أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2017

الطاقة المتجددة :رحلة المستثمر في اختراق المستتر*هالة الزواتي

الراي-كنت قد كتبت العديد من المقالات حول رحلة عذاب المستثمر والراغب في تركيب نظام لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة وخاصة الكبيرة منها والتي تستخدم ما يسمى النقل بالعبور ؛أي أن يكون تركيب النظام في مكان واستخدام الكهرباء في مكان آخر، حيث اشرت الى أن رحلة المستثمر طويلة وشاقة ومليئة بالمفاجآت ،لا ينقصها التشويق حيث أنه وفي جميع محطاتها هناك جهه أو أكثر وجدت فرصة يمكن اقتناصها للاستفادة من ذلك المستثمر صاحب الحاجة ،سواء من خلال رسوم فرضتها أو إجراءات أمرت بها ،والمسكين أخي المستثمر ما عليه الا الإذعان ولسان حاله يقول «رضينا بالهم بس الهم ما رضي فينا»
 
وقد عاصرت مقالاتي هذه الرحلة بجميع محطاتها حتى وصلنا الى المحطة الأخيرة ( والله أعلم) وهي شبك نظام الطاقة المتجددة عبر نظام العبور على شبكة التوزيع. في هذه المحطة هناك تضارب واضح بالمصالح، والسلطة بيد طرف من طرفي المعادله، أما الطرف الآخر فهو الطرف الأضعف وهو أخي المستثمر أو المستهلك الراغب في شبك نظام الطاقة المتجدده. فعندما يَطلب المستهلك (المستثمر) والذي يرغب بربط نظام للطاقة المتجدده على شبكه شركة التوزيع، تحدد شركة التوزيع( وهناك ٣ شركات توزيع في الاردن-جميعها خاصة) نقطة الربط، وكلما ابتعدت هذه النقطة عن موقع النظام الشمسي كلما أثر ذلك سلبا على المستثمر مالك النظام ، فمن ناحية و كلما ازدادت المسافه يصبح ما يفقده من الكهرباء على الشبكة اكثر ومن ناحية أخرى فإن تكلفة الكيلومتر الواحد هي حو الي ٥٠ الف دينار.
 
بينما وفي المقابل وكلما ازدادت هذه المسافة كلما كان ذلك في مصلحة شركة التوزيع؛ فمن ناحية مطلوب من شركات التوزيع تعزيز شبكاتها لتخفيض الفاقد على شبكاتها وهو أمر تلزمها فيه هيئة تنظيم قطاع الطاقة، واصبحت هذه احدى الطرق التي تستخدمها بعض شركات التوزيع لتعزيز شبكات الضغط المتوسط الخاصة بها، وبدلا من أن تدفع هي الثمن يدفعه أخي المستثمر صاحب الحاجة ، ومن ناحية أخرى وبعد التركيب تؤول ملكية شبكة الضغط المتوسط وأي أجهزه يتم تركيبها من قبل المستثمر من أجل شبك النظام لشركة التوزيع ،مما يزيد في ممتلكاتها (assets) ومما يعني الزيادة في نسب ارباحها وبحسب الرخص الممنوحة لها حيث أن أرباح هذه الشركات تحتسب كنسبة من ممتلكاتها!.
 
اليوم لا حول للمستثمر ولا قوه الا أن يوافق على طلبات شركة التوزيع حتى وان كانت ظالمة ومستغله للموقف ، وفي العديد من الحالات سمعت بأن الشركة تصر على الشبك على بعد اكثر من ١٠ كيلومتر بالرغم من انها في البدايه أبدت الاستعداد على الشبك على نقطة قريبه ( كيلومتر أو اثنان مثلا).ولكن رفض المستثمر لهذا الطلب لن يضر احد سواه، ولهذا يضطر على الموافقه (مكره أخاك لا بطل) والا لن يتم ربط نظامه الشمسي.
 
ان كان احد اهداف استراتيجية الطاقة هو التوسع في تبني الطاقة المتجددة فلماذا نسمح بوضع العراقيل في وجه المستثمر الساعي لتبني هذه المشاريع؟.