخفاض اليوان يجعل السلع الصينية رخيصة، والنتيجة كانت أن أميركا تستورد من الصين بما قيمته 500 مليار دولار بينما لا تتجاوز مستوردات أميركا من الصين مبلغ الـ 130 مليار، أي أن كل 5 دولارات تقبضها الصين تسترد أميركا منها حوالي دولار.
 
للصين مصلحة عليا في الولايات المتحدة الأميركية، منها هذا الفائض التجاري وكذلك المستثمرين الذين نقلوا مصانعهم للصين، والبنوك التي قامت بإقراض الشركات المستثمرة في الصين، بينما ترمب ينادي بعودتها لأميركا، وهذا يوحي بأن الصينيين سيحاربون بشراسة وقد بدأوا بالدفاع.
 
فعندما بدأ ترمب بفرض رسوم بنسبة 10% على مستوردات صينية قيمتها 200 مليار دولار، ردت الصين بفرض 10% على ما قيمته 60 مليار دولار مستوردات أميركية، ثم قال أن الخطوة القادمة ستكون رسوما نسبتها 25% على كل السلع المستوردة من الصين والتي تبلغ كما أسلفنا 500 مليار دولار.
 
الخطير على مستقبل الاقتصاد العالمي هو رد فعل الصين التي لديها العديد من الخيارات المتدرجة، حيث لا يمكن التنبؤ بردة فعل دولة اشتراكية. أولها أن تفرض نسب متساوية من الرسوم بمثل ما تفرض الولايات المتحدة، ثانيها أن تقوم بحظر دخول كل السلع الأميركية، وثالثها -وهو وارد اذا استعرت الحرب التجارية- أن تقوم بتأميم كل الشركات الأميركية العاملة في الصين وتأميمها معناه تحويل ملكيتها للحكومة الصينية، وأخيراً يمكن أن ترفض سداد الديون المستحقة للولايات المتحدة، وهي المقدرة بتريليونات الدولارات وللحديث بقية لبيان تأثيرات هذه الحرب.