أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-May-2019

إعادة توزيع الثروة في الاقتصاد الإسلامي.. الزكاة نموذجاً

 الراي-غسان الطالب

نتحدث اليوم عن اداة اخلاقية لإعادة توزيع الثروة في الفلسفة الاقتصادية في الإسلام وهي الزكاة وما لها من آثار اقتصادية واجتماعية ودورها في تقليص الفجوة بين الاغنياء والفقراء،ثم تقليل الفوارق الطبقية د اخل المجتمع الواحد فهي نظام اقتصادي واجتماعي مهما ووسيلة اخلاقية لإعادة توزيع الثروة والدخل في المجتمع الاسلامي، فالزكاة هي الركن الثالث من اركان الإسلام الخمسة » الشهادتان (شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة ان محمداً رسول الله) , إقام الصلاة , إيتاء الزكاة , صوم شهر رمضان وحج البيت (من استطاع إليه سبيلا) , وازكاة هنا فريضة من الله على الأغنياء لصالح الفقراء والمحتاجين لسد احتياجتهم المعيشية , وهي بمثابة ضريبة شرعية وهي حق على كل مكلف وعلى قدر استطاعته وأملاكه , توجب على جميع الأموال المادية و على الزرع والثمار والثروة الحيوانية والمعادن الثمنية مثل والذهب , حتى توزع الثروة بشكل عادل بين افراد المجتمع وبعد كل حول اي في المفهوم المالي الحديث كل سنة مالية بعد ان يكون مر عليها حول وذلك بهدف عدم تركز الثروة بيد فئة محددة من الناس عملا بقوله تعالى «كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ» (7, سورة الحشر) , وفي الاقتصاد الكلي يمكننا القول ان الزكاة تساهم في تفادي او التخفيف من حدة التقلبات الاقتصادية او ما يسمى الدورات الاقتصادية, لدورها في اعادة توريع الثروة , من من يمتلك الثروة ويتوجب عليه دفع الزكاة او المكلفين بها ان جاز التعبير وبين مستحقيها من الفقراء والمحتاجين, فعندما تدفع على شكل نقدي لمستحقيها فان ذلك يساعدهم على القدرة على الأنفاق وبالتالي يزداد الطلب على السلع والخدمات مما يدفع بالمنتجين لزيادة انتاجهم وتوظيف ايد عاملة اضافية للتماشي مع زيادة الطلب التي اوجدتها الزكاة وهنا بين لنا الإسلام مصارف الزكاة اي من هم مستحقوها، «إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيم» (التوبة 60) , كما اوضحت لنا هذه الآية الكريمة على انها بمثابة نوع من التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع.
 
ولا يغيب عن البال الدور الذي تلعبه الزكاة في تجنب الاكتناز الذي نهى عنه الإسلام قي قوله تعالى في كتابه العزيز: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35 سورة التوبة ), اذا في حالة الاستمرار في الأكتناز فان الاموال ستتعرض للتآكل مع الوقت, بمعنى ان المكلف سيدفع مقدار الزكاة كل سنة مالية من رأس المال المكتنز، فهنا الاستثمار يحمي رأس المال من التآكل وتدفع الزكاة من العائد على الاستثمار لهذا المال، لأن صاحب المال سيتجه للاستثمار ولا يتركه معطلا عن المساهمة في النشاط الاقتصادي، ليتمكن من أن يقوم بمشروعات صغيرة أو أن يتدرب على عمل مهني، وأيضاً إقامة مشروعات جماعية يشتغل فيها العاطلون من العمل.
 
لهذا ففي الفلسفة الاقتصادية الإسلامية فإن الزكاة تلعب دورا اساسيا كأداة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، أو المالي للمجتمع عندما يلتزم الجميع عن اخراجها لمستحقيها.