أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-May-2017

الرئيس الجديد لشركة «الاتحاد للطيران» الإماراتية سيعيد النظر في استراتيجيتها التوسعية بعد انهيار حلم «أليطاليا»

رويترز: يقدم تعيين رئيس جديد لـ«الاتحاد للطيران» المملوكة لحكومة أبو ظبي، فرصة كي تعيد النظر في استراتيجيتها التوسعية بعد انهيار «أليطاليا» التي تملك حصة أقلية فيها، مما يبرز العوائق الكبيرة التي تعترض النمو العالمي للشركة.
وتقرر تعيين راي غاميل رئيسا تنفيذيا مؤقتا هذا الأسبوع، بعد أيام من طلب «أليطاليا» الحماية من الدائنين حيث تبلغ ديون الشركة 3.3 مليار دولار.
وسيحل غاميل محل الرئيس المخضرم للشركة جيمس هوغان، الذي كانت استراتيجيته شراء حصص أقلية في الكثير من شركات الطيران.
وعادة ما يتمثل مسار نمو شركات الطيران في الدخول على مسارات المنافسين. لكن في الاتحاد الأوروبي، الذي يعمل في الأساس كما لو كان دولة واحدة فيما يخص الطيران، لا يمكن للأجانب تملك حصة أغلبية في اي شركة طيران فيه.
وفي «أليطاليا» كان غياب السيطرة الكاملة يعني عدم قدرة «الاتحاد» على التعامل بفعالية مع المشكلات العمالية للشركة المأزومة.
ومنذ 2011، أنفقت «الاتحاد» مليارات الدولارات لشراء حصص أقلية في شركات من أوروبا إلى استراليا، في الوقت الذي كانت تسرع فيه الخطى كي تلحق بمنافسيها الإقليميين «طيران الإمارات» و»الخطوط الجوية القطرية».
وكانت «أليطاليا» ثامن وأكبر رهان مرتفع القيمة للشركة الإماراتية. لكن الاستثمار البالغة قيمته 650 مليون يورو (609 ملايين دولار) انتهى إلى حالة يرثى لها، بعد أن رفض موظفو الشركة بأغلبية كبيرة أحدث خطة لإعادة هيكلتها، ولتصبح استراتيجية هوغان الأوسع نطاقا محل تدقيق.
وحاليا أصبح مستقبل الاستثمار الرئيسي الآخر لـ»الاتحاد» في «إير برلين» الألمانية للطيران الرخيص محل شك أيضا، في الوقت الذي تواصل فيه الناقلة الخليجية إجراء مراجعة استراتيجية بدأت العام الماضي.
وعلى نحو مماثل لـ»أليطاليا»، تتكبد الشركة الألمانية خسائر ضخمة، وقالت قبل أسبوعين إنها تسعى إلى العثور على شريك جديد، وهو ما قد يشمل مستثمرا جديدا.
وقال متحدث باسم «الاتحاد» ان مراجعتها مستمرة، لكنه امتنع عن التعليق عن الكيفية التي قد تتغير بها الاستراتيجية، أو أثر انهيار «أليطاليا» على الخطط العالمية.
لكن مصدرا كبيرا في الناقلة الخليجية قال ان هناك دروسا مستفادة من الاستثمار الإيطالي، وأنها (أي الدروس) ستضطلع بدور في صياغة الاستراتيجية المستقبلية.
 
