أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Aug-2014

الجزر الإيولية والبحر التيراني؛ .. أسطورة إله الرياح «أيولوس»!
الراي - محمد رفيع - هناك، حيثُ البحرُ يسكنُ بحراً، يمتدّ أرخبيلٌ بركانيّ عجيب. وفيه، وفي جزره اصطدم الغربُ والشرقُ، في أعنف تماسٍ بينهما في التاريخ؛ (حروب الفرنجة)!
في (الجزر الإيولية) أو (جزر ليباري)، التي هي (أرخبيل بركانيّ) في (البحر التيرانيّ)، شماليّ (صقلية)، يعتزُّ السكّان باسم جزيرتهم، المنسوبة إلى إله الرياح؛ (أيولوس). أساطيرُ ما أن تهدأ الرياحُ في آلهتها حتّى تثور براكينُها، فتوقظ في الإنسان خوفاً لا ينام ..!
 
حقائق
- البحر التِّيراني هو أحد فروع البحر المتوسط، وهو كذلك بحر طرانة (المعروف أيضاً بالبحر التيراني) محصور بين الساحل الغربي لشبه الجزيرة الإيطالية، وجزر (كورسيكا) وسردنية وصقلية، ويتصل بالبحر الأيوني عبر مضيق مسينة ويفصل عن البحر الليغوري بجزيرة إلبا.
- الجزر الإيولية أو جزر ليباري هي أرخبيل بركاني في البحر التيراني شماليّ صقلية، وسمّيت تيمناً بإله الرياح أيولوس. ويعرف سكان تلك الجزر بالإيوليين. كما أنّ الجزر الإيولية هي مقصد سياحي شهير في فصل الصيف وتستقطب ما يصل آللاف الزوّار سنوياً.
- ليباري هي أكبر الجزر الإيولية في البحر التيراني، قبالة الساحل الشمالي لجزيرة صقلية، وتحمل اسم المدينة الرئيسية في الجزيرة. يبلغ تعداد سكانها الدائمين أحد عشر ألف نسمة؛ وخلال الموسم السياحي مايو إلى سبتمبر، قد يصل تعداد سكانها إلى عشرات الآلاف.
- أما مضيق مسينة فهو عبارة عن ذراع بحريّ يصل البحر التيراني بالبحر الأيوني في البحر الأبيض المتوسط، ويفصل بين جزيرة صقلية وشبه الجزيرة الإيطالية عند إقليم كالابريا، أي أنه يفصلها عن القارة الأوروبية.
- يبلغ طول مضيق مسينة 32 كيلومتر، وهو أقل عرض لهذا المضيق في الشمال حيث يبلغ 3,2 كم، ويتّسع ليصل إلى 8 كم، ويطلّ على المضيق ثلاثة موانئ وهي؛ ميناء مدينة مسينة، وميناء مدينة ريدجو كالابريا، وميناء فيلا سان جوفاني. ومن أجل الربط بين جزيرة صقلية وشبه الجزيرة الإيطالية هناك مشروع لإنشاء جسر مخصص للسيارات وللسكة الحديدية يتوقع أن يكون منفّذاً عمليا سنة 2016.
- جسر مضيق مسينا هو جسر معلّق تحت التخطيط عبر مضيق مسينا، والذي هو عبارة عن قطاع ضيق من المياه، بين الطرف الشرقي من صقلية والطرف الجنوبي للبرّ الرئيسي الإيطالي. تمّ أخيراً إحياء خطط بناء الجسر رغم سنوات من التحضير للتخطيط والنقاش والخلاف. ألغي المشروع في عام 2006 في ظل حكومة رومانو برودي.
- في العام 2009، وكجزء خطة أشغال عامة جديدة ضخمة أعلنت حكومة سيلفيو برلسكوني عن أن بناء جسر مسينا سيذهب قدماً إلى الأمام، وتعهد بنحو 1.3 مليار يورو كمساهمة في تكلفة الجسر الإجمالية والتي تقدر بنحو 6.1 مليار يورو. وإذا ما اكتمل الجسر سيكون أكبر جسر معلق في العالم، أي ما يعادل ضعف الجسر الرئيسي في اكاشي كايكيو. فالجسر جزء من الخط 1 من شبكات النقل العابرة لأوروبا (TEN - T).
