أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

سوريا دولة عربية!*د. فهد الفانك

الراي-يبدو كأن الفاعلين في الموضوع السوري لا يعتقدون أن سوريا دولة عربية ، بل إن أحد أهم الاطراف اقترح مشروع دستور لسوريا بعد الخلاص من الإرهاب يتم فيه حذف كلمة العربية من اسم الجمهورية العربية السورية ، وحذف كلمة عربي من اسم الجيش العربي السوري.
 
لا يقف الامر عند هذا الحد ، فهناك إجراءات وقرارات مهمة تتخذ في سوريا مثل تأسيس أربع مناطق هادئة ، حتى لا نقول آمنة ، على أن يكفل تطبيق التهدئة في تلك المناطق ثلاث دول ليس بينها دولة عربية واحدة وهي إيران وتركيا وروسيا.
 
يبدو ذلك كمحاولة لاقتسام الغنائم بين الغزاة ، فالفرصة سانحة ، وهناك غنائم تكفي لإرضاء كل هذه الأطراف الطامعة ، بل إن أميركا مدعوة للمشاركة وحصتها محجوزة لها.
 
مصير سوريا لم يعد يبحث في جنيف تحت مظلة الأمم المتحدة ، بل في مدينة استانة ، وتشارك فيها الدول الثلاث الضامنة التي تبرعت بدعوة الأردن للحضور في استانة ولكن بصفة مراقب يسمع ويطلع ولا يتكلم أو يقرر ، طالما أن الامر يخص بلداً لا يراد الاعتراف له بأنه بلد عربي أو أن للعرب دورا في الموضوع السوري أكثر من إرسال المال والسلاح لعصابات الإرهاب لتواصل مهمتها.
 
نعم هناك دول عربية متورطة في المستنقع السوري ، لم ُتدعَ لا لحضور اجتماعات استانة ولا لضمان المناطق الآمنة فالمهمة المتروكة لها لا تتجاوز دعم الإرهاب بالمال والسلاح لاستكمال تدمير سوريا.
 
هذا الوضع غير مريح وغير مقبول عربياً وقومياً ، ولا يعفي الدول العربية من مسؤولياتها تجاه تدمير بلد عربي ، وفي المقدمة مصر أكبر دولة عربية.
 
مصر اكتفت حتى الآن باتخاذ موقف إلى جانب الدولة السورية ، ورفض الإرهاب ، ولكن لهجة ومحتوى خطاب السيسي في القمة العربية الأميركية تمثل اتجاهاً جديداً ومؤشراً على مرحلة جديدة من الانتصار للبلد العربي المنكوب بالإرهاب.
 
سوريا كانت وستظل قلب العروبة النابض بالرغم من كل المحاولات لتدميرها خدمة لإسرائيل ، وتوفيراً لمطامع إيران وتركيا ، وتأميناً للتوازن الاستراتيجي بين روسيا وأميركا.