أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-May-2020

الوباء اجبر شركات الطيران الأوروبية على إبقاء طائراتها على الأرض

 د ب ا: كان من المتوقع أن ينمو قطاع الطيران في العالم بأكثر من 3% هذا العام، لكن ذلك كان قبل التوقف التام للرحلات نتيجة جائحة فيروس كورونا. وبدلا من زيادة الطلب على مقاعد الركاب في العالم بــ67 مليون راكب في عام 2020، تقدر «المنظمة الدولية للطيران المدني» التابعة للأمم المتحدة انخفاض الطلب بما يتراوح بين 805 ملايين وحوالي 1500 مايون مقعد، في ظل الحظر على السفر الذي فرضته دولة تلو أخرى من أجل الحد من تفشي الفيروس.

وتقول المنظمة الأممية أن أوروبا كانت الأكثر تضررا بوجه خاص. ومن المتوقع أن تؤدي قيود السفر إلى إصابة موسم السياحة الصيفي المزدحم دائما بالشلل. ويحذر اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا» الذي يمثل نحو 290 شركة طيران من أن الملايين من فرص العمل قد أصبحت في مهب الريـح.
ويقول الاتحاد أن قطاع الطيران يؤمن 65.5 مليون وظيفة في أنحاء العالم، بما في ذلك 10.5مليون شخص يعملون في المطارات وشركات الطيران. وتقدم شركة طيران تلو الأخرى تقارير فصلية قاتمة، وخططاً لخفض الوظائف، وبينها شركة «فيرجين اتلانتيك»، التي قالت هذا الأسبوع إنها قد تشطب 3150 وظيفة. وقال المدير التنفيذي، شاي ويس، أن الشركة اضطرت إلى ذلك بهدف خفض التكاليف من أجل» تأمين مستقبلها والعودة كشركة يمكن أن تحقق أرباحا بصورة دائمة» بحلول العام المقبل. وأعلنت «بريتش ايروايز» البريطانية الأسبوع الماضي خططاً لفصل 12 الف من العاملين لديها، في حين حذرت شركة الطيران منخفض التكاليف «ريان اير» من أنها قد تضطر إلى شطب نحو ثلاثة آلاف وظيفة.
وليس من المتوقع أن تعود الخدمات العادية في المستقبل القريب إلى ما كانت عليه الحال في السابق. وقالت الشركة المالكة لـ»بريتش ايرويز» أنها تتوقع استمرار تداعيات جائحة كورونا على قطاع الطيران لمدة ثلاثة اعوام، على الأقل، دون « عودة ناجحة» للخدمات الطبيعة حتى يوليو/تموز المقبل على أقل تقدير.
وحذر «إياتا» من أن ترك المقاعد الموجودة في الوسط خالية للحد من خطر العدوى سيؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران أو إلى إفلاس الشركات.
ويوم الأربعاء الماضي قال جون هولاند-كاي، المدير التنفيذي لمطار هيثرو، للنواب البريطانيين أنه يتعين على الحكومة الموافقة على المعايير الدولية المشتركة بحلول نهاية الشهر الحالي، وخاصة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأضاف أن «القضية الأساسية هي ما إذا كان سوف يسمح للركاب بدخول البلاد التي سيسافرون إليها، وهل سيسمح لهم بالعودة»، مضيفاً أن الحجر الصحي المستمر سوف» يقضي على قطاع الطيران».
كما سعت شركات الطيران في أنحاء أوروبا إلى الحصول على دعم من دولها لمواجهة للعاصفة، وقد حصلت عليه، وشمل ذلك قروضا وإئتمانات.
من ناحية أخرى، كتب أندريا جيورسين، وهو محلل إيطالي متخصص في شؤون الطيران، في صحيفة «إل فوغليو» أن «عمليات تدخل مختلف الدول، بهدف حماية شركات الطيران فيها له تأثير سلبي، وهو تشويه السوق. وبالفعل ينبغي أن تكون هناك مساعدة لقطاع الطيران، ولكن ذلك أمر يجب أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتنسيقه».
وكانت بعض الشركات تواجه متاعب بالفعل قبل توقف الطيران، حيث كانت مُثقلة بديون كبيرة، و بينها شركة الطيران النرويجية منخفض التكاليف وخططها التوسعية، وشركة «أليتاليا» الإطالية التي كانت على وشك الإفلاس، والتي شهدت انخفاض الإيرادات بنسبة 97% في الفترة من الأول وحتى 23 من الشهر الماضي.
وحذر كارستن سبوهر، رئيس شركة طيران «لوفتهانزا» الألمانية، هذا الأسبوع من تحمل ديون كبيرة في ظل مفاوضات بشأن الحصول على حزمة إنقاذ من الدولة. وحذرت إحدى الكيانات المعنية بشؤون قطاع الطيران من أن المطارات الألمانية تخسر نصف مليار يورو (539 مليون دولار) من الإيرادات شهريا بسبب أزمة فيروس كورونا، ودعت الدولة إلى تقديم مساعدات لها.
ووافقت المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع على قروض فرنسية تبلغ قيمتها 7 مليار يورو لمساعدة شركة «إير فرانس/كيه.إل.إم»، التي كانت ستواجه خطر الإفلاس دون هذه المساعدة.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو ماري، أن باريس طلبت التزامات بيئية من الشركة مقابل مساعدتها. وأضاف «عندما يمكنك السفر بالقطار في أقل من ساعتين ونصف، ليس هناك مبرر للسفر بالطائرة». وقال جان ماري سكوغلوند، كبير المستشارين لدى وكالة النقل السويدية، أن اتجاه التدخل المتزايد من جانب الدولة « مهم» لأنه يمثل تحولا عن موجات خصخصة سابقة.
وأضاف أنه عندما يتم استئناف السفر جوا في نهاية المطاف «فإنه من المهم تطبيق نفس القيود بالنسبة لجميع شركات الطيران، على الأقل داخل الاتحاد الأوروبي».
من ناحية أخرى، دعت منظمة «غرينبيس» لحماية البيئة وجماعات الضغط مثل « النقل والبيئة» التي ترصد الانبعاثات الغازية الكربونية الناجمة عن السفر جوا، إلى استخدام الحكومات دعمها لشركات الطيران كوسيلة ضغط.
وقال لوريلي ليموسين، أحد نشطاء حملة «غرينبيس» في الاتحاد الأوروبي»إن ضخ أموال دافعي الضرائب في أحد أكثر القطاعات المسببة للتلوث في العالم- دون قيود- أمر غير منطقي».