أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2018

مصداقية الحكومات* زيان زوانة
مصداقية السياسيين تعني حياتهم السياسية ، فإما تستمر بفضلها وإما تنتهي بسببها . خسر الرئيس الأمريكي بوش الأب انتخابات رئاسته الثانية بسبب وعده الناخبين بأنه لن يرفع الضرائب ، لكنه بعد فوزه رفعها ،  فعاقبه الناخبون وخسرّوه . والرئيس ترامب ، مع كلّ ما يحيط به وبأسلوبه في الحكم ، يحاول الوفاء بوعوده التي قطعها للناخب الأمريكي أثناء حملته الإنتخابية ، على الرغم مما يبدو من آثار سلبية لها  .
لا أدري إن كانت الحكومات الأردنية مدركة لأهمية " مصداقيتها " أمام المواطن الأردني ، الذي إمّا أن يساندها بتحمله نتائج قرارتها ، وإما أن يعلن عدم ثقته بها ، ومثالا على هذا ما دار خلال الأيام الماضية عن  مؤسسة الضمان الإجتماعي واستثماراتها ، وما يتصل بوعود الحكومات حول إصلاح الإقتصاد والمالية العامة ووقف الدعم عن معظم السلع وتحرير سوق المحروقات النفطية بهدف تخفيض عجزالميزانية والدين العام ، ومثلها إصلاح قطاع النقل والتعليم وغيرها .
في مقال في صحيفة " الغارديان " البريطانية كتبه غاري يونغ بمناسبة مرور خمس عشرة عاما على الحرب على العراق وأثرها على الحياة السياسية في بريطانيا ، يشير فيه إلى أن أضخم مسيرة في تاريخ بريطانيا ، سارت لتقول لحكومة حزب العمال ورئيسها آنذاك " توني بلير " أن الشعب البريطاني يرفض الحرب على العراق ، بينما أيد المسيرة وخاطبها بذلك عضو حزب العماّل نفسه " جيريمي كوربن " . 
ومرّت السنوات ليتبين ما سببته  الحرب من ويلات  ، ترشح خلالها جيريمي كوربن لرئاسة الحزب وكرر موقفه الرافض للحرب ، ونجح ، ولم يتمكن معارضوه من حزبه ، حتى الآن من الإطاحة به  لعدم وجود مرشح رفض الحرب مثله ، هذا بينما الرئيس السابق للحزب والفائز برئاسة الوزراء  لثلاث فترات " توني بلير" لا يستطيع أن يلقي خطابا أمام أعضاء الحزب حتى الآن ، بسبب موقفه من الحرب مشاركة وتدليسا ، وعدم استماعه لرأي البريطانيين . ويشير الكاتب أيضا إلى أن 60% من البريطانيين فقدوا ثقتهم في حكوماتهم ، وأن السياسيين البريطانيين يجدون صعوبة في إقناع المواطن البريطاني بأبسط الأمور ، بسبب عدم مصداقيتهم معه .
المواطن الأردني كالمواطن البريطاني والأمريكي وكأي مواطن آخر في العالم ، لكن هل حكوماتنا من طينة أخرى غير طينة حكومات العالم ؟