أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2019

خبراء: الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة في التعليم وتأهيل الشباب

 الغد-إبراهيم المبيضين

قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مثنى الغرايبة، أمس “إن الحكومة حريصة على مواكبة مفاهيم وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة”، لافتا الى أن السياسة العامة للحكومة في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد والتي أقرت مؤخرا من قبل مجلس الوزراء قد ركزت في محاورها على هذه الثورة التي ستكون محورا رئيسيا من محاور نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأكد الوزير أن من أهداف السياسة الجديدة، التي ستغطي فترة السنوات الأربع المقبلة، اغتنام الفرص التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة بهدف تطوير اقتصاد رقمي يؤدي إلى تنمية اقتصادية مستدامة وإلى زيادة دخل الفرد الأردني.
وقال “إن الثورة الصناعية الرابعة هي واقع لا يمكننا تجاهله أو الهروب منه، وستدخل تطبيقاتها مجالات الرعاية الصحية والعناية بالأطفال والتعليم والإبداع، الأمر الذي سيخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات تقنية توفرها الثورة الصناعية الرابعة”.
وأكد أنه يجب الاستعداد لهذه الثورة من خلال التدريب والتعليم وإدخال مهارات القرن الواحد والعشرين في برامج التدريب ومناهج الجامعات والمدارس.
وقال “لتحقيق أغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأردن، تحرص الحكومة على تسخير التكنولوجيا الرقمية الحالية والناشئة على سبيل المثال لا الحصر الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI) وسلسلة الكتل (Blockchain) وإنترنت الأشياء (Internet of Things- IoT) التي توفرها قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد”.
وأشار الغرايبة الى أن البند (60) من السياسة الجديدة ينص على أنه: “تقر الحكومة بالدور المهم والأساسي لقطاع تكنولوجيا ‏المعلومات في الأردن في تطوير الاقتصاد الرقمي والملكية ‏الفكرية والوظائف ذات القيمة العالية ومساهمة الأردن في ‏تطوير التكنولوجيات الناشئة بما في ذلك الذكاء ‏الاصطناعي (‏AI‏) وسلسلة الكتل (‏blockchains‏) ‏وإنترنت الأشياء (‏IoT‏). وعليه تؤكد هذه السياسة ‏دعم الحكومة لتطوير وتنمية هذا القطاع بهدف الحفاظ على ‏موقعه وتطويره كمركز قوي لخدمات تكنولوجيا ‏المعلومات الإقليمية، وممكن ريادي ومصدر رئيسي ‏للاقتصاد الرقمي يتمتع بالقوة القادرة على تطوير الملكية ‏الفكرية الخاصة به والتي ستكون الأساس للإيرادات ‏المستقبلية”.
وتنطلق الثورة الصناعية الرابعة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الثالثة، خاصة شبكة الإنترنت وطاقة المعالجة (Processing) الهائلة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة. فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لامحدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل (Blockchain)، وغيرها.
الى ذلك، أوضح وزير الاتصالات أن الحكومة، ومن حرصها أيضا على متابعة ومواكبة مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، فهي توجه لإعداد سياسة تختص بالذكاء الاصطناعي.
وقال الوزير “إن الهدف من إعداد هذه السياسة هو تحديد التوجه الحكومي في مجال الذكاء الاصطناعي ومتطلبات التنفيذ للاستفادة من هذا التوجه العالمي الذي دخل كل القطاعات الاقتصادية”.
وأوضح أن الثورة الصناعية الرابعة وتوجهاتها الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي توفر الكثير من الفرص ﻟﻠكثير من اﻟقطﺎﻋـﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ؛ حيث تسهم في رﻓﻊ ﺟﻮدة اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت وتقلل ﻣﻦ اﻹﻧﻔﺎق، وعليه يجب استغلالها لتعزيز تطوير وﺗﺴـﺮﻳﻊ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت الثورة الصناعية الرابعة ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺴـﺘﻮﻳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴـﺔ واﻟﺨﺎﺻـﺔ ﻛﺎﻓـﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ أداء اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ، من خلال رصد المزيد من الاستثمارات لتطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتطوير الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي سيمكننا من طرح آفاق لا حدود لها من الابتكار والتنمية الاقتصادية للشركات تعزز من مكانة المملكة في قائمة الدول المزدهرة اقتصاديا.
وأشار الى أنه لا بد من ﺗﻨﻤﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻘﺪرات اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓـﻲ ﻣﺠـﺎل اﻟـﺬﻛﺎء اﻻﺻـﻄﻨﺎﻋﻲ وﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻌﻠﻮم اﻟﺤﺎﺳﺐ اﻵﻟﻲ وإﺷﺮاﻛﻬﻢ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓـﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴـﺔ اﺳـﺘﺨﺪام ﺗﻘﻨﻴـﺎت اﻟـﺬﻛﺎء الاصطناعي.
ومن جانبه، قال مدير مشروع “لومينوس شمال ستارت” -المتخصص في دعم ريادة الأعمال في شمال المملكة- إبراهيم فزع “إن التقنيات الحديثة تؤثر على الصناعات كلها، ليس فقط في مجال التصنيع أو الخدمات اللوجستية أو النقل، بل تؤثر أيضاً بشكل كبير على وسائل الإنتاج وطرق الاتصال والتواصل بل وعلى أوجه حياة الناس كافة بشكل غير مسبوق. يمثل الذكاء الاصطناعي أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة ويتوقع لـه أن يفتح الباب لابتكارات جديدة قد تحدث تغييـرا جـذريا في حياة الإنسان”.
وقال فزع “إن الشباب هم العنصر الأساسي في الاستعداد لعصر الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي”، مؤكدا أنه يجب أن يتم تعليم وتجهيز الشباب عن طريق تبني مفاهيم الابتكار والإبداع في التعليم وتطوير المزيد من التخصصات الجامعية والمهارات التقنية المتعلقة بالذكاء الصناعي للطلبة.
وأضاف فزع “أنه يتعين على الأردن تهيئة سوق العمل لمهن المستقبل لمواكبة التغييرات في العالم، وذلك عن طريق بناء جيل قادر على مواكبة التغييرات المتسارعة. ومن المهم فتح المجال ودعم الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الصناعي في تعظيم القيمة المقدمة للزبائن والمستخدمين”.
وأكد الخبير التقني عبد المجيد شملاوي، أن أبرز ما يميز الثورة الصناعية الرابعة هو التحول الى استخدام التكنولوجيا ليس كعنصر مساعد بل كعنصر رئيسي مغير لنمط العمل، مثل استخدام التطبيقات في النقل مثل “أوبر” و”كريم”، واستخدام “فيسبوك” للتسويق والتجارة الالكترونية، والعملات الرقمية والتكنولوجيا المالية والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأشار الى أن هناك تحولا وتطورا مستمرا في الاقتصاد، ولكن التسارع الذي نشهده باستخدام التكنولوجيا في الثورة الصناعية الرابعة يتسارع بشكل كبير، فمثلا استخدام التكنولوجيا المالية في التحويلات سيغير من طبيعة التعاملات المالية عالمياً.
وقال “إن التحول الذي نشهده ينتقل بنا من التركيز على المعرفة الى التركيز على الأدوات والخبرات، فالمعرفة موجودة ولكن الخبرات مكتسبة، وهذا ما يجب أن نركز عليه، كيف نبني الخبرات والأدوات لدى الجيل الجديد (Knowledge to Competencies)”.