أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-May-2018

تفاؤل المستثمرين بإمطار أسعار الذهب الأسود .. ذهبا لامعا

 فايننشال تايمز - 

يتوقع مستثمرو أكبر شركات النفط والغاز في العالم أن تهبط عليهم الثروات بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، في الوقت الذي يتجه فيه القطاع نحو تحقيق أقوى أداء مالي له منذ عقد من الزمن، وفي الوقت نفسه المحافظة على سيطرة متشددة على الإنفاق.
 
منذ فترة بدأت شركات مثل توتال وبريتيش بتروليوم تطبيق برامج إعادة شراء الأسهم، وتستعد شركة رويال داتش شل لتحذو حذوهما في إشارة إلى أن القطاع يبذل جهودا قوية من أجل تحسين عوائد المستثمرين، في الوقت الذي يسترد فيه الذهب الأسود عافيته بعد فترة ركود طويلة.
قالت ليديا رينفورث، المحللة لدى بنك باركليز، في تقرير قال "إن شركات النفط والغاز المتكاملة في أوروبا، هي في سبيلها إلى توفير فائض من التدفق النقدي الحر للمرة الأولى منذ عام 2008: "الإمدادات من السوق النفطية أقل من قبل، على اعتبار أن من المناسب الآن احتساب بعض أجزاء الربحية المتوقعة على الأقل التي يتسبب فيها ارتفاع الأسعار".
كما تستفيد أيضا الشركات الأمريكية، مثل إكسون موبيل وشيفرون، من هذا الارتفاع الأسرع من المتوقع هذا العام في أسعار النفط بسبب ارتفاع الطلب العالمي، واضطرابات التوريد من فنزويلا، والتوترات السياسية في الشرق الأوسط.
وصل خام برنت، وهو الخام المرجعي الدولي، إلى سعر 80 دولارا للبرميل في الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عام 2014.
تحقق كثير من شركات إنتاج النفط مزيدا من الأرباح النقدية الحرة بالأسعار الحالية أكثر مما حققت عندما كان سعر النفط 100 دولار للبرميل، قبل تعرض السوق للانهيار قبل أربع سنوات.
السبب في ذلك هو تخفيضات التكاليف الحادة خلال فترة الركود، مع انخفاض متوسط تكاليف النفقات التشغيلية للبرميل الواحد بنحو الثلث، وانتصاف تكاليف تطوير الآبار منذ عام 2014.
تستطيع معظم شركات النفط الكبرى الآن تغطية توزيعات الأرباح والنفقات الرأسمالية بأسعار 50 دولارا للبرميل، ما يعني أنه بسعر 80 دولارا للبرميل، تحقق الشركات فائضا جيدا.
بعد قضاء فترة الركود في صراعات من أجل موازنة الدفاتر، يحاول المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط الآن التكيف مع بيئة جديدة يواجهون فيها خيارات تتعلق بكيفية استخدام النقدية الفائضة.
كانت الرسالة الواردة من معظم الشركات ثابتة: لن تكون هنالك عودة إلى هذا النمط من الإنفاق المنفلت من عقاله في الحقبة التي وصل فيها سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل. بدلا من ذلك، تركز الشركات على تخفيض الديون وعائدات المساهمين.
ارتفعت الديون ارتفاعا حادا خلال فترة الركود عندما كانت الشركات تقترض لتفادي خفض توزيعات الأرباح والرفع المالي يظل مرتفعا.
على سبيل المثال، عملت شركة شل على تقليص صافي الديون بنحو غشرة مليارات دولار خلال العام الماضي، لكنها لا تزال مدينة بمبلغ 66 مليار دولار، وهو ما يعني نسبة ديون إلى رأس المال تبلغ 25 في المائة.
أشارت جيسيكا أُول، كبيرة الإداريين الماليين في شركة شل، الشهر الماضي إلى أنها تريد أن تكون نسبة ديون الشركة إلى قيمة أسهمها العادية نحو 20 في المائة، قبل إطلاق برنامج إعادة شراء الأسهم الموعود بقيمة 25 مليار دولار.
الارتفاع الأخير في أسعار النفط عمل على زيادة توقعات المستثمرين بأن هذا سيحدث في النصف الثاني من هذا العام.
قالت شركة بريتيش بتروليوم هذا الشهر "إنها هي أيضا تعطي الأولوية لتخفيض الديون بعد إعلانها عن زيادة بنسبة 71 في المائة في أرباح الربع الأول".
إلا أن بريان جيلفاري، كبير الإداريين الماليين، قال "إن الشركة ستبدأ النظر في الخيارات المتاحة من أجل مزيد من عمليات إعادة شراء الأسهم، أو زيادة توزيعات الأرباح بعد تحسن الميزانية العمومية في النصف الثاني".