أساليب متناقضة
 
سمحت الاستراتيجية التي تبنتها «الاتحاد» لها بخفض التكاليف عبر توحيد بنود مثل شراء الطائرات، في الوقت الذي تقدم فيه شبكة أكبر، تقول الشركة إنها تضم 600 وجهة وأكثر من 700 طائرة.
وقال ويل هورتون، كبير المحللين لدى «سي.ايه.بي.إيه» الأسترالية لاستشارات الطيران، ان النهج الذي اتبعه هوغان «تجاه الشراكات لم ينجح لكن القليل من مبادئه يظل صالحا».
وفي بعض الأوقات جرت مقارنة مساعي «الاتحاد» للنمو عبر حصص الأقلية مع استراتيجية «القنص» الفاشلة التي اتبعتها الخطوط الجوية السويسرية في التسعينيات. فقد ساهمت عمليات الشراء الكثيرة التي قامت بها «سويس إير»، واستحواذها في المعتاد على حصص في شركات طيران متداعية، في تكبدها خسائر ضخمة، مما أوقف نشاطها في نهاية المطاف عام 2001 لتباع إلى «لوفتهانزا» الألمانية في 2005.
ورفض هوغان على الدوام المقارنة، قائلا ان ما تفعله شركته يختلف عن الخطوط السويسرية، وأن الشركة الإماراتية أظهرت أن بإمكانها السيطرة على التكاليف.
خلال السنوات الماضية أظهرت الاتحاد و«منافسوها» الإقليميون نموا استثنائيا، لكنهم يتعرضون لضغوط متنامية بسبب تباطؤ اقتصادات الخليج، الناجم نسبيا عن انخفاض أسعار النفط. واختارت الشركة ومنافسوها استراتيجيات مختلفة لتجنب المعضلة التنظيمية التي تحكم الملكية الأجنبية، وكي يواصلوا التوسع عالميا.
ودخلت «الخطوط القطرية»، كغيرها من شركات الطيران الأخرى، في واحد من ثلاث تحالفات عالمية.
ومنحها هذا ولوجا إلى حقوق النقل الجوي لشركات طيران أخرى، دون خرق قواعد الملكية، لكنه يسمح بسيطرة محدودة على تخطيط المسارات والتكاليف.
وعلى النقيض من ذلك تعمل «طيران الإمارات»، الأكبر في الشرق الأوسط والمملوكة لحكومة دبي، بمفردها في الأساس، وهو نهج يمنحها السيطرة على شبكتها وتكاليفها، لكنه يعني أيضا أنها تتحمل جميع المخاطر. وقد أظهرت نتائج أعمالها التي أعلن عنها أمس الأول انخفاضا كبيرا في الأرباح السنوية للمرة الأولى في خمس سنوات.
ولكونها الأحدث من بين شركات الطيران الثلاث الكبرى في الشرق الأوسط، تطلعت «الاتحاد»، التي تأسست قبل 14 عاما، إلى اللحاق واتباع مسار ثالث يعتمد على شراء حصص في شركات طيران أخرى كي توسع نطاق عملها.
 
المخاوف الإيطالية
 
حين أنقذ هوغان «أليطاليا» في 2014 بعد مفاوضات استمرت لأشهر، لقي تشجيعا من رئيسي وزراء إصلاحيين هما انريكو ليتا وماتيو رينتسي. وزار ليتا أبوظبي للمساعدة في إبرام الاتفاق. وقال ستيفانو دي تشيزاري، الطيار لدى الشركة الإيطالية «حينما جاءت الاتحاد في 2014، اعتقدنا هذه المرة أن الأمر سينجح أخيرا، هذا ما كان عليه الأمر.» لكن مسؤولين إيطاليين كبارا في القطاع يقولون ان «أليطاليا» استهانت بالتعقيدات السياسية في البلاد وأزمة العمالة المزمنة. وقال تنفيذيون ومسؤولون واتحادات عمال في إيطاليا في مقابلات ان إثارة استياء عمال «أليطاليا» كانت ضمن سلسلة من الخطوات الخاطئة التي أنهت حلم «الاتحاد» الإيطالي. ويقول كثيرون ان الشركة الإماراتية قللت من شأن النمو الكبير لشركتي الطيران منخفض التكلفة «ريان إير» و»إيزي جِتّ». ومع افتقارها إلى حصة أغلبية، فإن نفوذ «الاتحاد للطيران» كان محدودا، رغم أنها أكبر مساهم منفرد بحصة تبلغ 49 في المئة. وبالرغم من جاذبية السوق السياحية الإيطالية المهمة، فإنها اضطرت لمشاهدة منافسي «أليطاليا» وهم يجنون المكاسب. وأبلغ وزير الصناعة الإيطالي كارلو كاليندا البرلمان الأسبوع الماضي «لا شك في أن فكرة إدارة الشركة من أبوظبي كانت خطأ فادحا للغاية.» وقال متحدث باسم «الاتحاد للطيران» ان «أليطاليا» عانت من مصاعب مالية على مدى عشرات السنين، وإن استثمارها لقي ترحيبا كاملا في إيطاليا. وأضاف أن «الاتحاد» تعتقد أن الخطة الجديدة لإعادة الهيكلة التي وضعتها إدارة أليطاليا كانت ستعالج مشكلاتها.
 
