عمان اكسشينج -
خلال الفترة من أواسط العام 2014 وحتى كتابة هذه السطور، يحتلّ النفط الأخبار العالمية، أسواقه وسعره ومنتجيه ومصدريه ومستورديه وأحوالهم المالية والإقتصادية والسياسية ، وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ، بحيث يمكن القول أن " النفط شاغل العالم " . من أقصى سعر برميله في منتصف العام 2014 الذي وصل أكثر من 100 دولار ، إلى بداية عام 2016 الذي انحدر إلى أقل من 30 دولارا ، وما بين الفترتين ، وما بين السعرين وحتى الآن ، تتأثر وما زالت ، اقتصادات الدول المنتجة والمصدّرة ، وكذلك المستوردة. ولإقليمنا ، ولدولنا العربية في الخليج العربي بالتحديد ، حصة الأسد التي حباها الله باحتياطيات هائلة منه ، فكانت في دائرة الضوء والأحداث.
سنستعرض في سلسلة من المقالات ، دور النفط وأثره على دولنا العربية والدول الإقليمية وعلاقاتها ، وعلى تشكيل حياة شعوبها ، وعلى الأحداث المفصلية التي مرت شعوبها بها ، وما زالت فصولها تتداعى حتى الآن .
يعتبر النفط وما يزال رافعة حياة الشعوب كما نراها الآن وخلال المائة عام الماضية ، وأحد دعائم النهضة الإنسانية الحديثة ، في نفس الوقت الذي ما زال يعتبر فيه أهم محركات الصراع العالمي بين القوى العالمية ، عندما تحركّت في مطلع القرن التاسع عشر ، بقيادة بريطانيا وفرنسا بداية ، لوضع الأقدام والعسكر على حقوله أينما دلت الإشارات على وجوده ، من الخليج العربي إلى إيران إلى إفريقيا وحتى دول أمريكا اللاتينية ، وليستمر ذلك ، بدخول أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى وما تلاها من حروب ، امتدت حتى احتلالها العراق في العام 2003 وما تبع ذلك من تفجيرات في الإقليم ، كان آخرها تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أثناء حملته الإنتخابية ، أنه كان واجبا على الإدارة الأمريكية التي احتلت العراق أن تستولي على نفطه مقابل حربها فيه .
يعتبر النفط أحد الأسباب الرئيسية التي اجتذبت عسكر أمريكا وبريطانيا لاحتلال وتخريب العراق وليبيا كما نراهما الآن ، بحيث تتنافس تسميتان للقرن العشرين ، أهو قرن النفط أم القرن الأمريكي ، والصحيح أنه لا اختلاف بين التسميتين .