أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2017

« تجارة الحسنات» ... مـا رأي دائـرة الإفتاء؟*احمد حمد الحسبان

الدستور-منذ بداية شهر رمضان المبارك، وحتى اليوم تلقيت وما زلت مئات الرسائل من أصدقاء على صفحتي / الفيسبوك/ ، او من اشخاص ضمن قائمة الاتصالات على هاتفي، واحيانا من اشخاص لا اعرفهم ولا احتفظ بارقام هواتفهم، تدعوني الى تعميم نص معين كنوع من» فعل الخير» و» كسب الحسنات». 
 
وتركز تلك الرسائل على انه يمكنني الفوز بالثواب، وكسب ملايين الحسنات بمجرد» كبسة زر». كما تركز تلك الرسائل على بعض العمليات الحسابية التي توضح مقدار الحسنات التي اكتسبها في حال قمت بتعميم نص الرسالة التي وصلتني منهم، او قمت بقراءة الدعاء الذي وصلني. وتشير بعضها الى انني ساحوز ملايين الحسنات خلال دقائق معدودة. 
 
وترسم بعضها صورة للآخرة، وكيف تاتي الحسنات لترجح كفة من استجاب لمضمون الرسالة، وكيف تحسم مصيره باتجاه الجنة. 
 
وتتوسع بعض الرسائل في تفسير مسببات عدم ارسالها، حيث توضح انه» في حال لم تقم بارسالها فاعلم ان الشيطان قد منعك»، وتكتفي بعضها بنقل وجهة نظر مرسليها بانها أصبحت في عهدة متلقيها وانها» امانة في عنقه»، وانه مسؤول عن عدم ارسالها. 
 
تلك الرسائل تبدو مختلفة في نمطها عما كان سائدا قبل عدة عقود، وفي مرحلة ما قبل ظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت بعض الرسائل المطبوعة تنقل عن» الشيخ احمد» والذي يطلق على نفسه صفة» حامل مفاتيح الحرم»، وتبشر باجر عظيم وخير وفير لمن ينشرها، ومصائب وويلات لمن يهملها، ما يعني ان وسائل الاتصال الحديثة قد اثرت على هذا النوع من الرسائل من حيث الشكل والمضمون. 
 
من حيث المبدأ، لا اريد ان ادخل في الكثير من التفاصيل، بحكم اعترافي بانني غير مؤهل للفتوى في مثل هذه الأمور، غير انني اتوقف عند ظاهرة ان غالبية المرسلين لهذه الرسائل، من بسطاء الناس، ومن غير المؤهلين للحكم او الفتوى بمثل تلك القضايا التي تحتاج الى علم وخبرة ومعرفة، فالحديث عن الجنة والنار ـ كما اعرف ـ يحتاج الى عالم يستطيع ان يفتي وليس شخصا يستطيع نقل كل ما اعتقد انه صحيح، وكل ما ورده من الغير ولو من باب» حسن النوايا». 
 
فالغالبية من الذين يتعاملون بهذه الرسائل هم من الأشخاص المتدينين بالفطرة، والى درجة ان البعض يتلقى نفس الرسالة مئات المرات خلال يوم او بعض يوم من اشخاص وصلتهم بنفس الطريقة واعادوا ارسالها. 
 
اما البعد الآخر، فهو محاولة تبسيط مسالة الحصول على الحسنات، ولدرجة ان البعض يتحدث عن العملية بأسلوب حسابي يبعدها عن اطارها الروحاني، ومن خلال احاديث ضعيفة او حتى مشكوك بدقتها، او انها لم يرد ذكرها على السنة اشخاص معروفين بعمق علمهم وتعمقهم في الدين، او من مختصين في مواقع المسؤولية الدينية. 
 
بالطبع ليس لدي معلومة اذا كانت دائرة الإفتاء ـ كمرجعية مختصة ومسؤولة ـ قد تناولت مثل هذه الأمور، لكنني أرى انها وبكل الأحوال باتت معنية بتوضيح موقفها ورايها الشرعي منها ولو من قبيل مسؤوليتها في التعامل مع انتشار الظاهرة بشكل لافت. 
 
ما يشجعني على ذلك ان الدائرة انتهجت أسلوبا جديدا ومهما في التعامل مع الممارسات اليومية التي تهم الناس في حياتهم، وهو نهج تشكر عليه.