أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Jan-2017

اوضاع صعبة للعاملين في قطاع صناعة السيارات الأمريكي المتأثرين بالعولمة

أ ف ب: شهدت ديترويت، عاصمة صناعة السيارات الأمريكية، نزيفا حقيقيا على صعيد الوظائف خلال العقود الأخيرة، على وقع موجات تسريح شكلت خطرا على وضع العمال، ركيزة الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة.
حين علمت جانيت باركر (46 عاما)، بعد مرورها بفترة إرهاق، أن شركة «فورد» سوف توظفها، ظنت أنها بداية حياة مهنية خالية من الضغوط والتوتر، غير أن آمالها تبددت بعد ثماني سنوات. تقول جانيت، وهي أمريكية سوداء تعمل في مصنع لشركة «فورد» من غير أن يتم تثبيتها في وظيفتها حتى الآن، ان «الأمور تغيرت كثيرا، وإلى الأسوأ، هذا ما ألاحظه أيضا بالنسبة لزوجي» الموظف في شركة «فيات كرايسلر» منذ 25 عاما. وهي تعاني بشكل متزايد من الغموض المحيط باستمرارية عملها، لا سيما وأن جميع المساعي التي قامت بها بدعم من «اتحاد عمال السيارات» لتحسين اوضاعها لم تأت بنتيجة. وقالت «لو لا زوجي لكنت استخدمت دراجة هوائية. لدي زملاء يجدون صعوبة في شراء سيارة فورد». بدأ وقف تشغيل العاملين في قطاع صناعة السيارات الأمريكي، الذي ساهم في ازدهار الطبقة الوسطى، في العام الفين وتسارع في 2009 مع انهيار «المجموعات الثلاث الكبرى» لصناعة السيارات.
في تلك السنة اعلنت «جنرال موتورز» و»فيات كرايسلر» اللتان تشكلان القلب النابض للاقتصاد في هذه المنطقة الصناعية في ميشيغان (شمال) إفلاسهما، في حين الغت «فورد» آلاف الوظائف واغلقت عدة مصانع. وقال مايكل غيليكن، المسؤول عن الفريق الذي ينتج سيارات البيك آب «اف-150» في المصنع «كان مصنعنا يعمل بكل طاقاته»، لكن اعتبارا من العام 2005 تم الغاء الساعات الاضافية وهذا كان أول إشارة إلى تغير الأوضاع. وشيئا فشيئا بدأت الادارة تلغي المنافع كوجبات الطعام المجانية ومراكز التدريب، التي أقنعت شباب المنطقة بالتخلي عن دراساتهم الجامعية للسير على خطوات الوالد او أحد الأقارب من خلال العمل في المصنع. وقال مايكل «كنا تحت وقع الصدمة. لم يكن احد مستعدا لذلك»، مشيرا إلى انه ارغم على التوقف عن العمل لثلاثة اشهر. وقال مايكل وهو اب لخمسة اولاد الذي سيحافظ على وظيفته بفضل سنوات الخدمة الطويلة «تراودك افكار فهل ابيع سيارتي؟ ومنزلي؟». في المقابل اضطر إلى القبول بتجميد راتبه وتعديل عقد عمله. اذا كانت أزمة العام 2008 قد أرغمت «المجموعات الثلاث الكبرى» على خفض إنتاجها، فان استخدام الآلات في الإنتاج وتراجع المنافسة بسبب التنافس الآسيوي واتفاق التبادل الحر في أمريكا الشمالية، الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، كلها عوامل تسببت باضرار كبيرة. وقال سكوت هولديسون الموظف في مصنع فورد في شيكاغو «ان اتفاق التبادل الحر ساهم في نقل الوظائف إلى الخارج وخفض الرواتب». اما مايكل غيليكن فقد دان «القرارات السيئة» المتخذة من كبرى الشركات في ديترويت، قائلا «لم نكن ننتج سيارات ذات نوعية في هذا البلد. كنا اخترنا الكمية على حساب النوعية وادرك اليابانيون هذا الأمر».
والنتيجة: اذا كانت «جنرال موتورز» و»فورد» تعتبران اهم شركتين لبيع السيارات في الولايات المتحدة، فان شركة «تويوتا» اليابانية تنافسهما، في حين ان «فيات كرايسلر» تتنافس مع شركتي «هوندا» و»نيسان» اليابانيتين. كما انتقد ايضا النشاط في جنوب البلاد حيث فتحت الشركات الأجنبية لصناعة السيارات مثل «فولكسفاغن» مصانع للإفادة من أجواء مناهضة للنقابات وفرض رواتب منخفضة. واذا سمح نهوض قطاع صناعة السيارات في الولايات المتحدة في 2012 باستقرار الوظائف، وأدى في 2015 إلى أول زيادة للأجور منذ عقد، فإن وضع العمال هو لم يتغير. على سبيل المثال يتقاضي شاب بين 14 و20 دولارا في الساعة، وليس لديه راتب تقاعد وغالبا ما لا يكون لديه تأمين صحي، وعليه الانتظار سنوات طويلة لتثبيته في عمله. وقال جيف براون، الذي يعمل في مصنع التجميع في فلات روك الذي اعلن استثمارا بقيمة 700 مليون دولار امام ضغوط دونالد ترامب «عندما بدأت عملي تم تثبيتي في وظيفتي بعد 90 يوما». ويبدو ان العمال الذين تم استجوابهم لكتابة هذه القصة قبلوا بالامر الواقع. وإذا كانوا لا يتعاطفون مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فانهم يؤيدون نزعته الحمائية المعلنة، على غرار جانيت باركر، التي توضح بان هذه السياسة قد تسمح لها بالحفاظ على وظيفتها على الأجل الطويل، رغم اوضاعها غير المستقرة.
وفي الاجمال ولاية ميشيغان صوتت لدونالد ترامب بعد كانت تصوت للحزب الديموقراطي طوال 28 عاما.