أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Sep-2017

الحكومة الفرنسية تعرض إصلاحا لقانون العمل يشكل تحديا لماكرون

 أ ف ب: يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يسجل تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي، التحدي الأول الكبير في ولايته بعدما كشفت حكومته أمس الخميس عن إصلاح «طموح» لقانون العمل يرمي حسب قوله إلى مكافحة البطالة.

وهذه الورشة الكبرى التي تسبق الإصلاح المرتقب لإعانات البطالة ونظام التقاعد والنظام الضريبي، هي المحطة الأولى في «تجديد النموذج الاجتماعي» الذي وعد به الرئيس الذي انتخب في 7 مايو/أيار في بلد وصفه بنفسه بانه «غير قابل للإصلاح».
واعتمدت الحكومة آلية المراسيم المُسَرَّعة التي تجيز لها اتخاذ قرار بشأن مضمون الإصلاح بلا نقاش برلماني، وعرضت خمسة مشاريع مراسيم في اجتماع قبل ظهر أمس مع ممثلي نقابات العمال وأرباب العمل المعنية قبل مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء إدوار فيليب.
وتُرَجِّح هذه المراسيم كفة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل قرابة نصف الموظفين في فرنسا، وتتطرق إلى تحديد سقف للتعويضات في حال الخلاف، وتخفيض مهل الطعن للموظفين وإجازة التفاوض بلا نقابة لأقل من 50 أجيرا.
وأشار رئيس الوزراء إدوار فيليب في المؤتمر إلى أن النصوص التي صيغت في سرية تامة بعد عدد من الاجتماعات التشاورية تسعى إلى «تعويض خسارة سنوات» بعد «عقود من البطالة بكميات هائلة».
وشددت وزيرة العمل مورييل بينيكو في المؤتمر الصحافي على ان هذا الإصلاح يهدف إلى «تغيير ذهنية قانون العمل» وإعطاء الأولوية للشركات الصغير والمتوسطة «للمرة الأولى».
وبعد الاجتماع رحب رئيس كونفدرالية الشركات الصغيرة والمتوسطة فرنسوا آسلان بإصلاح «برغماتي بشكل خاص».
لكن نقابات العمال لم تبد هذه الحماسة، ولو أنها لم تدقق بعد في تفاصيل نص الإصلاحات المكون من 200 صفحة الذي نشر صباح الخميس. وقال فيليب مارتينيز، أمين عام الكونفدرالية العامة للعمل، إحدى النقابات الفرنسية الكبرى، ان «جميع مخاوفنا تأكدت (…) إنها نهاية عقد العمل»، داعيا «العمال والمتقاعدين والشباب إلى النزول إلى الشارع في 12 سبتمبر/أيلول».
في المقابل رحب لوران بيرجيه، أمين عام الكونفدالية الديموقراطية للعمل، بكسب «عدة نقاط»، فيما عبر عن «خيبة أمل كبرى لخسارة فرصة تحويل الحوار ضمن الشركة إلى عنصر مركزي في حاكمية الشركات»، لكنه لم يدع إلى التظاهر ضد الإصلاحات. 
واتخذت نقابة «فورس اوفريير» موقفا مشابها، وصرح رئيسها جان كلود مايي بعد مغادرة الاجتماع ان «بعض الخلافات ما زالت قائمة»، لكنها لن تحل في الشارع. وأكد ماكرون أن هدف هذه التعديلات هو منح الشركات المزيد من المرونة من أجل تشجيعها على التوظيف، فيما تبقى البطالة – التي ملفا يشغل الفرنسيين – مرتفعة جدا وتطال 9.5% من القوة العاملة وخصوصا الشباب.
وقال كريستيان لوكين، الأستاذ في مركز الأبحاث الدولية في معهد الدراسات السياسية في باريس، ان أبعاد هذا المشروع لا تقتصر على الصعيد الوطني، لأن ماكرون «يجسد أملا لجميع الذين ينتظرون إصلاحا في فرنسا، وخصوصا ألمانيا».
وتابع «إنه اختبار» في حين أن «ما يطغى دائما في نظرة الدول المجاورة إلى فرنسا هو عجز هذا البلد عن إنجاح إصلاح سياساته العامة من دون أن تندلع على الفور الحرب الاجتماعية».
وينطوي هذا الإصلاح على أهمية كبرى بالنسبة لماكرون، الذي يرى فرنسا في دور المحرك لأوروبا و»زعيمة للعالم الحر». وأشار لوكين إلى أن «الزعامة التي يمكن لرئيس بلد ممارستها على الساحة الدولية او الأوروبية العابرة للحدود الوطنية، تتوقف بشكل متزايد على قدرته على حسن قيادة بلاده».
فبعد ثلاثة أشهر على انتخاب ماكرون نتيجة التفاف سياسي حوله لصد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، سجلت شعبية الرئيس الوسطي البالغ من العمر 39 عاما تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي.
وأشارت استطلاعات أخيرة نشرت أرقامها أمس الأول إلى تراجع شعبية ماكرون بين 10 و13 نقطة خلال شهر و19 نقطة خلال ثلاثة أشهر. 
صحيح انه احتفظ بموقعه لدى أنصار حركته السياسية «الجمهورية إلى الأمام»، لكنه خسر جزءا منه لدى الاشتراكيين يسارا، ولدى حزب «الجمهوريين» يمينا، حسب استطلاع اجرته مؤسسة «كانتار سوفريس-وان بوينت» لصالح مجلة (لوفيغارو).
لذلك أصبحت «التوعية» شعار الحكومة في هذا الفصل الذي يشهد استئناف العمل السياسي وسط توتر بعد العطلة الصيفية.
وفيما أشار ماكرون في مقابلة مطولة نشرت أمس إلى أنه يتوقع أن «يتعايش على مدى أشهر مع نفاد صبر الشعب»، طالبه بالحكم عليه على المدى الطويل.