أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2019

الـ FAO والـ WFP.. و NICCOD*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-يقول نقيب المهندسين الزراعيين السابق: حتى لو لم يقوموا ببيع منتجاتهم، فهم يتعلمون كيفية الاستفادة من المنتجات الزراعية المحلية، بتصنيعها لإنتاج الغذاء المنزلي، ويوفرون بهذه العملية 150 الى 200 دينار، كانوا ينفقونها على شراء الغذاء، ليعتمدوا على أنفسهم أولا وليقوموا بتصنيع غذاء صحي يستخدمونه في بيوتهم، بدلا من الإنفاق على الطعام الجاهز أو غيره... فكرة مهمة، تعني تأهيل الأسر الريفية للاعتماد على ذاتها في تحسين الانتاج، فالمعروف أن التنمية الريفية وتمكين المرأة هي تسمية لدائرة تم استحداثها مؤخرا في وزارة الزراعة الأردنية، وهي تعتني بتنمية قدرات الأسر العاملة في الزراعة، لتمكينها من الحصول على دخل مواز لدخلهم الافتراضي، حيث يقومون بالتدرب على صناعة هذه المنتجات الزراعية، بجودة عالية ويمكنها منافسة الأغذية العالمية في الأسواق، بل إنها تتفوق عليها لأنها صحية وطبيعية «اورجانيك»، ولا يدخل في تحضيرها المنكهات التصنيعية وغيرها، وقد كتبنا غير مرة عن قصص نجاح لأسر تمكنت من تحسين دخلها من خلال صناعة هذه المنتجات، بتسويقها في معارض زراعية محلية وغيرها.

الخميس الماضي وفي فندق «الانتركونتينانتال»، التقيت بالدكتور نصر الدين حاج الأمين ممثل منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، وذلك على هامش ورشة ختامية لمشروع الاستقرار الاجتماعي وتحسين سبل العيش للاجئين السوريين والأسر الأردنية في المجتمع الأردني، المدعوم من الحكومة اليابانية (منظمة التعاون الدولي اليابانية لتنمية المجتمعات «نيكود»)، وبإشراف من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» وبرنامج الغذاء العالمي دبليو ف بي، ووزارة الزراعة المركز الوطني للبحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، ومركز تطوير الأعمال ومؤسسات مجتمع مدني أخرى، حيث يقول د نصر الدين : هو مشروع يأتي ضمن إطار خطة الإستجابة الاردنية للأزمة السورية، ويقع ضمن اهتمام وزارة الزراعة في التنمية الريفية، حيث نعلم الظروف التي يعاني منها الأردن على خلفية أزمة اللجوء السوري، ونحن نشرف على عدة مشاريع في الأردن، من بينها هذا المشروع الذي يهدف الى مساعدة الأسر الأردنية في 3 محافظات هي  (اربد والزرقاء والمفرق)، بالإضافة إلى أسر من السوريين اللاجئين في الأردن، ليتم تأهيلهم على تصنيع المنتجات الزراعية في المنزل، وتقديمها بمواصفات منافسة وجودة عالية، ثم تسويقها داخليا وخارجيا..
د. أمجد العطار مدير المشروع، يقول بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع 500 مستفيد، من بينهم 58 % إناثا، النسبة الأكبر منهم أردنيون وأردنيات، قمنا بتأهيلهم وتدريبهم بمساعدة مدربين وخبراء في مجال التصنيع الغذائي من المنتجات الزراعية، ثم تأمينهم بمستلزمات التصنيع والتجهيزات المناسبة، وتابعنا معهم في مرحلة أخرى إختبار هذه المنتجات من خلال اقامة 3 معارض تسويقية وإشراكهم فيها بعرض منتجاتهم وتسويقها، لكن المرحلة الأهم هي إيجاد 50 مستفيد منهم، لتسجيل منتجاتهم رسميا في وزارة الصناعة والتجارة، وقد حاز 26 مستفيدا منهم حتى الآن على أسماء تجارية لمنتجاتهم، وثمة 24 آخرين بانتظار استكمال الشروط ليحصلوا على الاسم التجاري، ويتمكنوا من تسويق منتجاتهم بطريقة مناسبة وبجودة عالية تمكنها من المنافسة في السوقين الداخلي والخارجي..
وتقول إحدى المستفيدات (السيدة سمية العظمات) بأنها نجحت في تصنيع منتجاتها الخاصة، بعد أن تدربت ضمن المشروع وتم تقديم دعم فني ومالي ولوجستي لها، لكنها تقول : إن المشروع مدته عام وقد انتهى الآن، ويلزمنا دعم موازٍ مستمر لنستمر في الانتاج.
الجهد الدولي المشترك الذي تقدمه وتشرف عليه الفاو والدبليو ف بي، يهدف الى تحقيق أمن غذائي للمجتمعات، لا سيما مجتمعات اللجوء والمجتمعات المستضيفة للاجئين، وهناك عدة مشاريع تشرف عليها المنظمتان التابعتان للأمم المتحدة، ولا نملك عنها المعلومات الكافية، لكننا سنتابعها ونقدمها للقراء والناس، فمثل هذه المبادرات والمشاريع كفيلة بتغيير ثقافات انتاجية، وتحسين فرص التنمية وتطويرها، لمساعدة الكثير من الأسر الفقيرة على تحقيق مزيد من استقرار اقتصادي وأمن غذائي..
هذه أهم آفاق التنمية والتطويرالمتاحة الآن في مجتمعنا، ويجب علينا تعميمها وتوصيل أفكارها للمهتمين وللناس، لعلنا نقدم لهم فكرة كانت غائبة عنهم، تكون سببا في تغيير حياتهم للأفضل.