أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2019

الشركات الهندسية عاجزة عن منافسة التكتلات الاقتصادية في «الإعمار»

 الراي- طارق الحميدي

بدأ أخيراً الحديث في المنطقة عن إعادة إعمار دول الجوار سوريا والعراق،خصوصا بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي واستقرار الأوضاع الامنية «نسبياً» في دول الجوار، وهو ما يمثل فرصة للشركات الأردنية الاستفادة من هذه الفرصة، فهل تستطيع؟
 
بحسب رئيس هيئة المكاتب الهندسية المهندس عبدالله غوشة فإنه من الصعب الاستفادة من هذه الفرص دون معرفة حقيقة التحديات وتجاوزها بالاضافة الى معرفة أين يمكن للشركات الاردنية أن تنافس.
 
وقال غوشة في تصريح إلى الرأي إن اخطر ما تواجهه المكاتب والشركات الهندسية الاردنية في هذه المرحلة في ما يتعلق بالتصدير هو «ظهور نظم جديدة للتعامل مع مشاريع الاعمار الاستراتيجية الكبرى وظهور التكتلات الاقتصادية العملاقة».
 
وأضاف أن هذه التكتلات تتخذ شكلاً جديداً بحيت تتشكل من مقاولين واستشاريين ومصنعين وبيوت المال والتمويل وتقوم بتقديم عروض مغرية تشمل التصميم والتنفيذ والتمويل والتشغيل والادارة،وضمن هذه المنظومة فإن الشركات الاستشارية الأردنية تجد أنه بالصعوبة بمكان تسويق نفسها بدون الائتلافات مع المقاولين والمستثمرين والممولين مقارنة بهذه التشكيلات الاقتصادية العملاقة.
 
وبين غوشة أن الشركات والمكاتب الاستشارية تعاني من صعوبة الحصول على قاعدة بيانات عن الاسواق الناشئة والعالمية، وان كل شركة استشارية تعتمد على قدراتها الفنية والمالية والادارية للحصول على هذه المعلومات فالحاجة الى بنك معلومات خاص للقطاع الانشائي يوضح احتياجات اسواق التصدير والتخصصات المطلوبة.
 
وأضاف أن العمل العربي المشترك في ما يتعلق بالعمل الاستشاري يعاني من نقص التواصل وعدم توفر المعلومة وان هنالك بعض المحاولات من الهيئة العربية للمكاتب الاستشارية التابع لاتحاد المهندسين العرب بمحاولة إيجاد تصنيف عربي مشترك للمكاتب الاستشارية.
 
وبين أنه من التحديات التي تواجه تصدير العمل الاستشاري والهندسي هو ضعف القدرة على منافسة المؤسسات الأجنبية التي لديها احتكار وهيمنة التكنولوجيا في المشاريع الاستراتيجية مثل قطاعات النفط والغاز والطاقة،اضافة الى السرعة المذهلة في عالم المعلوماتية وعدم القدرة على إعادة تأهيل العاملين ضمن الظروف الاقتصادية التي يعيشها الأردن، ويكفي أن نرى كم ينفق على التطوير والدراسة والتأهيل للعاملين في المؤسسات الهندسية الأردنية مقارنة بالشركات الاجنبية.
 
وأوضح غوشة أنه يجب التركيز في الاردن في ما يتعلق بتصدير الخدمات الهندسية على الشركات الهندسية الريادية والمتخصصة والتي لها قيمة مضافة بعملها وتستطيع منافسة الشركات الاجنبية.
 
وفي هيئة المكاتب وحسب النظام يوجد (32) تخصصاً في العمل الاستشاري وبنفس الوقت الاختصاصات التي تعمل بها غالبية المكاتب وهي (10) اختصاصات فقط أي ان لدينا ما يزبد على (22) تخصصا بامكاننا تطويرها والاستفادة منها مثل قطاعات الطاقة – المياه – الاستدامة،اعادة التأهيل للمباني–الانظمة الذكية.
 
