حق من حقوق المواطن لا يبرز فقط في الأزمات، ولكن تتم متابعته بحرص وعناية وخصوصا مع الظروف الصعبة ومنها ما نشهده من ارتفاع للأسعار مع خضم التقلبات في الأسواق العالمية.

 

عدد من القضايا تتداخل فيما بينها من خلال شعار حماية المستهلك لتوفير شروط السلامة العامة له وتطبيق الإجراءات المرتبطة بذلك ومن خلال القانون وبشمولية وعلى مدار العام.

 

الاحتكار ورفع الأسعار والتلاعب في الجودة والكميات ومعادلة العرض والطلب هي من القضايا ذات الأهمية عند التركيز على الدور الرقابي والأخلاقي للتاجر والمنتج والموزع وسلسلة طويلة حتى تصل السلعة إلى المستهلك بجودة وسعر مناسب.

 

شهدنا الأسبوع الماضي موجة من الاستياء نتيجة لارتفاع أسعار بعض المنتجات في الأسواق والتي كانت لها مبررات وأسباب تم توضيحها من قبل الجهات المعنية في القطاع الخاص ووزارة الصناعة والتجارة وهم الشركاء في حماية المستهلك والقيام بدورهم الوطني والذين تحملوا المسؤولية بصبر ومعاناة ومكاشفة على مدار العام السابق ومع جائحة كورونا وما خلفته وحتى الآن من نتائج وتداعيات.

 

المنافسة وانتشار المولات والعروض المستمرة لتوفير العديد من البضائع للمستهلك وباسعار مناسبة ظاهرة في المجتمع وساهمت في تحسين وتجويد الخدمة المقدمة للمستهلك إضافة لتوفير خدمة التوصيل وبأسلوب متقدم واعتماد المحفظة النقدية وأشكال أخرى من الخدمات المقدمة للمستهلك وبشكل مميز.

 

لا يمكن التقليل من الجهود المبذولة لحماية المستهلك عبر تحديد السقوف السعرية ومراقبة الأسعار والعروض وللأمانة يقوم بذلك شركاء حماية المستهلك من القطاع العام والخاص وطوال العام.

 

ولا يمكن التقليل أيضا من الجهود الخاصة للمستهلك نفسه حين يرشد ما يحتاج وفق قائمة الأسعار ومن خلال سياسة استهلاكية مناسبة على مدار الشهر وضمن الرصيد المتاح وما يمكن الحصول عليه من بضاعة وبأجزاء صغيرة وعلى مستوى الحبة.

 

ثقافة ترشيد الاستهلاك ضرورة متقدمة لتقليل الهدر في الاستهلاك والتخلص من البقايا في حاويات النفايات والتي تحتوي أحيانا على كميات سلمية من أشياء كثيرة يمكن وضعها في الحاويات دون تقدير للنعمة والمحافظة عليها سواء للخبز وبعض الأغذية والخضار والفاكهة.

 

يمكن وبسهولة عدم التدافع على بضائع معينة عند ارتفاع أسعارها ويمكن التقليل من الاستهلاك كتمرين حي للتكيف مع الظروف الصعبة بعيدا عن التنظير وبعيدا عن مظاهر المقاطعة والاحتجاج والتهويل.

 

شركاء المستهلك سلسلة وطنية وتحتاج إلى توجيه التحية والتقدير لما يقدمونه من جهد لخدمة المستهلك وتوفير ما يحتاجه ويطلبه وبشكل مناسب بربح أحيانا وخسارة في بعض الحالات واستقرار وثبات في أحيان متعددة.

 

يطول الحديث ويتشعب ولكن الأهم هو الانتباه إلى أن مخافة الله هي الدافع الأجدى والأبقى لحماية المستهلك من شرور الطمع والكسب غير المشروع ومن الأخطار الأخرى والتي قد تؤدي إلى حالات وفاة وتسمم وإيذاء.