- حرص على تحسين مستوى الخدمات بأعلى المعايير

 

- تنوع بالقطاعات المشمولة بالمشاريع الحكومية

 

 

- الطرح يؤكد التزام الحكومة باستقطاب الاستثمارات

 

 

 

 أكد اقتصاديون، أن المشاريع التنموية التي أعلنتها الحكومة المتعلقة بالعاصمة عمان، تؤسس لمرحلة جديدة من التخطيط الاستثماري طويل الأمد في البلاد، بما يسهم بتجويد حياة المواطنين، ودعم النمو والاستدامة.

وقالوا لـ"بترا"، إن هذه المشاريع تتناغم مع رؤية التحديث الاقتصادي بتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتعزيز دور عمان كمركز اقتصادي وسياحي رئيس في المنطقة.

وبينوا أن المشاريع التي تتوزع على قطاعات رئيسة وحيوية، تعكس حرص الحكومة على تحسين مستوى الخدمات العامة وفق أعلى المعايير، بالشراكة مع القطاع الخاص الذي يمتلك الخبرات والقدرات الفنية والمالية اللازمة لإنجازها.

تحسين مستوى خدمات العاصمة

وكان رئيس الوزراء د. جعفر حسان، أشار إلى عدة مشاريع تنموية تتعلق بالعاصمة، تشمل إطلاق مشاريع وطنية واستثمارية مهمة، وأخرى لتحسين مستوى الخدمات للمواطنين في قطاعات كالنقل والمياه والصحة والتعليم، وغيرها.

ولفت إلى أن هذه المشاريع، ليست فقط في مناطق أمانة عمان الكبرى فقط، بل تشمل مناطق محافظة العاصمة وبلدياتها من الموقر إلى الجيزة وناعور وسحاب وأم الرصاص وأم البساتين وحسبان والعامرية.

الحكومة جديدة بتطوير عمان 

رئيس لجنة محافظة العاصمة نبيل الخطيب، قال إن المشاريع الوطنية الاستثمارية الخمسة التي أعلن عنها، يؤكد جدية الحكومة بتطوير العاصمة، واعتبارها نقطة محورية في خططها التنموية، ومنحها وضعا خاصا لمعالجة كثير من التحديات، لا سيما بشأن الازدحام المروري والنمو السكاني والبنى التحتية.

وأضاف الخطيب، أن ما يميز المشاريع التي أعلنتها الحكومة، هو تنوع القطاعات المشمولة، أكانت بالنقل أو الصحة أو التعليم والسياحة والتعليم والمياه، مؤكدا أنها ليست إصلاحية بل هي إعادة تأهيل وتطوير، ما سينعكس على نمط حياة المواطنين مثل مشروع "التلفريك".

وأشار الخطيب الذي يشغل كذلك منصب النائب الأول لرئيس غرفة تجارة عمان، إلى أن الإعلان عن المشاريع يعتبر التزاما من الحكومة، ورغبة منها باستقطاب الاستثمارات وتحسين جودة المعيشة والحياة بالعاصمة.

وأكد أن تعهد الحكومة بتشغيل مطار عمان المدني في وقت قريب، سيكون الرافد الرئيس لنقل البضائع والركاب، وزيادة طاقته الاستيعابية، وتخفيف العبء على مطار الملكة علياء، وتشغيل خطوط من مختلف الوجهات العالمية نحو المملكة.

وأوضح الخطيب، أن القطار الخفيف بين "الزرقاء وعمان"، مشروع رائد وناجح يحتاجها الأردن، ما يسهم بتخفيف الازدحام المروري على الطرق، وتقليل كلف النقل ووقت التنقل، كما سيكون رافدا لقطاع النقل.

تعميق الشراكة بين القطاعين

من جانبه، أكد رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين أيمن العلاونة، أن حزمة المشاريع التي أعلنت عنها الحكومة في العاصمة، تعكس توجها جادا نحو تعميق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في إطار رؤية التحديث الاقتصادي، وتشير إلى مرحلة جديدة من التخطيط الاستثماري طويل الأمد في المملكة.

وأشار العلاونة، إلى أن هذه المشاريع التي تتوزع على قطاعات البنية التحتية والمياه والتعليم والخدمات العامة، تمثل ترجمة عملية لأولويات النمو المستدام وتحسين جودة الحياة في العاصمة، فضلا عن دورها بتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

وبين أن تنفيذ مشروع جسر المدينة الطبية، يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل والخدمات اللوجستية في عمان، بما يسهم بتخفيف الازدحام المروري وتعزيز الربط بين مناطق العاصمة، فيما تشكل مشاريع إعادة تأهيل شبكات المياه وإنشاء محطة معالجة المياه الصناعية، دعما مباشرا لجهود الأمن المائي والإدارة المستدامة للموارد.

وبين العلاونة، أن المشاريع التعليمية، وإنشاء المسلخ الحديث، تعكس حرص الحكومة على تحسين مستوى الخدمات العامة وفق أعلى المعايير بالشراكة مع القطاع الخاص الذي يمتلك الخبرات والقدرات الفنية والمالية اللازمة لإنجاز مثل هذه المشاريع الحيوية.

