في الأسبوع الماضي بدأت شركة تسويق النفط العراقية «سومو» مشاورات مع التجار بشأن خططها للتحول إلى الاعتماد على بورصة دبي للطاقة لتسعير شحنات خامها المتجهة إلى آسيا، بدلا من التسعير على أساس تقييمات وكالة «بلاتس»، التي تستخدمها بغداد ومنتجو النفط من جيرانها في الشرق الأوسط السعودية والكويت وإيران منذ عشرات السنين.

وتؤثر الخطوة على أسعار ما يزيد على 12 مليون برميل يوميا من خام الشرق الأوسط المبيع في آسيا، وقد تمثل تحديا لدور السعودية أكبر مُصَدِّر للنفط في العالم. وتتبع الدول التي تنتج كميات أقل في العادة تسعير المملكة.

يأتي تحول ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول، والذي يهدف إلى تعزيز الإيرادات من صادرات النفط في وقت تنخفض فيه أسعار الخام، بعد سنوات من المحادثات مع بورصة دبي للطاقة، التي تجري محادثات أيضا مع شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو السعودية» حسب مصادر في قطاع النفط الخليجي.

لكن من غير المرجح أن تتحول «أرامكو» عن الاعتماد على تقييم «بلاتس» قريبا.

وقال مصدر في القطاع «يجب أن تُظهر بورصة دبي للطاقة أنها بورصة موثوق بها للأسعار». وقال مصدر ثان ان تحرك «أرامكو» صوب بورصة دبي للطاقة غير مطروح في الوقت الحالي، في حين قالت «أرامكو» أنها لا تعلق على شائعات أو تكهنات. وتقول مصادر في القطاع ان تحرك العراق يتوقف على مشاورات مع عملائه. وقالت المصادر ان بغداد طلبت الرد من العملاء بشأن الخطة بحلول 31 أغسطس/آب، وأن بعض شركات التكرير قد ترفض المقترح.

وإذا نجح الأمر فإن التحول سيسري في يناير/كانون الثاني 2018.

ومن غير المتوقع ألا تحرك «بلاتس» ساكنا في الوقت الذي تهيمن على تسعير النفط في السوق الحاضرة، إذ قال مصدر فيها طلب عدم نشر اسمه «تسعيرنا يحظى بفهم جيد وقبول واسع. واثقون من قدرتنا على درء المنافسة».

ويقول تجار يؤيدون التحول إلى بورصة دبي للطاقة، وهي مشروع مشترك بين مجموعة «سي.ام.إي» وحكومتي سلطنة عمان ودبي، ان التسجيل والتداول في البورصة أسهل مقارنة مع «بلاتس» التي لديها معايير أكثر صرامة.

وتقول مصادر في القطاع أن من غير المرجح أن تغير الكويت آلية تسعير خامها في آسيا قبل أن تقوم الرياض بأي خطوة.

واعتمد منتجو النفط في الشرق الأوسط لعشرات السنين على سعر البيع الرسمي للخام السعودي كمرجع في تحديد سعر بيع خامهم شهريا. ويحدد سعر البيع الرسمي للخام السعودي الاتجاه العام لأسعار النفط الإيرانية والكويتية والعراقية.

وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني ان إيران، ثالث أكبر منتج في «أوبك»، ستراقب أيضا تحركات المنتجين الآخرين. وأضاف «أي تغيير في نظام التسعير الإيراني سيعتمد على دراسة كاملة، وأيضا على التغييرات في أنظمة التسعير لمنتجي النفط الخام الرئيسيين مثل السعودية والكويت».

وقال مصدر في القطاع ان شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» قد تدرس إجراء تحول، لكن بورصة دبي للطاقة ليست بالضرورة خيارها الوحيد.

وتستخدم «أدنوك» آلية للتسعير بأثر رجعي، وقد تحتاج بدلا من ذلك إلى التحول إلى التسعير الاستباقي، في الوقت الذي تهدف فيه إلى أن تصبح شركة أكثر تنافسية والتركيز على العمل على أسس تجارية بحتة.