الدوحة – وكالات: قال مسؤولان تنفيذيان فرنسي وقطري اليوم الثلاثاء ان «توتال» الفرنسية ستستثمر 3.5 مليار دولار على مدى خمس سنوات في حقل الشاهين النفطي القطري، وتتوقع إبقاء إنتاج الحقل البحري عند 300 ألف برميل يوميا في المستقبل.
ويتزامن الإعلان عن التزام «توتال الاستثماري» مع أزمة سياسية تخوضها قطر. فقد اتخذت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر إجراءات بحق قطر متهمين الدوحة بدعم الإرهاب. وتنفي قطر تلك التهم. وأبلغ باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لـ»توتال»، مؤتمرا صحافيا في الدوحة أمس الأول، بمناسبة تدشين شركة مشتركة ستتولى تشغيل الحقل تحمل إسم «شركة نفط الشمال»، ان شركته تستهدف المحافظة على إنتاج الحقل عند 300 ألف برميل يوميا «لسنوات عديدة». كانت «توتال» فازت بحصة نسبتها 30 في المئة في الحقل العام الماضي، في حين احتفظت «قطر للبترول» المملوكة للدولة بنسبة السبعين في المئة الباقية في المشروع المشترك. وكان المُشَغِّل السابق للحقل هو «ايه.بي مولر-ميرسك» الدنمركية. وقال سعد الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ«قطر للبترول»، ان «توتال» قدمت أفضل عرض للحقل العام الماضي، وأن العقد الجديد سيجلب إيرادات أعلى لقطر مقارنة مع الاتفاق السابق.
وقال أيضا «نعلق قيمة كبيرة على علاقاتنا مع شركائنا الدوليين في قطاع النفط والغاز، ومنهم شركة توتال التي عملت في قطر منذ أكثر من ثمانين عاماً، حيث يشاركوننا مبادئنا الأساسية في الالتزام بالعقود والشفافية وبأعلى معايير الأمن والسلامة والبيئة في كل عملياتنا. ونعتقد أن مبادئنا هذه تجعلنا من أكثر الدول الجاذبة للاستثمار في العالم في قطاع النفط والغاز.» وحول الحصار المفروض من قبل السعودية والامارات ومصر على قطر أكد سعد الكعبي استمرار «قطر للبترول» في الوفاء بالتزاماتها نحو الجميع بدون استثناء، مضيفا «لقد أثبتنا قدرة فريدة على الحفاظ على جميع عقودنا، والارتقاء بتعاملاتنا التجارية والتعاقدية والأخلاقية مهما تغيرت الظروف. وإننا نعتز بما حظيت به قطر وقطر للبترول من تقدير وإعجاب دوليين بالوقفة المهنية التي وقفتها ومازلنا نعمل بها خلال الحصار الظالم وغير القانوني الذي فُرض على دولة قطر وشعبها والمقيمين فيها». وأضاف أن قطر للبترول والشركات التابعة لها وضعت كل خططها بافتراض استمرار الحالة الراهنة إلى أجل غير معلوم.
وحول ما يتردد عن تهديد الدول المحاصرة لقطر بأن عليها الاختيار بينها او الاستثمار في قطر، قال الكعبي ان الشركات العالمية الكبرى لا ترضخ لمثل هذه الضغوط ، وأنها تعمل في دول تشهد حروبا واقتتالا. مضيفا ان «قطر للبترول» ماضية في تنفيذ خططها مع الشركات الاجنبية. وحول امكانية قطع قطر لخط الغاز الخاص بمشروع «الدولفين» الذي يزود الإمارات بحاجتها من الغاز القطري، قال الكعبي «إن قطر ترفض ان تستغل وضعها القوي في المشروع، ولن تلجأ الى خطوات من هذا القبيل، وهو أمر بعيد عن نواياها، وتظل قطر داعية الى الحوار لحل القضايا السياسية، وترفض معاقبة واقحام الشعوب في الأمر…ولا ينبغي الخلط بين السياسة والاقتصاد». وأضاف «إن شعب الامارات أخوتنا واهلنا ، والخلافات بين الحكومات لا يجب ان تحشر فيها الشعوب ، وسنستمر في التزامنا بالعقود لأن اخلاقنا تمنعنا عن انتهاز موقعنا القوي في الدولفين».
ويقع حقل الشاهين النفطي البحري على بعد 80 كيلومتراً شمال راس لفان، ويتضمن 33 منصة وما يقارب من 400 بئر، وهو أكبر حقل نفطي في قطر، وأحد أكبر حقول النفط البحرية في العالم، حيث ينتج حالياً حوالي 300 ألف برميل من النفط يوميا .