أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2017

دروس «الأربعاء الأسود» تستوجب الحذر من انتعاش الاسترليني الحالي

 فايننشال تايمز - 

 
بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرضت سوق العملات واحدة من أكبر التخفيضات في قيمة الجنيه الاسترليني على مدى السنوات الـ 50 الماضية، وإن لم يكن بالكبر الذي تفكر فيه "أبل" كما يبدو. هذا الأسبوع قالت الشركة إن "آيفون إكس" الجديد سيطرح للبيع مقابل 999 دولارا في الولايات المتحدة و999 جنيها في المملكة المتحدة.
يبدو أن عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي شديدة جدا بالنسبة إلى سعر الجنيه مقابل الدولار بحيث تجعله يصل إلى حالة التكافؤ بين العملتين. وبالفعل، يوم الجمعة شارف الجنيه مستوى 1.36 دولار، وهو أعلى مستوى منذ الأيام التي تلت التصويت على عضوية الاتحاد الأوروبي في حزيران (يونيو) 2016.
غير أن تخفيض قيمة الجنيه - سواء فرض من قبل السوق أو الحكومة - جاء على نحو متكرر بما فيه الكفاية على مدى نصف القرن الماضي ليجعل المستثمرين حذرين من وضع توقعات نهائية للعملة في وقت تكون فيه علاقة بريطانيا بأكبر شريك تجاري لها في مثل هذا التقلب والجيشان.
الذكرى السنوية الـ 25 لخروج بريطانيا من آلية سعر الصرف الأوروبية، المعروفة باسم "الأربعاء الأسود" هي تذكرة مفيدة بشكل خاص.
كيت جوكس، من "سوسييتيه جنرال"، قال إن سقوط الجنيه الاسترليني بعد الخروج من آلية سعر الصرف أدى إلى انتعاش الصادرات. فقد هبط نحو 35 في المائة مقابل الدولار في الأشهر الستة بعد يوم الأربعاء الأسود، ما أدى إلى ارتفاع حجم الصادرات ومسح العجز التجاري. تراجعه "بذر بذور اقتصاد أفضل"، بحسب جوكس.
لكن الأمر استغرق سنوات لانتعاشه. يقول جوكس: "لم يكن من الممكن أن تشتري الاسترليني حتى عام 1995، الجنيه انطلق فقط في عام 1997. وحتى لو كانت الفوائد الاقتصادية من تخفيض القيمة واضحة جدا، كان لا يزال عليك الانتظار من 18 شهرا إلى سنتين قبل أن تتمكن من بناء آمالك على انتعاش الاسترليني".
وعلى الرغم من أن الجنيه ارتفع 3 في المائة تقريبا مقابل الدولار ونحو 4 في المائة مقابل اليورو في الأيام الخمسة الأخيرة، سيحتاج المستثمرون إلى أكثر من أسبوع من الأدلة لاستنتاج أنه يمكن أن يحافظ على مستوياته الحالية.
هناك ثلاثة أسباب تبين السبب في أن تراجع الاسترليني بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما لا يكون قد بلغ مداه. أولا، بنك إنجلترا المتشدد هو الذي يدفع العملة إلى أعلى وليس أي تفاؤل بشأن المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهناك الكثير من التشكك في السوق بأن بنك إنجلترا هو فعلا في بداية دورة تشديد.
ثانيا، ارتفع الجنيه الاسترليني في الأشهر الأخيرة بسبب ضعف الدولار، وهو أمر يمكن أن ينعكس إذا أثارت حزمة تحفيز اقتصادي من الكونجرس وإدارة ترمب التفاؤل المتجدد بشأن الاقتصاد الأمريكي.
ثالثا، وربما أهم الأسباب جميعا، أن المشاعر تجاه الجنيه الاسترليني على وشك أن يتم اختبارها في الفصل التالي في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قمة الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر المقبل.
قال محللون جولدمان ساكس: "لقد حافظنا على وجهة نظر سلبية حول الجنيه الاسترليني طوال هذا العام بسبب الخلفية السياسية التي تتسم بالفوضى والتوقعات بنمو أضعف. نحن غير مستعدين للتخلي عن وجهات النظر الأساسية في أي حالة من هاتين الحالتين".
ويتردد صدى هذا الرأي في مكان آخر. يقول جيريمي كوك، الخبير الاقتصادي في شركة ويرلد فيرست: "السبب في أن من السابق لأوانه أن نشتري الجنيه الاسترليني هو أننا لم نخرج بعد من الاتحاد الأوروبي".
ويجادل بأنه في حين أثبت اقتصاد المملكة المتحدة بالفعل مرونة كبيرة أمام انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باستثناء الشركات التي تعتمد على الواردات والصادرات، لم تتغير أمور كثيرة في الواقع.
وقال: "شروط التجارة اليوم هي نفسها في اليوم الذي سبق التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. هناك ضغوط أكبر بكثير على الاقتصاد البريطاني تحول دون أن يرتفع خلال الشهور والسنوات المقبلة".
ضعف الجنيه الاسترليني يعمل على ارتفاع التضخم ويضغط على الدخل الحقيقي، لكن هناك خلاف حول المقدار الذي ينسبه المستهلكون مباشرة إلى تراجع العملة فيما يتعلق بارتفاع تكلفة المعيشة.
يتساءل سايمون ديريك، من مصرف بي إن واي ميلون، عن سبب قلق الوزراء بشأن مستويات الجنيه الاسترليني. كان استقرار العملة شرطا مسبقا لدخول آلية سعر الصرف والعامل المحدد الرئيسي للبقاء هناك، في حين كان الرأي السائد هو أن الجنيه المستقر سيشجع المستثمرين. "لكن كان ذلك في الثمانينيات".
ضعف الاسترليني منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان له تأثير ضئيل على المعاشات التقاعدية أو فرص العمل. "ومن السهل دائما على الحكومات أن تجعل الاسترليني يتحمل اللوم"، كما يقول ديرك.
وهذا لا يقلل من تجربة التحركات الكبيرة للعملة من النوع الذي شوهد في الأيام التي تلت التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عندما انخفض الجنيه 15 في المائة خلال عشرة أيام. غير أن بعض التحركات في فترة بعد يوم الأربعاء الأسود كانت أكثر حدة وحالات الانخفاض في عام 2008 خلال الأزمة المالية كانت أكثر حتى من ذلك.
بدأ تأثير تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالتأكيد باختراق نطاق راسخ في الجنيه الاسترليني، حيث أخذ معه العملة إلى مستويات شوهدت آخر مرة في منتصف الثمانينيات. يقول روسكين: "أيقظ ذلك بعض الأشخاص القلقين من سعر صرف ضعيف، لكن كان لذلك قصة سياسية خاصة جدا".
يتذكر الذين لديهم ذكريات أطول كيف ارتبط انخفاض الاسترليني في كثير من الأحيان بلحظات من الصدمة النفسية في المملكة المتحدة: التخفيض في عهد هارولد ويلسون عام 1967، وإنقاذ صندوق النقد الدولي في عام 1976، ومصرف نورثرن روك في عام 2007. وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أحدث حالة لانخفاض قيمة العملة، لكن تراجع الجنيه في حد ذاته لا يشير إلى نوع من الفشل الوطني، بحسب جوكس.
يقول: "نحن نتحدث عن أزمات الاسترليني، لكن لدينا وجهة نظر أكثر نضجا بشأن تحركات العملة كسعر نسبي. لم نعد نرى الاسترليني على أنه علامة على الرجولة الوطنية".