أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-May-2017

اقتصاد الحرب خاسر*عصام قضماني

الراي-ظل الصراع العربي الإسرائيلي أهم معوقات التنمية في الوطن العربي , وإن كانت بعض الدول قد إتخذته شماعة تعلق عليها زيادة الإنفاق على التسلح بدلا من التنمية فقد كان معطلا للتنمية وللإصلاحات الضرورية.
 
تأخر هذا العائق الى ذيل القائمة فقد تصدرت تحديات جديدة مثل الإرهاب والأخطار الأخرى قمة الأسباب ولا شك أن الدول العربية عموما وجدت سببا آخر يدعوها لتنحية أولويات التنمية جانبا والدفع بخيار الأمن مقابل الفوضى لإقناع مواطنيها بالأمر الواقع.
 
يبدو ذلك جليا في سباق التسلح الذي هيمن على المنطقة مجددا حيث تتوالى أنباء صفقات التسلح الضخمة , والضحية هي التنمية الإقتصادية حيث تأكل نفقات شراء السلاح ما تبقى لتمويل البنى التحتية والمشاريع التنموية.
 
أموال كثيرة أُنفقت في التسلح والأمن تبخرت من دون نتائج فلا تزال التهديدات تتنامى وسط غياب الحلول الإقتصادية التي قد تكون سببا عميقا للتخفيف من العنف وتجفيف منابع الإرهاب والإحباط أهم جذورها.
 
بحسب دراسات ففي غضون السنوات الخمس الماضية تضاعف الأثر الاقتصادي للعنف بنسبة 77 و74 % في العراق وليبيا والأثر الاقتصادي للارهاب في العراق ارتفع بنسبة 185% مع صعود تنظيم “داعش”.
 
وبحسب ذات التقارير فإن الإنفاق العسكري عموماً، المساهم الرئيسي في تكاليف العنف بنسبة 45% من مجموع التكاليف، أي بما يتجاوز 6 تريليونات دولار أما نفقات الأمن الداخلي فتأتي في المرتبة الثانية، وهي نفقات وقائية أمنية، بلغت على مستوى العالم، 26% من التكاليف.
 
المنطقة العربية ما تزال تعاني من مشاكل مثل البطالة ومعدلها 30% بالمتوسط حتى في الدول المنتجة للنفط.
 
خطفت أنباء صفقات السلاح التي أبرمتها المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأميركية خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الى المنطقة الأضواء لضخامة المبالغ المالية التي أعلن عنها لكن المهم هو أن مثل هذه الصفقات تأتي لمرة جديدة على حساب نفقات التنمية – موازنة 2017 خصصت 191 مليار ريال للنفقات العسكرية–رغم محاولة تكريس حالة من ،التوازن تمثلت بطموحات نتائج رؤية 2030 التي أطلقتها المملكة مؤخرا.
 
تنفق الدول العربية خُمس إجمالي الإنفاق الجاري وأكثر من 8 % من إجمالي الناتج المحلي ,اكثر من 21 % من النفقات الجارية على التسلح وتتصدر دول الخليج القائمة بنحو 75 %.
 
أستطيع أن أحصي أكثر من 15 مؤسسة للعمل العربي المشترك تهتم بالتعاون الإقتصادي في إطار الجامعة العربية , تعاني بطالة في ظل تبدل الأولويات بينما لم تسجل خلال عقد مضى على الأقل مشروعا تنمويا عربيا مشتركا.
 
أكثر الدول إنفاقا على التسلح أكثرها تخلفا في مجالات الرعاية الصحية والتعليم... إقتصاد الحرب خاسر في جميع الأحوال.