أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-May-2022

6400 سيجارة سنوياً حصة الفرد.. رقم مرعب!*علاء القرالة

 الراي 

إليك أن تتخيل أن الأردن يحتل المرتبة الأولى عربياً بالتدخين ويعتبر من أكثر دول العالم إنفاقاً على شراء السجائر مقارنة مع عدد السكان، الدراسات العالمية تشير إلى أن حصة الفرد الواحد في الأردن تبلغ ما يقارب 6450 سيجارة في العام الواحد، أي بما يزيد ضعفاً أو ضعفين عن بقية الدول العربية التي تليه في الترتيب بحجم استهلاك هذا السم القاتل.
 
الجميع يتحدث عن أضرار التدخين صحياً وتأثيره المباشر وغير المباشر على صحة المدخنين وغير المدخنين، ومن هنا سأتناول في هذا المقال الأثر الاقتصادي والمعيشي وقدرة الفرد الشرائية في حال استمراره بالتدخين أو الإقلاع عنه وتحديدا أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة، وتحديداً أن الأرقام الصادرة تشير إلى أن معدل استهلاك الفرد مقارنة مع حصته من السجائر سنوياً تظهر أنه ينفق ما يقارب 1500-2000 دينار في العام الواحد أي ما يعادل 150 إلى 200 دينار شهرياً.
 
استهلاك ما يزيد على 6500 سيجارة بالعام، وبتقسيمها على 20 سيجارة في العلبة الواحدة يشير إلى أن معدل الاستهلاك يصل إلى علبة ونصف العلبة يومياً على أقل تقدير وتتجاوز 3 علب لبعض المدخنين، وفي حسبة بسيطة لو انفق المدخن ما ينفقه على التدخين والذي يعتبر ما يقارب ربع دخله الشهري إذا ما تم مقارنته مع متوسط الدخول في الأردن تجد أن المدخنين يهدرون ربع قدرتهم الشرائية ويهدرون العديد من الفرص للاستفادة من المبالغ المالية التي يمكن توظيفها في أمور واحتياجات يشكون نقصها أصلاً وتحديداً تأمين متطلبات الحياة اليومية وما يرافقها من تطورات يمكن أن تنفق عليها.
 
الدراسات كافة تشير إلى أن أصحاب الدخول المتدنية هم الأكثر تدخيناً، مرجعة هذا الارتفاع إلى الفقر بينما لا ترجعه إلى سوء الاختيار ما بين التدخين أو الإقلاع عنه وتحديداً إذا ما كان التدخين يستهلك ربع أو ثلث أو نصف ما يجنيه من دخل شهري الأمر الذي يدفع به إلى مزيد من الفقر وإعطاء التدخين أولوية على بقية متطلبات الحياة التي يمكن أن تذهب إلى مصاريف مدرسية وتعليمية وصحية أو إنفاق على رفاهية البيت أو شراء مستلزمات الأبناء وغيرها من المصاريف التي تذهب هدرا وفي الهواء.
 
تشير الإحصائيات إلى أن تسعة آلاف إنسان يموتون سنوياً في الأردن نتيجة أمراض يسببها التدخين، في وقت يبلغ مجموع ما يتم إنفاقه على التدخين نحو 1.6 مليار دينار أو ما نسبته نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع النسبة العالمية التي تبلغ نحو 1.8%» وهذا رقم كبير جدا إذا ما تمت مقارنته مع حجم الفقر وتدني الدخل وحجم الشكاوى التي نسمعها يوميا من تراجع القوة الشرائية، فلك أن تتخيل أن 1.6 مليار دينار على الأقل تنفق على غير التدخين أو يتم ادخارها لربما ستقل نسبة الفقر والحاجة والشكوى إلى ما يزيد عن 50%.
 
ختاماً، هي نصيحة لكل مدخن وأنا أولهم أن نبدأ بالتفكير جدياً في الإقلاع عن هذه الآفة السامة والمضرة صحياً ومالياً، من خلال التفكير بادخار ما يتم إنفاقه على التدخين أو توجيه الإنفاق عليه لأمور أكثر جدوى ومنفعة نستفيد منها نحن وعائلتنا صحياً ومالياً، فلنبدأ قبل فوات الأوان.