- الأغالبة المسلمون هاجموا مدينة نابولي سنة 837م، وعاودوا مُهاجمتها مرة أخرى فيما بين سنتي 856، 860م، كما أنّ الأغالبة قد دخلوا في حِلْف مع عدد من مدن ساحل إقليم كامبانيا، والتي لم تكن مُخْلَصة في الولاء للبيزنطيين، ولاسيما نابولي؛ لاعتبارت سياسية، وتجارية، ما أَدَّى إلى إضْعاف القوة البحرية البيزنطية في مياه البحر التيراني في تلك الفترة، بل وصل الأمر إلى أن تُساعد سفنُ نابولي الأغالبةَ في السيطرة على مدينة ميسينا بصِقِلِّيَّة، والتي كانت واقعة تحت السيطرة البيزنطية في عام 843م، وقد كان تحالف المسلمين مع نابولي سببًا في تَمْكِينهم من القيام بغارات على وسط إيطاليا، وجنوبها.
- نابولي، تَخَلَّت عن تَحالُفها مع المسلمين، بعد اتِّخاذ المسلمين قواعد لأساطيلهم في سواحلها، هَدَّدَت أَمْنها، وتَعَرَّضَتْ لتجارتها. فعَقَد دوق نابولي حِلْفًا مع المدن البحرية المجاورة، وهي: أمالفي، وجايتا، وسورينتو، واشتركت هذه المدن الأربعة في تكوين أسطول، هزم المسلمين في البحر التيراني، وأَجْبَرَهم على التَّخَلِّي عن مراكزهم في جزيرة بونزا، قرب نابولي، وفي ليكوزيا، إحدى رؤوس خليج ساليرنو.
- بعدما وضعت نابولي، والمدن المجاورة لها، حَدًّا لتَوَغُّل المسلمين في السواحل الإيطالية، عادت فاستأنفت تَوْثِيق علاقاتها بالمسلمين كما كانت، واستمرت كذلك لنحو عشرين سنة تالية، أو تزيد.
 - من أسباب نجاح المسلمين في مياه البحر التيراني كان: انشغال القسطنطينية بالمشكلات في أماكن أخرى؛ فقد حدثت إذ ذاك هجمات إسلامية على المراكز البيزنطية في كل من البَحْرَين: الأيوني، والأدرياتيكي، فضلًا عما كان البيزنطيون يُعانون منه في المشَّرْق من مشكلات، وعلى الأَخَصِّ في مياه بحر إيجة المجاور لجزيرة كريت.
- تَحَرَّكَت في البحر التيراني قوّة صغيرة، قوامها عشر سفن بحرية، بقيادة جورج حاكم قِلَّوْرِيَة، ولم تفعل شيئًا يستحق الذكر، بل ازداد ضغط المسلمين على هذا الشاطئ الإيطالي، وحدثت خلال عامي 868، 872م غارات إسلامية على مدينتي: جايتا، وسالرنو، والأملاك البابوية.
- في عام 880م: خَفَّ ضَغْط المسلمين مؤقتًا على البحر التيراني، وشواطئ إيطاليا الغربية، حينما ظهر أُسطول بيزنطي كبير في مياه صِقِلِّيَّة، قُدِّرَ له أن يَظْفَر ببعض النجاح، وهَدَّد هذا الأسطول طريق التجارة بين المسلمين وبين مدن جنوب إيطاليا، وفي حين استأنف الأسطول البيزنطي نشاطه الحربي في البحر التيراني في تلك الفترة، أَخْلَد مُسْلِمو صِقِلِّيَّة إلى السَّكِيْنة، والرُّكون.
- تلك الفترة القصيرة من اسْترخاء المسلمين لم تَدُم طويلًا؛ إذ أنزلوا بالأسطول البيزنطي هزيمة ساحقة، اضطرَّته أن يَعْقِد صُلْحًا مَهينًا في عام 895 م، أَفْقَدَه السَّيادة القصيرة الأَجَل، التي تَمَتَّع بها على مياه جزيرة صِقِلِّيَّة، وغرب إيطاليا.
- حين سقطت دولة الأَغالِبة في شمال إفريقية، وقامت دولة العُبَيْدِيِّين، استطاع الإيطاليون الحصول على بعض الراحة والهدوء، بالرغم من ضعف بيزنطة الحربي برًا وبحرًا في ذلك الوقت، مستفيدين من نتائج فترة الاضطرابات المذكورة.
- بعد استقرار الأمر للعُبَيْدِيِّين بشماليّ إفريقية؛ عادت الأمور إلى حالتها الأولى، حيث هوجمت نابولي، وجَنَوَة، وغيرهما من المدن الإيطالية على البحر التيراني، كما اتخذ العُبَيْدِيُّون لهم قواعد مُحَصَّنة في جَزِيْرَتي سَرْدانِيَة، وكورسيكا، فضلًا عن سيطرتهم على جزيرة صِقِلِّيَّة، مما أَكْسَبَهم يدًا طولى في البحر التيراني.
