أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Feb-2019

الأسواق العالمية تنتعش بعد الإتفاق الصيني الأميركي واليوان في أعلى مستوى له منذ 7 أشهر
 إندبندنت عربية - 
تلقت الأسواق العالمية دعماً بعد الإتفاق التجاري الآميركي-الصيني، والذي جمّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على السلع الصينية، حيث  فتحت الأسهم الأميركية مرتفعة بقيادة الأسهم الصناعية وأسهم قطاع التكنولوجيا بدعم من آمال التوصل إلى اتفاق .
 
وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 94.34 نقطة، أو ما يعادل 0.36 في المئة، مسجلاّ 26126.15 نقطة عند الفتح. وصعد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بمقدار 11.68 نقطة، أو 0.42 في المئة، إلى 2804.35 نقطة. وزاد مؤشر "ناسداك" المجمّع 57.76 نقطة، أو 0.77 في المئة، إلى 7585.30 نقطة عند الفتح.
 
كما سجّلت بورصة شنغهاي ارتفاعاً في الأسواق الآسيوية عقب إعلان ترمب عن إرجاء تطبيق الرسوم الإضافية،. وعكست الأنباء أيضاً انتعاشاً في أسواق العملات مع تسجيل اليوان أعلى مكاسب له في سبعة أشهر، فيما سجلت عملات أخرى ارتفاعاً مقابل الدولار.
 
وكان الرئيس الأميركي أعلن عزمه تأجيل زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية المستوردة، عقب إعلان الطرفين تحقيق "تقدم كبير" في المحادثات التجارية، واحتمال عقد قمة مع نظيره الصيني من أجل إبرام اتفاق نهائي، حيث قال ترمب انه سيعقد "قمة مع الصين لتوقيع أي اتفاق تجاري نهائي بين البلدين،" بعدما كان لمح قبل ذلك إلى أنه يُخطط لعقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ في فلوريدا إذا تحقّق تقدم في شأن الإتفاق.
 
 وبحسب وكالات الأنباء، فقد أجرى مفاوضون كباراً أربعة أيام من المحادثات في واشنطن انتهت بمسعى للتوصل إلى تسوية للنزاع التجاري المستمر منذ أشهر، والذي كان يخشى المراقبون من احتمال تهديده الاقتصاد العالمي. وكان من المتوقع أن تضاعف الولايات المتحدة رسومها الجمركية على ما تزيد قيمته عن 200 مليار دولار من السلع الصينية في الأول من مارس (آذار)، لكن ترمب قال "إنه قد يرجئ الرسوم العقابية بعد "المحادثات المثمرة جداً".
 
وغرّد ترمب على تويتر: "يسرني أن أبلغكم أن الولايات المتحدة حققت تقدماً كبيراً في محادثاتنا التجارية مع الصين حول قضايا هيكلية هامة، بينها حماية الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا، والزراعة، والخدمات والعملات وقضايا أخرى عدة".
 
واستخدمت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية للأنباء في تقريرها العبارة نفسها تقريباً حيث أفادت عن "تقدم كبير" حول مسائل شائكة في المحادثات التي ترأسها كبير المفاوضين التجاريين الصينيين نائب رئيس الوزراء ليو هي. وقالت الوكالة إن الوفدين "اقتربا أكثر من تحقيق الإجماع الذي توصل إليه" الرئيسان ترمب وشي أواخر العام الماضي.
 
من جهته ، قال الرئيس الأميركي حول التوصل لاتفاق: "لنر ما سيحدث. لا تزال أمامنا بعض المسائل". وكان ترمب قد بدأ الحرب التجارية التي أثّرت على أرباح شركات وأدت إلى تراجع أسواق المال، في أعقاب شكاوى من ممارسات تجارية صينية "غير عادلة" - وهي مخاوف عبر عنها أيضاً الاتحاد الأوروبي واليابان وأطراف آخرون.
 
إلى ذلك، قال خبراء إقتصاديون لـ إندبندنت عربية "ان الإتفاق الأميركي-الصيني قد عزز التفاؤل في الأسواق العالمية، وأن وصول الطرفين إلى توافق حول النزاع التجاري هو تطور إيجابي."
اقرأ المزيد
 
    النفط يهبط 1% مع تراجع التجارة الصينية رغم بقاء واردات الخام مرتفعة
    هيمنة الصين على القطاعات المنافسة تثير قلق أوروبا
 
 تنفيذ الإتفاق 
 
وقال الخبير الإقتصادي عبد العظيم أموي انه "بشكل عام، كان الخلاف الأميركي-الصيني يتركز على قضايا جوهرية، أهمها الميزان التجاري بين البلدين والعجز الهائل الذي يبلغ حوالي 400 مليار دولار، بالإضافة إلى حقوق الملكية الفكرية للإبتكارات الأميركية في مجالي الصناعة والتكنولوجيا، وكذلك الإصلاحات التي تطلبها أميركا من الصين على القوانين، والدعم الحكومي لشركات القطاع الخاص فضلاً عن سعر صرف العملة الصينية."
 
