توقّع مكتب الإحصاء التايواني، الجمعة، أن يسجّل اقتصاد تايوان - المعتمد بقوة على التكنولوجيا - أسرع وتيرة نمو له منذ 15 عاماً، مستفيداً من الطفرة العالمية في الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الآفاق المستقبلية.

 

ورفع المكتب تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 7.37 في المائة مقارنة بـ4.45 في المائة في توقعات أغسطس (آب)، وهو أعلى مستوى منذ عام 2010 حين بلغ النمو 10.25 في المائة، حسب المديرية العامة للميزانية والمحاسبة والإحصاء، وفق «رويترز».

 

وتعزّزت مكانة تايوان في سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي العالمية بفضل دورها المحوري في تصنيع الرقائق المتقدمة لشركات كبرى مثل «إنفيديا» و«بل»، إضافة إلى ريادة شركة «تي إس إم سي» بصفتها أكبر منتج في العالم للرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

 

وقال المحلل كيفن وانغ من شركة «تايشين للاستشارات الاستثمارية»: «النمو تجاوز التوقعات نتيجة الطلب القوي على خوادم الذكاء الاصطناعي، مع مواصلة شركات الخدمات السحابية الأميركية تعزيز نشاطها التنافسي».

 

ورغم قوة الزخم الحالي، تتوقع الوكالة تباطؤاً نسبياً في عام 2026 بسبب المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية الأميركية. وتخضع صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة لتعرفة تبلغ 20 في المائة، بينما تحاول تايبيه التفاوض لخفضها، مع استثناء أشباه الموصلات من هذه الرسوم حتى الآن.

 

وأضافت الوكالة: «لم يكن للرسوم الجمركية تأثير ملموس هذا العام، لكن تأثيرها المحتمل في العام المقبل يبقى غير مؤكد».

 

ورفع مكتب الإحصاء توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2026 إلى 3.54 في المائة بدلاً من 2.81 في المائة سابقاً.

 

وأشار وانغ إلى أن الأداء الاقتصادي القوي يعزز التوقعات ببقاء البنك المركزي التايواني على سياسة نقدية مستقرة، مع الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في ديسمبر (كانون الأول)، تماشياً مع توجّه الكثير من البنوك المركزية العالمية نحو التيسير.

 

كما توقعت الوكالة نمو الصادرات في 2026 بنسبة 6.32 في المائة، وأن يبلغ التضخم (مؤشر أسعار المستهلك) 1.61 في المائة، أقل من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة وأدنى قليلاً من توقعاتها السابقة عند 1.64 في المائة.

 

كذلك، رفعت الوكالة تقديراتها لنمو الربع الثالث إلى 8.21 في المائة مقارنة بتقديرات أولية بلغت 7.64 في المائة.