واعتبر أن الاستمرار بمفهوم الاختصاصات المتعددة والكثيرة للمؤسسات الهندسية سيعمل على ارتفاع كلفة تشغيل هذه المؤسسات والشركات الهندسية ولن تصبح قادرة على منافسة الشركات العالمية والشركات الاقليمية، وعلى الشركات والمؤسسات الهندسية ان تكسر الدائرة الشرسة التي تعتمد على التقليد ومحاكاة الشركات المنافسة بل ان تتميز بنوعية التخصص.
 
وبين أن البيئة الهندسية الأردنية فيها جميع مقومات النجاح لتصدير العمل الهندسي بدءاً من دور المهندس الاردني وخبرته المتراكمة وعمله في العديد من دول العالم، اضافة لدور الشركات الهندسية الريادي في فتح الاسواق العالميةونوعية المنتج الهندسي.
 
وشدد على ضرورة التوازن باعتباره شرطاً للنجاح في التصدير بين تقديم المستوى الفني المطلوب وتطبيق المفاهيم الاقتصادية والادارية بالمنظومة الهندسية، مبيناً أنه لا يكفي ان تكون مميزاً بدون رؤية استراتيجية وتسويقية، وعالمياً بعض الشركات تنفق ما يزيد عن (70%) من ميزانياتها على التسويق.
 
ويبلغ عدد المكاتب الهندسية العاملة في الاردن (1251) مكتبا وشركة وحجم العمل المحلي بتناقص ما يستدعي الاطلاع على بعض تجارب الدول في تصدير الخدمات الهندسية مثل الهند والتي استطاعت خلال فترة بسيطة من العمل بايجاد قاعدة قوية لها للتصدير اضافة للشركات التركية.
 
وفي هذا الصدد قال غوشة إن الشركات في الاردن امام تحديات كبيرة مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما ينفق على العمل الاستشاري في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا (12) مليار دولار سنوي نصيب الشركات العربية لا يتجاوز (17%) وان السوق العالمية يتجاوز (150) مليار دولار.
 
ومن أبرز التحديات امام فرص التصدير، بحسب غوشة هجرة الكفاءات الهندسية من الشركات والمكاتب الهندسية للعمل خارج الاردن والاشكاليات فيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية وعدم وجود رؤيا تسويقية لهذا القطاع.
 
وشدد على أن الدور الاكبر لوضع استراتيجية وطنية لتسويق الخدمات الهندسية هو ضروره وجود مظلة مؤسسية تابعة للقطاع الخاص بدعم حكومي، وان دور الحكومة يجب ان يكون فقط منظماً ومسانداً بدون التدخل في التفاصيل وهنا دور النقابات والجمعيات المهنية وغرف التجارة للخروج باستراتيجية تصديرية موحدة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل قطاع.
 
وتقسم الشركات الاردنية في مجال تصدير الخدمات الهندسية الى ثلاث فئات، الفئة الأولى: شركات اردنية كبيرة استطاعت الحصول على العديد من المشاريع والعطاءات في جميع مناطق العالم، وعمرها التأسيسي يزيد عن (40) عاماً وعددها حوالي 5 شركات، كما ان تصنيفها عالمياً ضمن أكبر (225) شركة عالمية ولها فروع في العديد من دول العالم، وتصدر خدماتها بعدد كبير من الاختصاصات والمجالات الهندسية وتصديرها سنوياً يزيد عن (60) مليون دولار.
 
أما الفئة الثانية فهي شركات اردنية متوسطة الحجم تعمل بعدد محدود من دول المنطقة مثل العراق – فلسطين – سوريا – افريقيا – آسيا الوسطى – الخليج العربي، وعددها (30) شركة والفئة الثالثة: مكاتب وشركات هندسية تحتوي على اختصاص متميز وتعتمد على خبرة مؤسسها واستطاعت الدخول الى بعض الدول ضمن ائتلافات من مكاتب محلية وهي النسبة الأكبر والتي تبلغ (400) مكتب وشركة.