وأشار أيضاً الى قضايا أخرى تتعلق بالصادرات الأميركية للصين من فول الصويا، حيث تشتري الصين نحو 60 في المئة من الإنتاج الأميركي من هذه السلعة بقيمة إجمالية تبلغ نحو 12 مليار دولار. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، خفّضت الصين وارداتها من استيراد فول الصويا إلى الصفر، لكن وفقاً لملامح الإتفاق الجديد، ستشتري الصين من أميركا نحو 10 ملايين طن. وهذا الإتفاق مهم للرئيس ترمب سياسياً لأنه يُحاول كسب ود المزارعين في ولايات أيوا وإلينوي ومينسوتا".
 
من جهة اخرى، أوضح الخبير أموي "ان الرئيس الأميركي استخدم غطاءً قانونياً في حربه التجارية ضد الصين، وهي المادة 301 من قانون التجارة الآميركي الصادر في 1974. وهذا القانون يعطي الحق للمسؤول الأميركي في النظر بقضية الممارسات الإقتصادية غير العادلة لأي بلد أجنبي يخل بالتوازن التجاري بين البلدين. واستند ترمب إلى هذا القانون وفتح تحقيقاً في شأن التجارة مع الصين، وذلك في منتصف 2017 لتبدأ بعدها الحرب التجارية عبر 3 حزم من العقوبات على الصين.
 
إلى ذلك، تساءل الخبير الإقتصادي أموي بالقول: "يبقى هناك غموض حول الإتفاق وكيفية مراقبة آلية تطبيقه، وكيف ستلتزم الصين بالحماية الفكرية والإصلاحات الإقتصادية المطلوبة."
 
هل هي تنازلات صينية؟
 
ويرى خبراء اقتصاديون ان إعلان الإتفاق بين واشنطن وبكين "ما زال في أوله،" وبالطبع فإنه يشمل تنازلات صينية في إصلاح التبادل التجاري بين البلدين، خصوصاً وأن اللوبي الصناعي واللوبي الزراعي الأميركي قد طالبا الرئيس ترمب بالعمل على اصلاح الخلل بزيادة الإستهلاك الصيني من المنتجات الأميركية.
 
وقال د. ناصر قلاوون "إن الصين قد تُعدّل في التبادل باستيراد منتجات بما لا يقل عن 1.2 ترليون دولار على مدى سنوات عدة، وهو أمر سهل على الصين نظراً للأداء الإقتصادي الجيد لها خلال الفترة الماضية ". وأضاف: "قد نرى ارتفاعاً في شراء الطائرات المدنية الأميركية من الصين ومن المحاصيل الزراعية كذلك." إلا أنه شكّك في تطبيق الصين الإلتزام مع منافسيها الأميركيين في قطاع التقنية؛ وفضلاً عن ذلك، فإن إلتزام الصين بتنفيذ الإتفاق قد يستغرق 4 سنوات على الأقل ".
 
وقال قلاوون "إن الصين ربحت الحرب التجارية بعد تخفيض عملتها، وبعد دخولها في بيع الدولار، إضافة الى مقايضتها في التبادل التجاري بينها وبين دول مازالت تحت الحصار مثل إيران." وتوقع الخبير أن يؤثر الإتفاق الأميركي-الصيني على الإتحاد الأوروبي، خصوصاً في مجال التبادل التجاري بين أوروبا والصين ".
 
إلى ذلك، قال لويس كوييس من معهد "أوكسفورد ايكونوميكس": "من الواضح إنها ليست نهاية المفاوضات،" مشيراً إلى أنه سيكون من الأصعب التوافق على تطبيق اتفاق." وأضاف في مذكرة إن "التوترات الكامنة في شأن التكنولوجيا والسياسة الصناعية للصين، وبشكل أوسع تزايدها، لن تهدأ في وقت قريب."
 
على صعيد آخر، قال ترمب إن اتفاقاً في شأن "التلاعب بالعملة" يمكن أن يتم إدخاله في اتفاق التجارة." وأعرب مسؤولون في بكين أيضاً عن التفاؤل إزاء نتيجة إيجابية. وذكرت تقارير أن بكين اقترحت زيادة كبيرة لوارداتها من منتجات الطاقة والزراعة الأميركية. ومع ذلك، فإن التوصل لاتفاق أوسع يمكن أن يكون صعباً نظراً للمطالب الأميركية بتغييرات هيكلية كبيرة.