وقال جيلفاري "إن شركة بريتيش بتروليوم لا تزال عازمة على خفض نقطة التعادل لديها بشكل أكبر لتصل إلى أقل من 40 دولارا للبرميل بحلول عام 2021. كما قدمت شركة إكوينور النرويجية التي كانت تعرف سابقا باسم "شتات أويل"، التزاما مماثلا".
قال إلدار سايتره، الرئيس التنفيذي، لصحيفة فاينانشيال تايمز "التكاليف آخذة في التراجع والكفاءة آخذة في الازدياد في جميع أجزاء أعمالنا، ونحن قادرون على الحفاظ على ذلك".
من المتوقع أن تعمل زيادة الإنفاق من جانب شركات النفط الوطنية في آسيا والشرق الأوسط على رفع النفقات الرأسمالية على نطاق الصناعة بنسبة 11.5 في المائة هذا العام، وفقا لبحوث من وكالة بي إم آي.
مع ذلك، شركات النفط الدولية المدرجة في البورصة مثل شل وبريتيش بتروليوم في سبيلها إلى مقاومة هذا التوجه من خلال انخفاض مشترك نسبته 1.1 في المائة.
هذا علامة على نهج انتقائي متزايد للمشاريع الجديدة، مع مواصلة العمل في المشاريع الأكبر ربحية بعد أن تم تقليص التكاليف.
على سبيل المثال، شركة شل خفضت ميزانيتها إلى النصف لمشروع التطوير كايكياس في خليج المكسيك، قبل إعطائها الضوء الأخضر للمضي قدما في هذا المشروع العام الماضي، من خلال تبسيط التصاميم وإجراء مساومات مع الموردين.
قال أندرو سمارت، العضو المنتدب في هيئة الطاقة أكسينتشر "تشهد الصناعة تحولا جوهريا في العقلية".
"خلال الفترة التي وصلت فيها أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، لم يكن هنالك أي شيء صعب فوق الحد أو مكلف فوق الحد، فكل هدف كان يستحق السعي إلى تحقيقه. تقوم الشركات الآن بتعريض الاستثمارات لدقة ورقابة تجارية أكبر بكثير".
بعد تجاوزات التكاليف الكبيرة في المشاريع الضخمة مثل كاشاجان في كازاخستان وجورجون في أستراليا على مدى العقد الماضي، كان هنالك تحول نحو المشاريع الأصغر حجما والأقل تعرضا للمخاطر.
يجري تجنب استكشاف التخوم في المناطق غير المطورة لمصلحة المشاريع "المتجددة" - مشروع كايكياس في شركة شل على سبيل المثال - بالقرب من الحقول الموجودة مع موارد مجربة وبنية تحتية ثابتة.
بلغ متوسط ميزانية المشاريع الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج التي ووفق عليها العام الماضي 2.7 مليار دولار، القيمة الأدنى منذ عقد من الزمن ونصف المتوسط الذي أُنفِق خلال تلك الفترة الزمنية بقيمة 5.5 مليار دولار، وفقا لشركة وود ماكينزي الاستشارية.
قال أحد مديري الصناديق الذي تقتني شركته كميات كبيرة من أسهم "شل" و"بريتيش بتروليوم"، "تشير الشركات إلى المستثمرين إلا أنها ليست بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات من أجل تحقيق النمو في الإنتاج".
الاستثناء الوحيد لهذا الانضباط هو شركة إكسون موبيل، التي زادت من نفقاتها الرأسمالية بنحو الربع منذ عام 2016، ووافقت في العام الماضي على تنفيذ مشروع ليزا الضخم بقيمة 4.4 مليار دولار في غيانا، كجزء من الجهود المبذولة لتحسين آفاق النمو البطيء لديها.
لم يكافئ المستثمرون هذا النهج حتى الآن. فقد انخفضت أسهم شركة إكسون موبيل بنسبة 3 في المائة هذا العام، مقارنة بزيادة نسبتها 10 في المائة في مؤشر ستاندرد آند بورز للنفط العالمي.
يشعر بعض المحللين بالقلق من أن تقييد الإنفاق قد يكون مبالغا فيه. قال أنجوس رودجر، مدير البحوث في شركة وود ماكينزي "السؤال المهم هو ما إذا كان إنفاق الصناعة كافيا بالفعل. لا يمكننا الاعتماد على المشاريع الصغيرة إلى الأبد".
يقول آخرون "إن الميزانيات المتشددة ستكون هي الوضع الطبيعي لأن شركات النفط والغاز الرئيسية تواجه منافسة متزايدة من وفرة الموارد الخاصة بالصخر الزيتي الأمريكي، إضافة إلى التحول طويل الأجل إلى تكنولوجيات أنظف مثل الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية".
قال سمارت "تحتاج الشركات إلى الحفاظ على أقصى قدر من المرونة للتنافس مع الزيت الصخري، والحد الأقصى من الارتفاع المالي لبناء نماذج أعمال جديدة. نحن الآن نعيش نموذجا مختلفا جدا في هذه المرحلة عن دورات النفط السابقة".