أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2021

الاقتصاد الروسي يحاول التكيف مع غياب العمال المهاجرين بسبب كوفيد-19

 أ ف ب: كلف إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا روسيا ملايين العمال المهاجرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة، مما أدى إلى زعزعة استقرار قطاعات في الاقتصاد الروسي تعمل بفضلهم. يقول فيتالي ليتشيتس، نائب مدير البناء في مجموعة «بي تي بي غرانيل» للإنشاءات، وهو يسير وسط ورشة جمدت الاعمال فيها في جنوب غرب موسكو «الأشخاص الذين كانوا متواجدين هنا خلال فترة الوباء قاوموا لمدة سنة ثم غادروا لقضاء إجازات الأعياد في نهاية 2020 ولم يتمكنوا من العودة». وتوظف هذه المجموعة عمالاً من أرمينيا وأوكرانيا وبيلاروس وطاجيكستان وأوزبكستان.

مع وصول الحرارة إلى 14 درجة مئوية تحت الصفر، يتجمع بعض الموظفين الأرمن حول موقد صغير. ويعترف هؤلاء الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، بانهم يحنون إلى الوطن. وقد تمكن العديد منهم من زيارة أرمينيا ثم العودة مرة واحدة منذ بدء الوباء، لكن آخرين لم يتمكنوا من مغادرة روسيا منذ سنة.
وقال عميد المجموعة «كلنا نعرف أشخاصاً ماتوا أثناء الحرب (في ناغورني قره باغ في خريف 2020) كنا نفضل أن نكون هناك بدلاُ من هنا». لكن إذا كان الذهاب إلى أرمينيا سهلا، فإن العودة إلى روسيا «صعبة للغاية».
وقبل الوباء كان لدى روسيا ما يقرب من عشرة ملايين عامل مهاجر (قانوني وغير قانوني) مقابل حوالي 70 مليون روسي قادرين على العمل، حسب تقديرات الخبراء. لكن في العام الماضي تراجع عدد المهاجرين تدريجياً إلى النصف حسب السلطات.
وهؤلاء العمال يتحدرون من الجمهوريات السوفييتية السابقة، وغالبا ما كانوا يتولون وظائف صعبة ويدوية، في حين أن تحويلاتهم المالية ضرورية لاقتصاد دولهم.
وكان وجود هؤلاء العمال أساسياً في قطاعي البناء والزراعة. ولكن تم إطلاق جرس الإنذار حول الحاجة الماسة إليهم في مطلع هذا العام، عندما كلف الرئيس فلاديمير بوتين الحكومة باتخاذ اجراءات لتسهيل مجيء العمال المهاجرين.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلن نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين أن حوالي 1.5 مليون عامل مهاجر في ورشات البناء والمصانع الوسية ناقصون بفعل إغلاق الحدود في مارس/آذار من العام الماضي. يقول فيتالي ليتشيتس أن «مجموعة غرانيل حلت المشكلة عبر توظيف المزيد من العمال القادمين من المناطق الروسية» لكنه أقر بأن هذا الأمر يأتي مع كلفة، لأن أجور العمال الروس أعلى بنسبة 15 إلى 20% من أجور العمال الأجانب.
وأضاف أن السلطات «تعمل بشكل مكثف على تبسيط الإجراءات لجذب العمال المهاجرين وإصدار تصاريح الكترونية».
لكن العملية لا تزال بطيئة. فبين نهاية 2020 فبراير/شباط تمكن 14 ألف عامل مهاجر فقط من الوصول إلى الورش الروسية عبر إجراء مبسط كما أفادت السلطات.
من جهته يرى رئيس اتحاد المهاجرين في روسيا، فاديم كوزينوف، أن هذا الوضع ترك أثراً إيجابياً، وقال «لقد زادت الرواتب بشكل كبير بنسبة تتراوح بين 20 و100% حسب القطاعات». وأضاف أن الممارسات التعسفية مثل استغلال العمال المهاجرين قبل طردهم دون دفع رواتبهم، انتهت أيضا. ولكن تبقى معرفة ما اذا سيكون الوضع على هذا النحو حين تفتح الحدود مجدداً.
وتلفت يوليا فلورينسكايا، الباحثة في جامعة رانيبا في موسكو، إلى أن النقص ليس ناجماً عن إغلاق الحدود فقط، وتقول «ترك قسم من العمال وظائف ظروفها صعبة وأجورها متدنية» خاصة في قطاع البناء. من جهته يقول يوري كروبنوف، المتخصص في الديموغرافيا (علم السكان) أن عدد العمال المهاجرين في روسيا تراجع منذ عام 2015 بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في روسيا. كما أن انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار يجعل الأجور في روسيا أقل جاذبية.
ويتابع «بالإضافة إلى ذلك، في بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق يتراجع عدد السكان الذين هم في سن العمل، كما تتنوع طرق الهجرة».
ويضيف أن هناك اتجاه أكبر للعمل في دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران، كما ان دولا مثل أوزبكستان تقوم بتطوير صناعاتها الخاصة والاحتفاظ بعمالها.
ويشير إلى أنه، على المدى الطويل، قد تواجه روسيا مشكلة كبيرة متمثلة بنقص اليد العاملة، فيما تشهد البلاد منذ سنوات تراجعا ديموغرافيا. ويضيف أنه في العام الماضي خسرت البلاد 510 آلاف شخص.