أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2019

نجحنا في الصناعة فشلنا في التسويق - حيدر المجالي

 الدستور - من أهم مقومات التجارة هي التسويق، وقد تختلف مفاهيمه باختلاف الأيدلوجيات والمفكرين وتوجهاتهم الفكرية واختصاصاتهم العلمية، ولذلك فإنه علمٌ اقتصادي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الإنتاج وتطوره؛ وقد ينعكس إهمال هذا الجانب على الشركات المصنعة، وربما يؤدي في النهاية إلى إفلاسها وإغلاقها، وهناك شواهد كثيرة على ضعف التسويق لكثير من المنتجات، ما أفقدها القدرة التنافسية مع منتجات أخرى أقل جودة.

فالتنافس بين الشركات المنتجة محوره الترويج للمنتج، سواء كان بالدعاية الممنهجة على الصعيدين
المحلي والخارجي، أو بالبحث عن أسواق لهذه المنتجات، وهذا لن يتأتى إلا من خلال دراسة السوق والثقافة الإستهلاكية السائدة.
وحسب مفهوم الخبراء في مجال الترويج والتسويق، فإن له ثلاثة اعتبارات أساسية، هي إشباع حاجات ورغبات المستهلكين، وتحقيق الأرباح، ومراعاة مصلحة ورفاهية المجتمع عن طريق الترويج الصادق والأسعار
المناسبة والمنافسة الشريفة؛ وهنا في الأردن توجد سياسة ترويجية ناجحة، لكنها في نطاق ضيق وتختص بعدد ضئيل من الشركات، التي باتت علامات تجارية مرموقة.
نعم؛ لدينا مشكلة في الترويج لمنتجاتنا المحلية، وهو ما خلق حالة من الشك لدى المستهلك الأردني، الذي بات يفضل المنتج المستورد ويُقبل عليه؛ وحتى نغيّر هذه الثقافة فإننا بحاجة إلى تغيير في السياسيات الترويجية من جهة، والتوسع بها من جهة ثانية، من خلال الإستفادة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وخلق علاقة تشاركية ما بين المنتج والمستهلك أساسها جودة المنتج والمنافسة في السعر.
نحن مع الحملات الوطنية التي تُشجع الصناعة الوطنية، لكن ليس على حساب الجودة، وحتى يقتنع
المواطن بذلك فإن على الجهات الرقابية، أن تثبت للمستهلك دقة الصناعة وجودتها ومنافستها لمثيلاتها المستوردة، وهذا ليس بالأمر المستحيل، فهناك العديد من الأساليب والطرق العلمية لكسب المستهلك سواء أكان محلياً أو خارجياً.
ولا نكتفي بأن تصل منتجاتنا لأكثر من خمسين دولة وحسب، بل نعمل على فتح المزيد من الأسواق، خاصة وأن مؤسسات الدولة لديها مرونة في هذا المجال، وتحاول أن تقف مع المنتج للبحث عن أسواق، ودليل ذلك أن المملكة وقعت 25 اتفاقية تجارة دولية.
صناعتنا مهمة ولها احترام خارجي، وخاصة الغذائية والدوائية والألبسة، التي غزت أسواق العالم، لكنها تسير على استحياء في أسواقنا المحلية؛ وإذا تنبهت الحكومة لإنشاء بنك للصادرات فهذا أمر جيد يجب البناء عليه، ذلك إن الصناعة تساهم بما نسبته 33 % من الصناعة الوطنية، وهذا مؤشر إيجابي يمكن قلب الأرقام لتصل النسبة فوق 50.% الأردن أمام اختبار يتعلق باقتصاده، إما أن نحقق نجاحات في الترويج والتسويق، على المستوى المحلي والعالمي، من خلال عمليــة اجتماعيــة و إداريــة قوامها الأفــــراد والهيئات الرسمية والأهلية، تبنى علـى الإحتياجات و الرغبات، لخلق حالة من تقييم وتبادل المنتجات ذات القيمة مــع الآخريـن؛ أمامنا مشوار طويل لتحقيق النجاح، فهل نحن بمستوى التحدي؟!