أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2017

السياسة تدخل على خط النفط - 11*زيان زوانة
عمان اكسشينج - 
بشراكة الدول المنتجة المصّدرة للنفط  مع شركات النفط العملاقة ، بدأت مرحلة تارخية جديدة  تقترب ، أهم ملامحها ، أن تحديد إنتاج النفط وسعره لم يعد أمرا تحتكره  الشركات، وأن مطالب الدول المنتجة والمصدرة للنفط لم تتوقف اعتبارا من ثورة الفاتح من أيلول / سبتمبر 1969  ، ما جعل الإدارة الأمريكية تلتفت لعلاقة الملف النفطي بأمنها القومي وسياساتها ، مدركة ضرورة التنسيق مع بقية حلفائها.
 
فأثناء زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لطهران ، طلب الشاه مشاركة أكبر في العمليات الإنتاجية  لشركات النفط العملاقة العاملة على الأراضي الإيرانية ، وضرورة أن ترفع إنتاجها لتزيد عائدات الخزينة الإيرانية ( لتمويل مشاريع الشاه في ذلك الوقت) مقابل تمديد اتفاق إيران معها لمدة خمسة عشر عاما اعتبارا من العام 1979. ووافق الرئيس الأمريكي على عرض الشاه . وكانت نتيجة ذلك انتقال الشركات بطريقة أو بأخرى من دورها التقليدي الذي سارت عليه لعقود ، لتصبح مجرد وكيل لإيران بما يحمله ذلك من انتهاء دورها المعهود في التأثير على السعر لتحل محلها الحكومة الإيرانية .                                     
 
في نفس الوقت ، بدأت المملكة العربية السعودية وبعد أن أمنّت حقها بالمشاركة في الشركات العملاقة على أراضيها بنسبة 51% ، بدأت ُتظهر بوادر ضرورة ربط سياستها النفطية بتقدم حلّ لقضية الصراع العربي الإسرائيلي.
 
ففي بداية العام 1973 كّلف الرئيس الأمريكي نيكسون فريقا من إدارته بدراسة هذا الملف وأثره على الأمن القومي الأمريكي . كذلك ، كلفّ هنري كيسنجر ، مستشاره للأمن القومي بجس نبض الحلفاء والتنسيق معهم حول ذلك ، وأرسل الرئيس الأمريكي في آذار من العام 1973 مشروعا إلى الكونجرس يطالب فيه بمبادرات لترشيد استهلاك الطاقة والتوسع في الإنتاج النفطي المحلي وإعادة النظر في الهيكل التنظيمي الأمريكي المتعلق بالنفط ، وفي الأثناء زيادة المستوردات النفطية للسوق الأمريكي.
 
وظهر تيارا أمريكيا يعارض ذلك ، ويعتبر أن الملف النفطي يعتمد على العلاقة الثنائية الأمريكية مع الدولة المنتجة والمصدّرة ، ويطالب بضرورة توثيق العلاقة الدفاعية والسياسية والتجارية مع المملكة العربية السعودية ، والوقوف على رأيها بخصوص حلّ الصراع العربي الإسرائيلي ، بينما عارضه تيارا أمريكيا ثالث ، واعتبره سياسة تفتقر للحكمة من الجانب الأمريكي ،  وتحمّل الجانب السعودي مخاطر هم بغنى عنها .
كلّ ذلك ، ولم يكن أحد يعرف بما يحمله شهر أكتوبر / تشرين الأول من مفاجآت.