أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2017

التحوط المبكر من مخاطر الدولار ..*خالد الزبيدي

الدستور-هناك مخاطر متنامية من اقتناء الدولار كعملة احتياطية في دول العالم، فقد بدأ الدولار يخسر قدرته كعملة احتياطي عالمي منذ انفجار الازمة المالية العالمية في شهر ايلول / سبتمبر من العام 2008، ومع دخول العام 2010 بدأت وزارة المالية الامريكية والاحتياطي الفيدرالي حرب عملات في اسواق الصرف، وتوجهت هذه الحرب الضروس ضد الصين وروسيا وهما اكبر دول العالم تجاريا واقتصاديا واللتان تحتفظان بسندات خزينة امريكية، وخلال السنوات السبع الماضية تراجع وزن الدولار كعملة احتياطي عالمي وفي موازين التجارة العالمية من 70% الى 60%، واذا استمر هذا التراجع الى مستوى 50% الى 55% تفقد عندها العملة الامريكية قدرتها كاحتياطي عالمي وتتحول الى عملة محلية.
 
السنوات السبع الماضية كانت الاكثر وطأة على الدولار الامريكي، وبرغم الاستناد الامريكي الى العملات الرئيسية ( الين الياباني، اليورو، الجنيه الاسترليني) الا ان ذلك لم يوفر الحماية للدولار ووضع العملات الرئيسية معه في مهب الريح، وفتح الطريق لبناء نظام مالي عالمي متعدد الاطراف خلال عقد من الزمن، وخلال هذه الفترة سيزيد من الاعباء على الاقتصاد العالمي ويضعف الدول الصديقة والتي تدور في مجال امريكا سواء بالنسبة للدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة لاسيما صاحبة الفوائض المالية بشكل خاص.
 
مجموعة الاقتصادات الصاعدة ( بريكس) التي تضم ( الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) اخذت نمطا مختلفا لمبادلاتها التجارية وبدأت باعتماد المبادلات السلعية والخدماتية في تجاراتها واحيانا تعتمد تقييم مبادلاتها التجارية باستخدام عملاتها المحلية بمعزل عن الدولار الامريكي، وخلال السنوات القليلة الماضية تخلصت بقوة من سندات الخزينة الامريكية في الاسواق الدولية، واستخدمت امريكا بلجيكا واليابان لاستقبال السندات المعروضة ضمن صناديق ممولة من تحويلات الاحتياطي الفيدرالي الامريكي وبلغ حجم الصناديق عدة مئات من مليارات الدولارات، وتلافت امريكا شراء السندات في بلادها تخوفا من رفع اسعار الفائدة بما يحمله ذلك من مخاطر اقتصادية كبيرة قد تطيح بالانتعاش الهش الذي حققه الاقتصاد الامريكي مؤخرا.
 
مجموعة (بريكس) لجأت الى تعزيز مخزوناتها من المعادن الثمينة في مقدمتها الذهب وارتفع احتياطي الصين من الذهب الى ثمانية ملايين طن، وزادت الهند من احتياطي الذهب وروسيا هي الاخرى دون الافصاح عن احتياطيها، ومع استمرار حرب العملات سترتفع اهمية الذهب كملاذ للمستثمرين والدول الامر قد يرفع على المدى المنظور اسعار الذهب الى مستويات قياسية.
 
في ضوء ذلك الحاجة تستدعي زيادة الاحتياطي المحلي للدولة من الذهب لحماية موجودات البلاد، واعادة النظر من تثبيت سعر الصرف بالدولار الامريكي الذي يترنح وان يبدو للبعض انه اقوى الضعفاء في النظام المالي العالمي المتأزم.