اير برلين
 
في ألمانيا أيضا ترى «الاتحاد للطيران» أن «إير برلين»، أول استثماراتها في 2011، هي الباب لدخول غير مقيد إلى سوق لها حقوق نقل جوي محدودة بها. لكن «إير برلين» تكبدت هي الأخرى خسائر بلغت مستوى قياسيا عند 782 مليون يورو في 2016. وفي الوقت الحالي تواصل «الاتحاد للطيران» تقديم التمويل. وتقول الشركة الألمانية ان «الاتحاد للطيران» منحتها تسهيل قرض آخر بقيمة 350 مليون يورو وخطاب دعم لمدة 18 شهرا على الأقل. لكن مصادر في القطاع تقول ان «الاتحاد للطيران» قد تتخارج من «إير برلين» عبر السعي لإبرام اتفاق مع «لوفتهانزا» الألمانية التي ترغب بشدة في العمل معها. وقال كارستن سبور، الرئيس التنفيذي لـ»لوفتهانزا» ، أمس انه أجرى محادثات مع أبوظبي بشأن مستقبل «إير برلين»، لكن الأمر بيد الإمارة لحل مشكلة ديون «إير برلين» البالغة 1.2 مليار يورو، والتي تمنع «لوفتهانزا» من التفكير في شرائها. وقال جون ستريكلاند استشاري الطيران في بريطانيا «إير برلين وأليطاليا أثبتتا أنهما تحديان صعبان للغاية.» وأضاف ان الرئيس التنفيذي الجديد لـ»الاتحاد للطيران» سيحتاج إلى معالجة الخسائر التي تم تكبدها بالفعل، ومن ثم «يعكف على تقييم أساليب منخفضة المخاطر لاستخلاص القيمة من السوقين المهمتين الألمانية والإيطالية». وبعيدا عن الاستثمارات غير المربحة، فإنالاستثمارات الأخرى لـ»الاتحاد» مثل الخطوط الجوية الصربية وطيران سيشل أكثر نجاحا. وفي تلك الاستثمارات تمكنت من الحصول على سيطرة على الإدارة واستفادت من علاقات دبلوماسية وثيقة.
وحتى في الوقت الذي تلملم فيه الشركة أشلاء مغامرتها الأوروبية، تواجه «الاتحاد» إعادة الهيكلة الخاصة بها، والتي تقول مصادر مقربة من الشركة انها تشهد استغناءات شبه يومية عن العمالة. وقد يؤثر هذا أيضا على القرار الاستراتيجي الذي يواجهه الرئيس الجديد غاميل، في الوقت الذي يتولي فيه منصبه المؤقت هذا الأسبوع، وما يعقب ذلك في الأشهر المقبلة من اختيار بديل دائم لهوغان.
وقال ستريكلاند «من المرجح أن تتطلع الاتحاد إلى أسواق نمو كي تحقق المزيد من النمو الذاتي، مثل شبه القارة الهندية وآسيا، لكن كما هو الحال دائما فإن هذا سيعتمد على حقوق النقل الجوي.»
(الدولار يساوي 0.9196 يورو).