- شهد ذلك البحر عصرًا ذهبيًا للسيطرة البحرية، بعد سيطرة الأمير مُجاهِد العامِرِيِّ على جُزُر البليار، ومحاولته السيطرة على جزيرة سَرْدينِيَة، وتَتابُع غَزواته على سواحل جنوب فرنسا، وغَرْب إيطاليا، وشماليّها الغربي، ما مَنَحه هَيْبَة كبيرة في عموم الحَوْض الغربي للبحر المتوسط.
- كان عصر هذا الأمير مجاهد آخر عصور القوّة في تلك المياه؛ حيث تراجع المسلمون بعد ذلك أمام ما قام من أَحْلاف فرنجيّة لمدن سواحل غرب إيطاليا، وفقدوا سيطرتهم على البحر التيراني، الذي كاد أن يكون في وقت من الأوقات بحيرة عربيّة إسلامية.
- كان للدوافع الفرنجيّة (الصليبية) دورًا كبيرًا في تَأجيج تلك الأَحْلاف (الصليبية) لمدن غرب إيطاليا على المسلمين في القرن الحادي عشر الميلادي، علي العكس من البَنادِقة الذين تَغَلَّبَت عليهم رُوح الكَسْب، ولم يقوموا بما قام به أهل بيزة، وجَنَوَة من مُعاداة، ومواجهة حربية بينهم وبين المسلمين في البحر التيراني.
- اندلعت في هذا البحر حَرْب دينيّة، أو أخذت الشكل الدينيّ للحرب، وكانت كفَّة الصِّراع في البداية لصالح المسلمين؛ حيث هاجموا بيزا سنة 935 م، وكذا سنة 1004 م، بقَصْد مَنْع مجهوداتها المحدودة الأولى في التَّوَسُّع الحربي هناك، لكن البيزيين أَصَرُّوا على التَّوَسُّع في الحرب، وهزموا في العام التالي الأُسطول الإسلامي في مَضِيق مسينا، فقام المسلمون بالانتقام منهم، عن طريق غَزْو وتدمير مِينائهم الحَصِين، لكن البيزنطيين عَزَموا على مُواصلة تلك الحرب الدينية، وذلك بتحريض من الباباوات، وغرورًا وطمعًا في ثروة المسلمين، فقاموا مع الجَنَوِيِّين بمهاجمة سَرْدينية، ونجحوا في تَثْبيت أقدامهم هناك سنة 1015 م، وفي سنة 1034 م.
- وقد شَجَّعهم نجاحهم هناك على التَّجَرُّؤ على مُهاجمة الساحل الإفريقي، وتَسَيَّدوا لبعض الوقت على مدينة بونة (عنابة)، وبدأ تُجَّارهم بعد ذلك بقليل يَرْتادُون صِقِلِّيَّة، فقام الأسطول البيزي في سنة 1052 م باقتحام مَدخل ميناء باليرمو، وتَحْطيم تَرْسانته؛ حِمايةً لهؤلاء التُّجَّار.
- منذ ذلك الوقت، تَحَوَّلَت الدَّفَّة لصالح الفرنجة، ووُجِّهَت حَمْلة سنة 1087 م إلى المَهْدِيَّة بتونس، بقيادة أُسْقُف مودينا، وبمساعدة وعَون كبير من الكنيسة، فأَكْثَرَت من أعمال القتل، والتَّخْريب، والسَّلْب، وعادت مُفْتَخِرة بما نَهَبَتْه من ديار المسلمين، وزَيَّنَت بما سَلَبَتْه من رُخام، وحَرير، وغيره شوارعها، بل بَنَت كاتدرائية كبيرة في بيزا، زَيَّنَتْها بأشياء كثيرة من تلك الأَسْلاب.
- في الجزيرة صغيرة ليبارى، هناك بركان سترومبولي الدائم الثوران، إضافة إلى عدة جزر صغيرة أخرى تحيط بصقلية مثل لامبيدوزا و أوستيكا و بانتيلريا.
- بركان سترومبولي، ثار في عام 1930م ليلقي بحمم بركانية تصل إلى طنين. وكانت تلك أكثر ثوراته تدميراً على امتداد تاريخه المسجل.فلم تكن هناك أي إشارات تحذيرية كما هي العادة بالنسبة للثورات البركانية وإنما انفجر البركان في ثورة عارمة مفاجئة ليطلق حممه وغازاته الملتهبة بأقصى قوة في أقل من ساعتين فقط. وقبل هذه الثورة كان البركان يبدو هادئاً وطبيعياً.
- كما أدّت ثورة البركان إلى تكوين دلتا صغيرة بالقرب من الساحل من خلال سيل الحمم البركانية التي تجمعت في هذه المنطقة.