أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Apr-2018

إنها حرب التكنولوجيا وتكلف ثروة هائلة

 الغد-ترجمة: ينال أبو زينة

كان اتجاه واحد واضحاً جداً هذا الأسبوع: وهو أنه من المكلف كثيراً أن تبقى متقدماً في صناعة التكنولوجيا.
وخلال الربع المنتهي بشهر آذار (مارس)، انفقت أربع شركات تكنولوجية عملاقة أميركية – وهي "ألفابيت" و"أمازون" و"مايركسوفت" و"فيسبوك"- مجتمعةً 16.2 مليار دولار على المشاريع الرأسمالية، بما فيها العقارات ومستودعات الشحن والتخزين ومراكز البيانات من أجل تغذية أعمال الحوسبة السحابية، وكان هذا الرقم، الذي يشمل الأصول التي تؤجرها عمالقة التكنولوجيا أكثر من امتلاكها، أعلى بنسبة 68 % من الإنفاق الرأسمالي للشركات مجتمعة في الربع المنتهي بآذار (مارس) من العام الماضي. ويفوق معدل النمو بكثير وتيرة إيرادات الشركات.
وقد كان الإنفاق الرأسمالي لـ"ألفابيت" وحدها عند 7.3 مليار دولار في الربع الأول، بما فيها 2.4 مليار دولار لشراء قطعة عقارية في مدينة نيويورك. وحتى باستثناء عملية الاستحواذ الكبيرة هذه، كان انفاق "ألفابيت" الرأسمالي يماثل تقريباً إنفاق "إيكسون موبايل" الراسمالي في الفترة نفسها – وهي شركة تقوم بعمليات استخراج النفط والغاز من الأرض المكلفة.
وتنفق عمالقة التكنولوجيا الأميركة مجتمعةً قرابة 60 مليار دولار سنوياً على المشاريع الرأسمالية بما فيها مراكز بيانات الكمبيوتر ومستودعات الطرود. وفي تتبع الإنفاق الرأسمالي لمدة 12 شهرا تبين أنه:
في أحد المعاني، يتحدى الإنفاق المزدهر على المشاريع الكبيرة المنطق الاقتصادي. ومن حيث المبدأ، ففي الوقت الذي تحقق فيه الشركات نتائج عملاقة، ينبغي أن يكلفها أمر تشغيل أعمالها التجارية مبالغ أقل بدلاً من مبالغ أكبر. ولكن هذا ليس بالضرورة كيف تعمل التكنولوجيا. بحيث تنوي الشركات العملاقة الأربع تحصيل المزيد من الحصص السوقية ضمن أعمالهم التجارية القائمة أو التوسع إلى مناطق جديدة ببساطة. وهذا يعني أنها حتى وإن أصبحت أكثر كفاءة في إدارة خدماتها على الإنترنت، أو في عملياتها اللوجستية، فسوف تحتاج إلى الإبقاء على إنفاقها من أجل مواكبة طلب عملائها ومنافسة الشركات الكبرى الأخرى في قطاع التكنولوجيا.
وأوضحت شركة "ألفابيت"، الشركة الأمل لـ"جوجل"، أنها تستثمر في العقارات وفي شبكة عالمية من الكمبيوترات من أجل تشغيل خصائص الويب وخدمات الحوسبة السحابية التي توفرها من أجل شركات أخرى، بالإضافة إلى مشاريع ضخمة مثل الكوابل تحت الماء والتي تعطي "جوجل" التقدم على صعيد سرعة الإنترنت. 
وتكشف كل من شركتي "أمازون" و"مايكروسوفت" من حوسبتهما السحابية، بالإضافة عمليات التعبئة والشحن أيضاً. وينمو الإنفاق الرأسمالي لـ"فيسبوك" بالمعدل الأسرع بين الشركات الأربع، وليس من الواضح بالكامل ما الذي تفعله الشركة بمخططها التي تتفاخر به.
لذلك أضافت الشركات التكنولوجية الأربع مجتمعةً 736 مليار دولار من القيمة السوقية في عام واحد.
ويعتبر امتلاك الأموال الكافية للاستثمار في المشاريع الكبرى من أكبر المزايا الاستراتيجية التي تتمتع بها صناعة التكنولوجيا بالمقارنة مع الذين لا يمكلون هذه الأموال (أو الذين يملكون مبالغ أقل منها). وتتيح إمكانية الإنفاق على الأصول المادية الرئيسية لشركات التكنولوجيا الكبرى القدرة على ترسيخ ريادتها. وتستطيع القليل من الشركات أن تنفق 10 مليار دولار أو أكثر سنوياً على معدات الكمبيوتر أو غيرها من الأصول الأخرى بواقع الحال.
وعادةً ما يكون المستثمرون متوترين تجاه المبالغ التي تتفاخر عمالقة التكنولوجيا بإنفاقها، لكنهم في الجزء الأكبر سعداء لمشاهدة الإنفاق الرأسمالي ترتفع في حال كانت تعني أن عمالقة التكنولوجيا تستثمر في المستقبل. وكما أخبر مستثمر في "مايكروسوفت" بلومبيرغ حول تكاليف الشركة الرأسمالية: "إذا كنت تقول أنها لبناء الخدمات السحابية، فعلى المستثمرين أن يصمتوا لأنهم يريدون منهم الاستثمار في هذه المجالات".
وقد ارتفعت نفقات الشركات الكبرى الأربع في 12 شهراً إلى قرابة 60 مليار دولار. وهذا مبلغ مهول. ولكن طالما تواصل طموحات الشركات العملاقة التوسع، فذلك سيكون حال فاتورة نفقاتها الرأسمالية.(بلومبيرغ)