أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

مشاريع الإقراض الزراعي تفتح آفاق الحياة لرافضي العيش ببوتقة البطالة

 الغد-عبدالله الربيحات

عجلون- جرش- لم يجد عصمت الربضي (32 عاما)، أمامه، خيارا آخر سوى التقدم للحصول على قرض زراعي، بعد أن باتت الأبواب كافة مغلقة أمامه، عقب تخرجه في كلية الحقوق بالجامعة، رافضا الوقوف الى جانب آلاف الأردنيين في قوائم ديوان الخدمة المدنية.
الربضي، قرر إنشاء مزرعة للأبقار قبل سنتين في قرية "دير ابراك" في عجلون، أقيمت على أربعة دونمات يديرها مع جميع أفراد أسرته، قبل أن يتوسع في مشروعه الذي بدأه بقرض من مؤسسة الإقراض الزراعي، قيمته 50 ألف دينار، ساعده على شراء 30 رأسا من الأبقار أصبح عددها الآن 160 رأسا، تنتج طنين من الحليب يوميا.
لم يتوقف الربضي عند هذا الحد، بل طور المشروع من خلال قروض أخرى مكنته من شراء مستلزمات مشغل ألبان، ليبدأ عملية التسويق داخل عجلون؛ حيث ينتج الجبنة الطرية والمالحة والمغلية واللبنة بالزيت واللبن والزبدة والجميد والسمن البلدي، قبل أن يتجه لفتح محل لعرض هذه المنتجات للبيع المباشر ومركز للتسويق.
وبحسب الربضي، فإن مزرعته التي أنفق عليها حوالي مائة ألف دينار، تنتج أفضل منتجات الألبان والأجبان، وهو بصدد تطويرها وتوسيعها واللجوء مرة أخرى للمؤسسة من أجل الحصول على قرض آخر لزيادة عدد الأبقار.
أما المزارع القديم في جرش، محمود الصمادي، وهو صاحب مشروع "حارتنا للألبان"، الذي مولته مؤسسة الإقراض الزراعي، بقيمة 10 آلاف دينار لشراء أغنام ولتأسيس مشروع ألبان وأجبان ومخللات، فأكد أنه بـ"الصبر والإرادة ودعم مؤسسة الإقراض استطعت تغيير مجرى حياتي".
وأضاف، أنه يعتمد على البيع المباشر لمنتجاته في جرش وعجلون وعمان، مشيرا الى أن المشروع يوفر له أرباحا جيدة تصل إلى 1000 دينار شهريا، كما يوفر فرص عمل لخمسة من أفراد عائلته، والإعانة في تدريسهم في الجامعات، مثمنا دور مؤسسة الإقراض الزراعي لمساعدته ليرى مشروعه النور.
ويعد القطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني، من أهم القطاعات الإنتاجية على مر العصور، كونه نظام حياة وأسلوب معيشة ومصدرا للدخل، إلى جانب أنه نظام أمن غذائي وأحد محاور التنمية وقاعدة اقتصادية للتنمية في الريف، ويعد من مداخل مكافحة مشكلتي الفقر والبطالة.
كما تعد المشاريع الصغيرة من مداخل مكافحة الفقر والبطالة، وهي الأمل والمستقبل للعديد من الأسر الأردنية في الريف والبادية، كما أنها وسيلة لتحفيز التشغيل الذاتي والعمل الخاص، كما تشكل حيزا مهما من النشاط الاقتصادي وزيادة دخل الأسر في الأرياف والبوادي بسبب انتشارها الواسع في المحافظات.
مؤسسة الإقراض الزراعي، نظمت الخميس الماضي، جولة ميدانية لـ"الغد"، في منطقتي جرش وعجلون، تضمنت زيارات لأبرز المشاريع التي مولتها، وتعد من المشاريع المشغلة للأيدي العاملة الأردنية من الجنسين.
وتضمنت الجولة أكبر مشروعين لتصنيع الألبان مولتهما المؤسسة ويحققان نجاحات وأرباحا تحسن المستوى المعيشي للأسر وتساعدها على توسيع مشاريعها لتشغيل الأيدي العاطلة عن العمل بمناطق الريف والبادية الأردنية.
وتقدم المؤسسة، بحسب القائمين عليها، قروضا ميسرة بفوائد بسيطة، إضافة الى عملية تدريب سيدات المجتمع المحلي على أحدث أساليب الإنتاج بطرق بسيطة مع الأخذ بالاعتبار طرق سلامة التصنيع ومطابقته للمواصفات حسب أسس علمية صحيحة من خلال تنفيذ دورات تدريبية في مختلف مناطق المملكة لتدريب ربات البيوت على عملية التصنيع وتشجيع المبادرات الفردية لإحياء وإنتاج أكلات شعبية وبيعها للمستهلك لوجود إقبال على شراء مثل هذه المواد الغذائية.
ومن جهته، بين مدير فرع الإقراض الزراعي في محافظة عجلون، المهندس غالب الخوالدة، لـ"الغد"، أن الخطة الإقراضية لفرع عجلون خلال 2018 بلغت 1.4 مليون دينار، بحيث تم تمويل 95 مشروعا خلال الربع الأول من العام الحالي، بقيمة 550 ألف دينار لعدد من المشاريع النباتية والحيوانية والتصنيع.
وبلغت قيمة المشاريع المدرة للدخل (الفقر والبطالة) خلال الربع الأول من العام الحالي قرابة 180 ألف دينار، استفادت منها حوالي 50 عائلة ريفية، وتم منح 115 ألف دينار قروضا بدون فائدة لمربي الأغنام خلال العام الماضي.