وأوضح أهمية تنشيط القطاع السياحي في العاصمة عبر مشاريع نوعية تسهم بإبراز الوجه الحضاري والتاريخي للمدينة، مشيدا بتوجه الحكومة نحو تدشين مشروع تلفريك جبل القلعة كإضافة سياحية مميزة، تعزز الحركة السياحية الداخلية والخارجية، وتحفز الاستثمارات في قطاعات الضيافة والخدمات والسياحة الثقافية.

وأكد العلاونة أن مجتمع الأعمال ينظر بإيجابية إلى توجه الحكومة، لتفعيل أدوات الشراكة الحقيقية بين القطاعين، مبينا أن هذه المشاريع، تمثل أنموذجا واقعيا لتجسيد أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، داعيا لاستمرار العمل بروح الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.

تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة

بدوره، قال ممثل القطاع المالي والمصرفي في غرفة تجارة الأردن فراس مروان سلطان، إن هذه المشاريع، تتناغم مع رؤية التحديث الاقتصادي بتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، بخاصة فيما يتعلق بتحسين البنية التحتية وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الخاص، فضلا عن توفير فرص عمل جديدة للشباب الأردني.

وأوضح سلطان، أنه وعبر التطوير في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية في عمان، ستسهم الحكومة بخلق بيئة استثمارية جاذبة، ما سيعود بالنفع على القطاع المالي والمصرفي الذي يعتبر محركا أساسيا للاقتصاد الوطني، علاوة على تعزيز من دور عمان كمركز اقتصادي رئيسي في المنطقة.

وأكد أن هذه المشاريع الحكومية، تبعث برسالة قوية للمستثمرين المحليين والدوليين بأن عمان مستعدة لاستقبال مزيد من الاستثمارات، بما يسهم بتنشيط الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

افتتاح مطار عمان بماركا 

من جهته، أشار المختص بالشأن الاقتصادي منير دية، إلى أن افتتاح مطار عمان المدني في ماركا بعد توقف دام لسنوات، سيكون له أثر كبير بتطوير منظومة النقل الجوي ودعم قطاع السياحة، وجذب الاستثمارات السياحية وعودة شركات الطيران العالمية منخفضة التكاليف التي تسهم على نحو كبير بزيادة أعداد الزوار وترفع تنافسية المملكة.

وبين دية، أن المطار سيسهم بزيادة الدخل السياحي، بحيث سيكون للمناطق السياحية في العاصمة والمناطق المحيطة بها، فرصة كبيرة لاستقطاب السياحة العالمية، والتعرف على وسط المدينة بالتزامن مع إنشاء تلفريك "جبل القلعة".

وقال إن التلفريك سيكون له أثر كبير بانتعاش السياحة الداخلية والخارجية في العاصمة، ما سيدفع الحركة الاقتصادية للازدهار، بزيادة فرص الاستثمار السياحي، سواء إقامة الفنادق المتوسطة أو الصغيرة في جبال عمان، وكذلك المطاعم والمقاهي ومحلات بيع التحف والهدايا والعديد من الفعاليات الترفيهية.

وأضاف، إن تعزيز شبكة الطرق والنقل العام بإقامة مشاريع مثل جسر صويلح ناعور، بالشراكة مع القطاع الخاص، وتوسيع شبكة النقل بين المحافظات، وإقامة مشروع القطار بين عمان والزرقاء مرورا بمطار الملكة علياء، باستخدام الخط الحجازي بعد تطويره، سينعكس إيجابا على تطوير خدمات النقل العام والخدمات المقدمة للمواطنين في قطاع النقل والمواصلات.

وأكد أن الاهتمام بقطاعي الصحة والتعليم، يمثل ركيزة أساسية في حياة المواطن المعيشية، وأن إعلان الحكومة عن إقامة عشرات المدارس في العاصمة، سيحسن جودة التعليم ويخفف الاكتظاظ وتوفير بيئة تعليمية مناسبة.

وأشاد دية بقرار توسعة مستشفى البشير، وإقامة مراكز صحية جديدة، تعد خطوة مهمة لتأمين المواطن بخدمات الرعاية الصحية المناسبة.

جسر يصل شمال المدينة بجنوبها 

من ناحيته، قال أمين سر غرفة التجارة الأوروبية في الأردن فواز قطان، إن إنشاء الجسر العلوي الواصل بين شمال عمان وجنوبها، من المشاريع البارزة، كونه سيسهم بمعالجة الازدحام المروري ويسهل حركة النقل.

وشدد طوقان، على ضرورة وجود طرق بديلة دائرية، تربط المناطق المحيطة بالشارع، ما يؤدي لتطوير تلك المناطق، ويرفع من سوية الخدمات للمواطنين، لافتا أيضا إلى مشاريع الفاقد المائي الذي تعاني منه العاصمة، عبر القيام بإعادة تأهيل شبكات المياه، خاصة المناطق القديمة التي اهتلكت الشبكات فيها، علاوة على مشاريع أخرى مهمة، كالاستثمار بالتعليم وحماية البيئة الصناعية.

وأكد قطان، أن هذه المشاريع حيوية للاقتصاد الوطني، وذات تأثير مباشر على قطاعات حيوية كالسياحة والصناعة والبيئة.-(بترا)